مبادئ التكوين الفني
أسس ومبادئ التكوين الفني
هنالك العديد من أسس ومبادئ التكوين الفني ، وهي عبارة عن قواعد التكوين الفني، فلا يمكن للفنان بناء عمله دونها، أهمها:
الوحدة والترابط
الوحدة هي المبدأ الفني الذي يعطي العمل الفني المظهر المتكامل، الوحدة والانسجام متشابهان من حيث المبدأ، لكن الوحدة أشمل كمفهوم فني، هناك طرق مختلفة لخلق الوحدة في العمل الفني بعض هذه الطرق تعتمد على أسلوب الفنان الفردي.
إن لوحدة من المفاهيم الفنية المعقدة والتي تختلف عن باقي أسس التكوين الفني، فغالبًا ما تعطي انطباع أو شعور ينقله العمل الفني إلى الناظر أو المتأمل للعمل، ويصعب تقديم مفهوم متكامل للوحد في العمل الفني؛ لاعتمادها على الشعور، وابتعادها عن الأسس المادية المحسوسة، بالإضافة إلى صعوبة الاحتفاظ بهذا المفهوم في العقل، ويتم تقييم الوحدة في الأعمال الفنية من خلال تقديم التحاليل والاتزام بالبحث في هيكل التكوين الفني حسب رأي النقاد.
وفيما يلي بعض الطرق التي أثبتت جدواها والتي تضمن تكوينًا موحدًا:
- البساطة
- التكرار
- القرب
التوازن
يشير التوازن إلى التوزيع المقبول والمرئي في الأعمال الفنية إلى عناصر التكوين، بحيث يكون العمل مستقر إلى أبعد الحدود، ويشعر المتأمل للعمل الفني بالراحة، ويؤدي عدم التوازن إلى شعور المتأمل له بعدم الراحة، ومن الممكن تحقيق التوازن بثلاث طرق مختلفة:
- التناظر، أو التماثل، ويظهر عندما تكون نفس العناصر في جانبي العمل، كما في صورة معكوسة، أو المظهر الذي نراه في في المرآة مقارنة بالواقع أو جانبي الوجه.
- عدم التناسق، وتحدث هذه الطريقة عندما يظهر في التكوين تباين بين عناصر الفن، على سبيل المثال، قد تتم موازنة دائرة كبيرة على جانب واحد من التكوين بمربع صغير على الجانب الآخر، فيكون إحدى جوانبها، أكثر تباينًا.
- التناظر الشعاعي، ويكون التناظر الإشعاعي عندما يتشكل تباعد بين العناصر على نحو متساوٍ، لكنها تتمركز حول نقطة مركزية، كما هو الحال في الدائرة التي لها نقطة تسمى المركز.
الانسجام
الانسجام وقد يسمى التناغم، وهو المبدأ الفني الذي يخلق التماسك في العمل الفني، من خلال أوجه التشابه بين الأجزاء المنفصلة ولكنها مرتبطة ببعضها البعض، ويختلف الانسجام عن الوحدة، لكن العلاقة بينهما أن الانسجام يعزز الوحدة في العمل الفني، على وجه التحديد، ويستخدم الانسجام عناصر الفن مثل اللون، الخط، الشكل، الملمس، كوسيلة لخلق شعور بالترابط بين الأجزاء التي كانت المنفصلة.
هناك طريقة أخرى لضمان الانسجام في أي عمل فني وهما؛ اختيار مكونات تتشابه في الشكل والمحيط، على سبيل المثال ، سيكون للعمل الفني الذي يوظف الأشكال المتعرجة فقط عند تمثيل المنحنيات أكثر انسجامًا؛ لأن كل محيط متعرج هو منحنى.
الإيقاع
يشير الإيقاع في الفنون والتصميم إلى العلاقة القائمة بين العناصر المختلفة في العمل الفني، التي تخلق إحساسًا بالانسجام بين مكوناته، ويمكن رؤية الإيقاع في الأنماط الفنية، وفي العلاقات بين الأشكال والألوان في الفنون البصرية، وفي تكرار الخطوط والأشكال وفقًا لقاعدة ما، تساعد الإيقاعات في توجيه عين المشاهد حول العمل ككل بدلاً من السماح للعين بالاستقرار في نقطة محورية معينة، وهناك ثلاثة أنواع رئيسية من الإيقاع:
- إيقاع منتظم، تتكرر العناصر وفقًا لترتيب متباعد بشكل متساوٍ
- الإيقاع المتدفق، تكون الحركة فيه من خلال التكرار غير المنتظم للعناصر المتكررة.
- الإيقاع التدريجي، ويتم من خلاله إنشاء تسلسل تتغير فيه العناصر بشكل طفيف في كل مرة تتكرر فيها.
الحركة
الحركة هي النتيجة لاستخدام مختلف عناصر الفن؛ بحيث تتحرك عين المشاهد حول الصورة أو اللوحة أو داخلها، يمكن إنشاء الإحساس بالحركة من خلال الخطوط المائلة أو الأشكال المنحنية، سواء كانت حقيقية أو وهمية كالخوط الوهمية، أو عن طريق الحواف، ووهم الفراغ في اللوحة، وكذلك من الممكن استخدام التكرار؛ كي لا تستقر عين الناظر على مساحة محددة، أو رسم العلامات المتميزة، والبارزة.
النسبة والتناسب
النسبة في الفن هي العلاقة بين عناصر التركيب أو البناء الفني، ويتم ذلك عن طريق مقارنة نسب تلك العناصر ببعضها البعض وفقًا لمعايير مثل الحجم، واللون، والكمية والدرجة، فتتشكل نسبة بينهم، ومن الضروري أن يكون هنالك قدر معين من النسب بينها، وتكمن أهمية مبدأالنسبة والتناسب في إضافة التوازن والتناسق بين أجزاء معينة في العمل الفني، ولا غنى للفنان عنها كأساس للتكوين الفني.
العناصر الأساسية للتكوين الفني
هنالك العديد من العناصر الأساسية للتكوين أو التصميم الفني ، أهمها:
الشكل
الشكل عبارة عن مساحة مسطحة محددة بحواف أو مخطط تفصيلي، يستخدم الفنانون جميع أنواع الأشكال، مثل الأشكال الهندسية الدقيقة والمنتظمة، مثل المربعات والمستطيلات والمثلثات، وغالبًا ما توجد في الأشياء المُصنّعة، مثل البناء والآلات، بينما توجد الأشكال الحيوية غير المنتظمة في الطبيعة، مثل أشكال أوراق الشجر والزهور والغيوم، والأشياء تنمو وتتدفق وتتحرك، وهي تختلف عن الأشكال المنتظمة.
اللون
يعرف اللون بأنه العنصر الفني الذي ينتج عندما ينعكس الضوء بعدا أن يصطدم بجسم ما ، ويظهر لعين المشاهد كلون، لكن في التصميم الفني يحتوي اللون على عدد كبير من السمات الذاتية، أهم هذه الخصائص هو الانسجام، الذي يتشكل عندما يتم الجمع بين لونين أو أكثر بالتالي يحدث استجابة فعالة.
الخط
الخط هو العلامة التي يتم رسمها باستخدام أداة الرسم أو الفرشاة، ويعد من أسس التكوين في الرسم هناك أنواع عديدة من الخطوط مثل: الخط سميك، الخط الرفيع، والخط الأفقي، والخط الرأسي، والخط المتعرج، والخط المنحني، والخط الحلزوني، وغالبًا ما تكون معبرة جدًا، والخطوط من الأدوات الأساسية للفنانين، وبعض الخطوط في اللوحات غير مرئية، أي لا يمكن للمشاهد في الواقع رؤية العلامة الداكنة للخط، لكنه موجود بالطريقة التي يرتب بها الفنان الأشياء في اللوحة.
الفضاء
الفضاء عبارة عن مدى غير محدود ثلاثي الأبعاد تتشكل فيه الأشياء وفقًا لموقع واتجاه نسبي؛ لتمثيل العالم الطبيعي أو الميتافيزيقي، ويعتمد تمثيل العالم الميتافيزيقي على تصور الفنان وخياله، ومع تطور الأساليب الفنية واستيلاء الحركات الطليعية على عالم الفن، بدأت الفضاء في الفن يتلاشى وتم تحديد مفهوم آخر تتشكل فيه الأعمال الفنية، وهو المساحة، وكلا المفهومان متداخلان.
ومفهوم المساحة أبسط بكثير وتنقسم إلى المساحة الإيجابية، والمساحة السلبية وسميت بالمساحة الإيجابية كوصف للمكان الذي يشغله الشكل، أما المساحة السلبية فهي المساحة التبقية بين أشكال النموذج وحولها.
الملمس
الملمس هو جودة سطح العمل الفني الذي يتصف بالخشونة أو النعومة، ويرتبط بنوعية المادة التي صنع منها العمل الفني، ويتم اختبار الملمس حسب وحهة نظر النقاد الفنيين بطريقتين بطريقتين: إما بصريًا من خلال الرؤية بالعين المجردة، وهذه الطريقة تعتمد على مهارة الفنان من خلال إيهام الناظر بالملمس، أو جسديًا من خلال لمس السطح.
الإضاءة
الإضاءة هي خفة أو قتامة اللون، يمكن ضبط الدرجة اللونية للعمل الفني لتغيير التعابير الفنية، ويمكن استخدام الإضاءة؛ لخلق نوع من التباين بين الضوء والظلام، أو لخلق وهم الشكل، أو لخلق جو درامي هادئ للمشاهد، أو لخلق إحساس بالمسافات أو العمق، أو لإنشاء إيقاع .
الخلاصة
هنالك العديد من المبادئ والأسس للتكوين الفني ولا يمكن تشكيل أي بناء فني دونها، أهمها مبدأ الوحدة في الهيكل الفني، لكونه عنصر غير ملموس، إنما شعور ينقله الفنان إلى المتلقي، وتتداخل الوحدة مع الانسجام، حسب وجهة نظر النقاد الفنيين إلا أنها تعد مفهومًا أكثر شمولية.
وهنالك العديد من العناصر التي تعد أساس التكوين الفني، ولا بد من الإشارة إلى أهمية دور الخط واللون في اتزان العمل الفني، فهما من أهم عناصر التكوين الفني في الفنون البصرية، وكلما كان الفنان متمكنًا من استخدام عناصر التكوين الفني، زادت براعته، وكانت أعماله الفنية أكثر إتقانًا.