انخفاض درجة حرارة الرضيع
انخفاض درجة حرارة الرضيع
انخفاض درجة الحرارة (بالإنجليزية: Hypothermia) هو حدوث نقص في درجة حرارة الجسم نتيجة التعرّض لللبرودة بدرجة لا يكون فيها الجسم قادراً على رفع حرارته إلى المعدّل الطبيعيّ، بمعنى لا يكون بمقدوره تعويض ما فقد من الحرارة إثر تعرضه للبرودة الشديدة، وهي من المشاكل الصحيّة الطارئة التي تتطلّب تدخّلًا طبيًّا فوريًّا، وذلك لأنّ الانخفاض الشديد في درجة حرارة الجسم يؤدي إلى تعطيل وظائف بعض الأعضاء في الجسم، وبحسب منظمة الصحّة العالميّة فإنّ انخفاض درجة الحرارة لدى الأطفال الرضّع هو أن تكون درجة الحرارة أقل من 36.5 درجة مئويّة، حيثُ تتراوح درجة حرارة الجسم الطبيعيّة لدى الأطفال حديثيّ الولادة والأطفال الخدّج بين 36.5-37.5 درجة مئويّة وذلك عند قياسها عن طريق الشرج، مع الإشارة إلى أنّ المعدّل الطبيعيّ للحرارة يعتمد على طريقة قياس الحرارة ومكان قياسها، وتُعدّ طريقة قياس حرارة الطفل من الشرج الأفضل للأطفال الذين لا تزيد أعمارهم عن سنتين، وبحسب إحصائيّة تمّ نشرها في مجلّة BMC Med عام 2013 فإنّ معدّل انتشار الإصابة بانخفاض درجة الحرارة لدى الأطفال الرضّع في المستشفيات يتراوح بين 32-85%، وفي المنازل بين 11-92% حتى في المناخ الاستوائيّ.
أسباب وعوامل خطر انخفاض درجة حرارة الرضيع
بداية تجدر الإشارة إلى أنّ عدم قياس درجة الحرارة بالطريقة المناسبة قد يؤدي إلى ظهور نتائج خاطئة، وبالتالي فإنّ إعادة قياس الحرارة واستخدام أكثر من طريقة في القياس تُعطي نتائج دقيقة، وأمّا أسباب انخفاض درجة حرارة الرضع فإنّ أبرزها على الإطلاق عدم قدرة الأطفال الرضّع على معادلة درجة حرارة أجسامهم بالسرعة والكفاءة اللازمة مقارنة بالأطفال الأكبر سنّاً والبالغين حتى عند التعرّض لانخفاض بسيط في درجات الحرارة، بالإضافة إلى إمكانيّة انخفاض درجة حرارة الطفل الرضيع نتيجة بعض العوامل البيئية، والاضطرابات الصحيّة التي قد تؤثر في قدرة الجسم على معادلة الحرارة مثل أعراض الانسحاب من بعض الأدوية، وتعفّن الدم (بالإنجليزية: Sepsis)، والنزيف داخل الجمجمة (بالإنجليزية: Intracranial hemorrhage)، وكذلك الطقس البارد والبقاء في الاء لفترات طويلة، أمّا بالنسبة لعوامل الخطورة التي قد ترفع خطر الإصابة بانخفاض الحرارة لدى الأطفال الرضّع فنذكر منها ما يأتي:
- عدم تجفيف الطفل بشكلٍ جيد بعد الاستحمام.
- الولادة في منطقة ذات درجة حرارة منخفضة.
- ارتفاع ضغط الدم لدى الأم الحامل.
- الولادة القيصريّة.
أعراض وعلامات انخفاض درجة حرارة الرضيع
لانخفاض درجة حرارة الجسم لدى الأطفال حديثيّ الولادة خطر على الصحّة أكبر من غيرهم خصوصاً أطفال الولادة المبكّرة، والأطفال ذي الوزن المنخفض عند الولادة، ومن أعراض وعلامات انخفاض درجة حرارة الرضيع نبيّن ما يأتي:
- برودة أجسامهم عند لمسهم.
- ملاحظة ازرقاق لون الشفتين أو الأصابع.
- خمول أو كسل الطفل أو إعياؤه.
- اضطراب قدرة الطفل على الأكل أو الرضاعة.
- البكاء الضعيف.
- شحوب وبرودة البشرة.
- صعوبة التنفّس .
تشخيص انخفاض درجة حرارة الرضيع
لتشخيص الإصابة بانخفاض درجة حرارة الرضيع يتمّ بداية ملاحظة الأعراض الظاهرة على الطفل المصاب، ثمّ قياس درجة حرارة الجسم بأحد الأجهزة المخصّصة لقياس درجة حرارة الجسم الأساسيّة (بالإنجليزية: Core body temperatures) والمتوفرة في جميع غرف الطوارئ في المستشفيات لتأكيد التشخيص.
علاج انخفاض درجة حرارة الرضيع
إنّ العلاج المناسب لانخفاض درجة حرارة الرضيع هو علاج مسبّب انخفاض الحرارة، وقبل الحديث عن الإجراءات التي يمكن اتخاذها لرفع حرارة الرضيع يُشار إلى أهمية تجنب الإفراط في تدفئته، ولذلك يجب الحرص على تجنّب وضع الطفل أمام أجهزة التدفئة مباشرة، أو إلباس الطفل الكثير من الملابس في محاولة لتدفئته، ومن الضروريّ مراجعة الطبيب في حال عدم القدرة على رفع درجة حرارة الطفل بعد اتّخاذ الإجراءات اللازمة، ومن هذه الإجراءات التي يمكن اتّباعها والعلاجات التي تساهم في رفع درجة حرارة الطفل الرضيع ما يأتي:
- حمل الرضيع وضمّه ويُفضل أن يُلامس جلده جلد الذي يحمله، مع الحرص على أن يكون جلد حامله دافئًا.
- الرضاعة.
- تغطية الجنين ببطانيّة مناسبة خصوصاً عن التلامس المباشر مع بشرة الطفل.
- تنشيف الطفل جيداً لمنع فقدان الحرارة.
- استخدام المصباح الحراري بعد استشارة الطبيب.
- علاج المشاكل الصحيّة المسبّبة لانخفاض درجة حرارة الرضيع مثل انقطاع التنفّس (بالإنجليزية: Apnea)، ونقص تأكسج الدم (بالإنجليزية: Hypoxemia)، وانخفاض سكّر الدم (بالإنجليزية: Hypoglycemia)، وتعفّن الدم، والنزيف داخل الجمجمة وهو ما قد يحتاج الطفل الخضوع لبعض العلاجات الخاصّة.