المعايير العالمية لجودة المناهج التعليمية
المعايير العالمية لجودة المناهج التعليمية
تقوم عملية تخطيط المناهج على مجموعة من المعايير العالمية لضمان الجودة، حيث تساعد في انتقاء المحتوى التعليمي بعيداً عن العشوائية أو المزاجية أو الارتجالية، وهي:
معيار الصدق
يقصد بمعيار الصدق أنْ يرتبط محتوى المنهاج الدراسي بالأهداف التعليمية الموضوعة، فالعلاقة طردية بينهما، حيث كلما حقق المحتوى التعليمي الأهداف التعليمية كلما تمتع بدرجة عالية من الصدق، وفي مثال على ذلك يتناول المنهاج الدراسي كيفية غليان السوائل، حيث يحقق الهدف التعليمي الذي ينص على أنْ يستكشف الطالب عملية الغليان.
أيضًا يحقق المنهاج الدراسي معيار الصدق كلما توافق مع الأفكار والآراء والنظريات الحديثة، حيث يتماشى محتوى المنهاج مع الحياة الواقعية والمعاصرة.
معيار الأهمية
يرتبط بمعيار الصدق، إذ يقصد به أنْ يتعلم الطلبة المعلومات والحقائق الهامة، حيث تركز على المفاهيم والتعميمات و النظريات والمبادئ، بالإضافة إلى تفسيرها وتوضحيها، والموازنة بين اتساع المنهاج الدراسي وعمق محتواه، حيث يسهم المحتوى في تنمية عقل المتعلم، والاتجاهات الإيجابية، وأساليب تنظيم المعرفة لديه.
بالتالي يجب الابتعاد عن حشو المعلومات والحقائق الهائلة في المنهاج الدراسي دون وجود أهمية لها.
معيار اهتمامات التلاميذ
يؤخذ بعين الاعتبار اهتمامات وميول الطلبة في محتوى المنهاج الدراسي، وبشرط المحدودية والتغير وعدم الثبات عبر تضمين موضوعات تتفق مع اهتمامات الطلبة، وإعطائها الأولوية عبر تعلم جديد؛ وذلك لإيجاد صلة بين الطلبة والمنهاج.
كما تكمن أهمية المعيار بزيادة فهم واستيعاب الطلبة لمواضيع التعلم، وإثارة دافعيتهم نحو موضوع التعلم، بالتالي يحقق المنهاج الدراسي معيار الاهتمامات عندما يجيب عما يلي:
- هل المنهاج الدراسي ذو أهمية خاصة بالنسبة للتلاميذ؟
- هل يمنح المنهاج الدراسي فرصة التعامل مع المشكلات الهامة لدى الطلبة؟
- هل يرتبط المنهاج الدراسي باهتمامات الطلبة في المرحلة الدراسية التي ينتمون إليها؟
- هل ينمي المنهاج الدراسي الاهتمامات في وقت مبكر من دراستهم له؟
- هل يؤثر المنهاج الدراسي إيجابيا أم سلبيا على اهتمامات الطلبة؟
معيار القابلية للتعليم
يجب أنْ يتصف المنهاج الدراسي بقابلية التعلم من جانب الطلبة، حيث يتناسب مع قدراتهم ونموهم، بالإضافة إلى مراعاة الفروق الفردية بينهم، وربط الخبرات الجديدة التي يتعرض لها الطلبة بالمعرفة القديمة، كما أنّ تدريس المحتوى فعالاً ونافعاً وسريعاً في المرحلة الدراسية المحددة.
معيار الفائدة
يقصد بمعيار الفائدة أنْ يشعر الطلبة بفائدة المنهاج الدراسي العملية والحياتية، حيث يرتبط بالحياة الواقعية لهم، بالتالي يستفيد الطلبة منها في حل المشكلات التي تواجههم خلال الحياة اليومية.
كما بين العالم التربوي ويلر أنْ إعداد الطلبة للحياة يتطلب احتواء المنهاج على المهارات والمعارف والمعلومات والاتجاهات التي تحقق ذلك، بالتالي يحكم على المنهاج أنّه مفيد ونافع للمتعلم والمجتمع عندما يحقق معيار الفائدة.
معيار العالمية
يقصد به العامل الجغرافي أو المكاني، إذ أنّ محتوى المنهاج يكون هاما عندما يوجه إلى جميع طلبة المدارس في العالم، وليس مرتبطاً بطلبة منطقة جغرافية معينة، فالمنهج الدراسي ذو الجودة العالية يضم أنماطا تعليمية لا تتقيد بحدود جغرافية مثل النظريات العلمية، والاكتشافات والاختراعات في كافة المجالات، وطبيعة الإنسان، والبيئة.
حيث أصبح العالم قرية صغيرة بفضل التكنولوجيا المتطورة، كما يشترك العالم بعديد من المشاكل مثل الاحتباس الحراري ، وتلوث البيئة، ونقص الموارد الغذائية والمياه، والحروب، و التمييز العنصري ، وهيمنة الدول الكبرى، وغيرها من المشاكل التي تقلق سكان الأرض.
بالتالي يحقق المنهج الدراسي معيار العالمية عندما يتطرق إلى المشاكل المحلية والعالمية في محاولة منه لإيجاد الحلول المناسبة، كما يسهم في التخفيف منها عبر توعية الأجيال الناشئة من طلبة المدارس.
معيار التوافق
يقصد به اتفاق المنهاج الدراسي مع الوقائع الاجتماعية والثقافية لمجتمع الطلبة المحلي، ويراعى المنظور الاجتماعي في المنهاج الدراسي عبر تحليل الثقافة والمجتمع، بالتالي تضمين موضوعات الدراسات الاجتماعية والقضايا الدينية والثقافية والفنية؛ لكي يتعرف الطلبة على واقع الحياة الاجتماعية المحيطة بهم.