انتشار مرض كاوازاكي
مرض كاوازاكي
يُعرَف مرض كاوازاكي (بالإنجليزية: Kawasaki disease) بمُتلازِمة العُقدة الليمفاويّة الجلديّة المُخاطيّة (بالإنجليزية: Mucocutaneous lymph node syndrome) وهو السّبب الأكثر شيوعاً لأمراض القلب لدى الأطفال، ويتمثّل المرض بحدوث التهاب في الشرايين، والأوردة ، والشّعيرات الدّمويّة، وفي معظم الحالات يتعافى الأطفال خلال بضعة أيام من العلاج دون حدوث أي مشاكل خطيرة، وفي الحالات التي يُترك فيها المريض دون علاج قد تتسبّب الإصابة بكاوازاكي بحدوث أمراض القلب، ومن الجدير ذكرُهُ أنّ المرض يؤثر في الذّكور بِنسَب أعلى من الإناث، وفي الأطفال من أصول آسيويّة أو من جُزُر المُحيط الهادي بنسب أعلى من غيرهم، ويعتقد العلماء أنّ المرض يظهر نتيجة مزيج من العوامل الوراثيّة والبيئيّة إلّا أنّهم لم تمكّنوا من تحديد السّبب الدّقيق لهذا المرض.
انتشار مرض كاوازاكي
تعدُّ اليابان أكثر الدول التي ينتشر فيها مرض كاوازاكي في العالم؛ ففي دراسة حديثة أجريت بين عامي 2007-2008 في اليابان بلغ متوسط الإصابة السنويّ بهذا المرض حوالي 216.9 حالة لكل 100,000 طفل دون الخامسة من العمر، في حين تحتل كوريا المرتبة الثانية من حيث معدلات الإصابة بهذا المرض؛ ففي دراسة أجريت بين عامي 2006-2008 بلغ متوسط الإصابة السنويّ بهذا المرض حوالي 113.1 حالة من بين كل 100,000 طفل دون الخامسة من العمر أيضاً، ومن الجدير بالذكر أنّ حالات الإصابة بمرض كاوازاكي في كوريا ازدادت بشكل ملحوظ منذُ عام 2000 ولا يزالُ سبب تّزايد أعداد الإصابات بالمرض في اليابان وكوريا غير معروف إلى الآن، وفي الحقيقة تحتل تايوان المرتبة الثالثة ففي الفترة بين عامي 2003-2006 بلغ معدل الإصابة السنويّ حوالي 69 حالة لكل 100,000 طفل دون سنّ الخامسة، ويُلاحظ اختلاف انتشار المرض في الصين بحسب المقاطعة؛ ففي إحصائيات أُجريت على مدى عدة سنوات في مقاطعات مختلفة من الصين وُجد أنّ معدل الإصابة السنويّ في بكين بلغ حوالي 49.4 لكل 100,000 طفل دون سنّ الخامسة، وفي مقاطعة شنغهاي بلغ معدل الإصابة السنوي حوالي 46.3 لكل 100,000 طفل دون سنّ الخامسة، وفي الحقيقة وفق بعض الإحصائيات بلغ مُعدّل الإصابة السنويّ أقل من 9 حالات لكل 100,000 طفل دون سنّ 5 سنوات في كل من تايلاند، وبريطانيا، والدّنمارك، والسويد، وفنلندا.
أعراض مرض كاوازاكي
تختلف أعراض مرض كاوازاكي باختلاف المرحلة من المرض، ويحدث المرض على ثلاث مراحل، وفيما يلي بيان لكل منها:
- المرحلة الأولى: ومن أعراضُها ما يلي:
- الإصابة بالحُمّى ، قد تصل درجة حرارة مريض كاوازاكي إلى 39 درجة مُئويّة وقد تستمر لأكثر من ثلاثة أيام.
- الإصابة بالتهاب في مُلتحِمة العين (بالإنجليزية: Conjunctivitis)، إذ يُعاني المريض في هذه الحالة من احمرار العيون الشديد غير المصحوب بوجود إفرازات سميكة.
- ظهور الطّفح الجلديّ على الجذع والمنطقة التناسلية.
- احمرار الشّفاه، وجفافِها، وتشقّقها.
- الإصابة بما يُعرف بلسان الفراولة (بالإنجليزية: Strawberry tongue)، إذ يُعاني المريض في هذه الحالة من انتفاخ شديد في اللسان.
- احمرار جلد راحتي اليدين وباطن القدمين، وانتفاخه.
- انتفاخ العقد الليمفاوية في العديد من مواقع الجسم بما في ذلك الرقبة.
- المرحلة الثانية: ومن أعراضُها ما يلي:
- تقشّر جلد اليدين والقدمين، خاصة أطراف الأصابع.
- ألم المفاصل.
- الإسهال والتقيؤ .
- وجع البطن.
- المرحلة الثالثة: تبدأ أعراض المرض بالاختفاء ببُطء في هذه المرحلة من المرض، ويُستثى من ذلك الحالات التي تحدُث فيها المُضاعفات، وقد يستغرق اختفاؤها وقتاً يصل إلى ثمانية أسابيع، ومن الجدير ذكره أنّ العلاج الفعّال لمرض كاوازاكي يُقلّل نسبة حدوث المُضاعفات لدى الأطفال؛ ومن المُضاعفات القلبية المرتبطة بالمرض التهاب الأوعية الدموية (بالإنجليزية: Vasculitis) وخاصة الشرايين التاجيّة التي تُغذي القلب بالدّم، والتهاب عضلة القلب (بالإنجليزية: Myocarditis)، ومشاكل صمّامات القلب ، وقد تُسبّب التهابات الشرايين التاجيّة حدوث تمدّد في الأوعية الدّموية (بالإنجليزية: Aneurysm) وبالتالي ضعف وانتفاخ جدران الشرايين؛ وهذا بحدّ ذاته يزيد من خطر حدوث الجلطات الدّموية، والنوبات القلبيّة ، والنّزيف الدّاخلي المُهدّد للحياة.
علاج مرض كاوازاكي
تتضمن أهداف العلاج الأوليّ لمرض كاوازاكي السيطرة على الحمّى، وتخفيف الالتهاب، ومنع تلف وتضرر القلب ، وفي الحقيقة ينبغي البدء بعلاج الإصابة بمرض كاوازاكي في أقرب وقت ممكن بعد ظهور العلامات والأعراض تجنُّباً لحدوث أيّ مضاعفات، ومن طرق العلاج ما يلي:
- غلوبيولين غاما: يُمثّل غلوبيولين غاما (بالإنجليزية: Gamma globulin) أحد البروتينات المناعيّة التي تُعطى عبر الوريد لتقليل خطر مشاكل الشرايين التّاجيّة، وتجدُر الإشارة إلى أهمية تأجيل أخذ مطعوم جدري الماء أو الحصبة مُدّة 11 شهراً على الأقل بعد إعطاء غلوبيولين غاما نظراً لتأثير هذه البروتينات المناعية في فعاليّة اللّقاحات.
- دواء الأسبرين: يُعطى الأسبرين لعلاج التهاب المفاصل، وتقليل الشعور بالألم، إضافة إلى خفض درجة حرارة الجسم، ويجب الاستمرار بالعلاج بالأسبرين لمدّة لا تقل عن ستّة أسابيع في حالات الإصابة بمرض كاوازاكي وذلك تجنُّباً لحدوث تجلّط الدّم في الأوعية الدّمويّة.
- علاجات مشاكل القلب: تُوصف مجموعة من الأدوية للأطفال الُمصابين بالتّمدد الوعائيّ للشريان التّاجي (بالإنجليزية: Coronary artery aneurysm)، ومن هذه الأدوية ما يلي:
- الأدوية المُضادة للتّخثر: تُساعد الأدوية المُضادة للتّخثر (بالإنجليزية: Anticoagulant drugs) على منع تكوّن الجلطات، ومن الأمثلة على هذه الأدوية كلوبيدوغريل (بالإنجليزية: Clopidogrel)، والوارفارين (بالإنجليزية: Warfarin)، والهيبارين (بالإنجليزية: Heparin).
- رأب الشريان التاجيّ: (بالإنجليزية: Coronary artery angioplasty)، من خلال هذا الإجراء تُفتح الشرايين المُتضيّقة التي تُعيق تدفّق الدّم إلى القلب.
- وضع الدعامة: تُوضع دعامة (بالإنجليزية: Stent placement) في الشريان المسدود للمُساعدة على فتحه وتقليل احتمالية تعرّضه للانسداد مرة أخرى، وقد يُرافق وضع الدّعامة إجراء رأب للأوعية (بالإنجليزية:Angioplasty).
- جراحة فتح مجرى جانبيّ للشريان التّاجيّ : (بالإنجليزية: Coronary artery bypass graft)، يتم من خلال هذه العملية توجيه الدّم حول الشريان التّاجيّ المُتضيّق وذلك بهدف تحسين تدفّق الدم إلى القلب.