مفهوم الحداثة عند العرب
مفهوم الحداثة عند العرب
تُعد الحداثة العربية من المفاهيم المتأخرة، حيث بدأ بزوغ فجر الحداثة عند العرب خلال القرن الثامن عشر أثناء تسارع الثورات الفكرية والعلمية والصناعية، واستمر المفهوم بالظهور في منتصف القرن التاسع عشر، حيث بدأ المثقفون بالسعي نحو الحداثة العربية بدءًا من غزو نابليون لمصر في نهاية القرن الثامن عشر، حيث بحث المثقفون العرب في أسباب التقدم عند الغرب، وأسباب بُعد العالم العربي عن الحداثة الأمر الذي ساهم في جعله عُرضة للاستعمار، لذلك قام المثقفون العرب في تجسيد الأصول الإسلامية الموجودة في الخارج من خلال دحض البدائل الغربية المختلفة، وقد تبنّى أفراد العالم العربي طريقتين لرفض التفوق الغربي، وهي كما يلي:
- قام المثقفون بتبني النهج الذي رفض الإرث العثماني في تقليد الفكر الذي أنتج التفوق الغربي، مع الحفاظ على العلاقات مع الخصائص الثقافية للقيم السائدة في مجتمعاتهم.
- إصرار بعض الذين اعتنقوا الفكر الديني التقليدي على العودة إلى جذورهم الإسلامية، مبررين ذلك بأن المجتمع العربي قد هُزم وتم استعماره لأنه ابتعد عن الجذور الإسلامية.
أبرز الرواد العرب الداعين للحداثة
قام المثقفون العرب بالاعتراف بثقافة إنسانية عالمية ساهمت في تكوينها الثقافة الإسلامية في عصر التنوير، وتشعبوا إلى مدارس فكرية أوروبية مختلفة، وكشفوا عن آفاق جديدة للمجتمع العربي وفيما يأتي نذكر أبرزهم:
- طه حسين الذي تأثر بالفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت.
- الكاتب المصري سلامة موسى الذي كان من أشد المدافعين عن داروين.
- الكاتب المصري محمد حسين هيكل الذي تبنى أعمال جان جاك روسو.
- الشيخ رفاعة الطهطاوي الذي أرسله الحاكم المصري محمد علي في وفد علمي إلى فرنسا في عشرينيات القرن التاسع عشر، حيث اكتشف الفلسفة السياسية لمونتسكيو.
- مفتي الأزهر محمد عبده، الذي قام بشرح أفكار الفيلسوف الإنجليزي التطوري سبنسر.
أبرز ما نادى به الرواد لتحقيق الحداثة عند العرب
تناول فكر النهضة العربي للمثقفين المشاكل الموجودة في تقبل المجتمع الحديث وقاموا بطرحها ومناقشتها كالآتي:
- دافع الطهطاوي عن حق المرأة في التعليم ودافع عن المواطنة والحق في المشاركة السياسية.
- هاجم الكواكبي الظلم والاستبداد بشدة في كتابه الذي شكل تغييراً كبيراً في الثقافة العربية الحديثة بعنوان "طبيعة الاستبداد".
- جعل قاسم أمين تحرير المرأة وحرياتها من أولوياته.
- استنكر أحمد فارس الشدياق أنواع التعصب جميعها وخاصة التعصب الديني.
- رفض محمد عبده فكرة الحرمان ودعا إلى التسامح.
- ناقش خير الدين التونسي العلوم والتكنولوجيا والصناعة.
- ركزت فرح أنطون على مسائل المجتمع المدني.
- دعا القومي المستنير ساتي الحصري إلى استبدال الارتباط الديني بالجمعية القومية، وتبني أفكار هيردر وغيره من المثقفين الوطنيين الألمان لتحقيق مفهوم الحداثة.
- حافظ طه حسين على الهوية العربية من خلال ربط هوية مصر "المتوسطية" بتاريخها الفرعوني القديم.
- ربط صالح الحصري بين العروبة والثقافة الأوروبية، بالإضافة إلى الكواكبي الذي آمن بـالإسلام العربي، وأشاد بالحرية التي تمتع بها الناس في الغرب.