اليابان القوة التجارية الكبرى
اليابان
اليابان هي دولة تَقَع في الجُزء الشرقيّ من قارَّة آسيا، في المنطقة الواقعة بين بحر اليابان، والمُحيط الهادئ، وتَبلُغ مساحتها حوالي 377.944 كم، وعاصمتها الإداريّة هي مدينة طوكيو ، أمَّا عَدَد سُكّانها فقد بَلَغ وِفق إحصائيّات عام 2014م نحو 127,103,388 نسمة، ومن الجدير بالذكر أنَّها تتميّز بتأثُّرها بالتيّارات البحريّة، ويُعتبَر المناخ استوائيّاً، إلّا أنَّه يختلف من الشمال إلى الجنوب، لكنَّه في العُموم يكون حارّاً في فصل الصيف، وبارداً إلى مُعتدِل في الشتاء، وبالنظر إلى المَوارِد الطبيعيّة ، فإنَّ اليابان لا تمتلك على أرضها أيّ موارد، باستثناء الأسماك، والمُنتَجات البحريّة؛ لذلك فإنَّ مُعظَم وَارِداتها من الموادّ الأوليّة (الخام).
القُوَّة التجاريّة لليابان
تعرَّضت العديد من المصانع، والمُنشآت الصناعيّة اليابانيّة للتدمير، وذلك بعد خسارة اليابان في الحرب العالَميّة الثانية ، إلّا أنَّه بفَضْل المُساعَدات الماليّة الأمريكيّة، بدأت اليابان بحَملة واسعة؛ لإعادة بناء الاقتصاد الوطنيّ، فقد استخدموا أحدث التقنيات في مصانعهم، ممَّا زاد من مقدرتها، وسُرعتها الإنتاجيّة، كما صدَّرت اليابان المُنتَجات الصناعيّة ذات الجودة العالية للخارج، لكنَّها عانت من قِلّة المَوارِد الطبيعيّة، ممَّا دَفَعها إلى استيراد الموادّ الخام المُكلِفة من الخارج، فكان لِزاماً تغطية هذه النفقات من خلال زِيادة صادراتها لتشمل مُعظَم دُوَل العالَم، وأصبحت التجارة الخارجيّة بذلك هي المُقوِّم الأساسيّ للاقتصاد اليابانيّ، ومن الجدير بالذكر أنَّه بحلول ستينيّات القرن الماضي أصبحت اليابان بفضل الأيدي العاملة الماهرة، قُوَّة اقتصاديّة عُظمى في العالَم، واستمرَّ هذا التطوُّر إلى أن احتلَّت اليابان المَرتبة الثانية من دُوَل العالَم بعد الولايات المُتَّحِدة الأمريكيّة، من حيث قيمة الناتج الوطنيّ الإجماليّ.
وبِلُغة الأرقام، فإنَّ مَجال التصنيع يُمثِّل النشاط الاقتصاديّ الأكبر في اليابان؛ حيث بَلغَت مُساهمته في الناتج الوطنيّ الإجماليّ حوالي 30%، ويعمل في هذا المجال نحو 24% من إجمالي القُوى العاملة اليابانيّة، وقد تضاعف مُعدَّل النُّموّ الصناعيّ مُنذ سبعينيّات القرن الماضي إلى الوقت الحالي حوالي ثلاثة أضعاف ما كان عليه، ووِفقاً للإحصائيّات الاقتصاديّة لعام 2013م، فقد بَلَغ الناتج المحلِّي الإجماليّ في اليابان نحو 5.007 تريليون دولار، أمَّا الناتج الفرديّ السنويّ فقد بَلَغ نحو 37100 دولار، وبنِسبة نُموّ وَصَلت إلى 2%، أمَّا نِسبة البطالة فهي 4.1%، وبَلَغت نِسبة التضخُّم 0.2%، وقد وصل الدَّين الخارجيّ إلى نحو 3.017 تريليون دولار، وتجدُر الإشارة إلى أنَّ من أهمّ الصناعات اليابانيّة: الإلكترونيّات الصغيرة، ووسائل النقل، والمُعدّات والآلات المُتطوِّرة، والسيّارات، والسُّفُن، وأجهزة الحاسوب، والتلفاز، والحديد، والفولاذ، والإسمنت، والصناعات البتروكيميائيّة، مثل: الألياف الصناعيّة، والبلاستيك، وتتميَّز هذه الصناعة بجودتها العالية، وروّاجها في مُختلَف أسواق العالَم.
مظاهر القُوَّة التجاريّة لليابان
يتَّضِح النُّموّ الاقتصادي الكبير في اليابان من خلال المظاهر الآتية:
- تَزايُد نِسبة الأيدي العاملة لإنتاج السِّلَع، والخدمات في القطاعين التجاريّ، والخدماتيّ؛ حيث بَلَغت نسبتهم في عام 1996م حوالي 63% من إجمالي السكّان.
- المُساهَمة المُتزايدة للقطاعين التجاريّ، والخدماتيّ في تنمية الناتج المَحليّ الخام لليابان؛ حيث وَصَلت مُساهمتهما إلى نحو 68.15% من إجمالي الناتج المَحليّ، وتَدلُّ هذه النِسبة الكبيرة على أنَّ القطاع التجاريّ يُمثِّل مُقوِّماً أساسيّاً للاقتصاد اليابانيّ.
- الامتداد الجغرافيّ الواسع لحركة الصَّادِرات، والوَارِدات (المُبادَلات التجاريّة الخارجيّة)؛ حيث شَملت التجارة اليابانيّة مناطق جنوب شرق، وشمال قارَّة آسيا، ودُوَل الاتّحاد الأوروبيّ، وأستراليا، وغيرها من الدُّول.
- الاعتماد على الموادّ الصناعيّة؛ فهي السلعة الغالبة في المُبادَلات التجاريّة الخارجيّة لليابان، حيث تُمثِّل الموادّ الصناعيّة حوالي 88% من إجمالي الصَّادِرات، و34% من إجمالي الوَارِدات، ممَّا يَدلُّ على أنَّ اليابان تمتلك قُوَّة صناعيّة، وتجاريّة كبيرة.
- الاهتمام بالموادّ الأوَّلية (الخام)؛ فهي السلع الغالبة في وَارِدات اليابان، ومن أهمّها: الطاقة، والمعادن ؛ حيث تُمثِّل هذه الموادّ نِسبة 28% من إجمالي الوَارِدات.
- وَفرة المَوانئ المُتطوِّرة، والمُجهَّزة، والأساطيل التجاريّة الضخمة في اليابان، ومن أشهر الموانئ اليابانيّة: ميناء شيبا، وميناء ناغويا، عِلماً بأنَّ مُعظم الموانئ تتركَّز على امتداد الساحل الجنوبيّ على طول المسافة بين طوكيو، وناغازاكي، أمَّا الأساطيل اليابانيّة؛ فهي تُشكِّل حوالي 12.8% من إجمالي مجموع الأُسطول العالميّ.
- كَثرة الشُّرَكاء التجاريّين لليابان، مثل: الولايات المُتَّحِدة الأمريكيّة، ودُوَل الاتّحاد الأوروبيّ، والصين ، وكوريا الجنوبيّة، وسنغافورة.
- اعتماد اليابان سياسة الاندماج في العَولَمة، والمُشارَكة، والانفتاح على القُوى الاقتصاديّة الجديدة، مثل: الصين، وروسيا، ممَّا يُساهِم في تشجيع المُبادَلات التجاريّة، وخَفْض الرُّسوم الجُمركيّة على البضائع، ممَّا يُؤدِّي إلى تعزيز المَكانة التجاريّة لليابان عالَميّاً.
عَوامِل القُوَّة التجاريّة لليابان
هناك العديد من العَوامِل التي مهَّدت الطريق أمام الاقتصاد اليابانيّ، ليُصبِح واحداً من أقوى الاقتصادات في العالَم، ومن أهمّ هذه العَوامِل:
- الإنتاج الصناعيّ الكبير: تتميَّز اليابان بكثرة المصنوعات، وتنوُّعها، مع الاهتمام بجودتها، مثل: صناعة الإلكترونيّات، والأجهزة المعلوماتيّة، والسمعيّة، والبصريّة، بالإضافة إلى صِناعة السيّارات، والدرّاجات الناريّة، والسُّفُن.
- البنية التحتيّة القويّة: تحتوي اليابان على بنية تحتيّة ضَخمة، وقويّة، تتمثَّل في شبكة مُواصَلات حديثة، ومَوانئ ضخمة، ومُتطوِّرة، وأسطول تجاريّ كبير.
- كَثرة الاستثمارات الخارجيّة: حيث تستثمر العديد من الشركات اليابانية العملاقة أموالها بمشاريع مُربِحة في العديد من دُوَل العالَم، مثل: دُوَل أمريكا الشماليّة، ودُوَل الاتّحاد الأوروبيّ ، وآسيا.
- مُراقَبة الأسواق الخارجيّة: حيث تُراقب شركات تجاريّة كُبرى تُعرَف باسم (سوكوسوشا) حالة الأسواق الخارجيّة؛ بهدف تسهيل عمليّة التبادُلات التجاريّة الخارجيّة، وعَقْد الاتّفاقات، والصفقات التجاريّة، وتمويل مُختلَف المُؤسَّسات الاقتصاديّة المَحليّة اليابانيّة.
- الانفتاح وقُرْب المسافة مع الدُّول الاقتصاديّة: حيث تتمتَّع اليابان بمَوقِع جغرافيّ مُتميِّز؛ فهي قريبة من دُوَل جنوب شرق آسيا ذات الكثافة السكّانية الكبيرة، بالإضافة إلى المُشاركة، والانفتاح على دُوَل اقتصاديَة عُظمى، مثل: الولايات المُتَّحِدة الأمريكيّة ، وكندا، وأستراليا، ممَّا يُساهم في تسهيل عمليّة التسويق الخارجيّ.