المشتقات في اللغة العربية وأوزانها وأنواعها
تعريف المشتقات في اللغة العربية
ينقسم الاسم في اللغة العربيّة إلى نوعين، الجامد والمشتق، فالاسم الجامد هو الأصل وهو الذي لا يُؤخذ من غيره، ويشمل هذا الجامد نوعين؛ جامد ذات، ويتضمن جميع أسماء الأشياء التي تُدرك بالحواس، مثل: "بيت، طاولة، دفتر"، والتي لا يُشتقّ منها شيئًا آخر.
وجامد معنى، وهو ما يُدرك بالعقل، ويتضمن جميع أسماء الأجناس المعنويّة، وجميع مصادر الأفعال التي تؤخذ منها كلمات عديدة، مثل: "استخدام، انتشار، تَقدُم".
أما النوع الثّاني للاسم في اللّغة العربيّة فهو الاسم المشتق، وهو الاسم الذي يؤخذ من المصدر، وهذا الاسم قد يأتي على عدّة أشكال وتصريفات، وذلك بحسب المعنى الذي يؤدّيه.
أنواع المشتقات وأوزانها
يُشتقّ من المصدر عشرة أشياء؛ ثلاثة منها أفعال، وسبعة منها أسماء، وهي:
اسم الفاعل
هو وصفٌ يؤخذ من لفظ الفعل المعلوم، يُذكر للدّلالة على أنّ صاحبه أو الموصوف به قد قام بهذا الفعل على وجه الحدوث لا الثبوت، وذلك على نحو: كاتب، وقارئ، فالكلمتان السّابقتان قد دلّتا على من قام بالفعل، وأوزان اسم الفاعل هي:
- فاعل
إذا كان الفعل ثلاثيًّا مجرَّدًا، وذلك على نحو: كتب/ كاتب، وقرأ/ قارئ، وقام/ قائم.
- اسم مبدوء بميم مضمومة ومكسور ما قبل الآخر
وذلك إذا كان الفعل فوق الثّلاثي، فيكون اسم الفاعل منه على وزن مضارعه المعلوم بقلب الحرف المضارعة ميم مضمومة وكسر ما قبل الآخر، وذلك على نحو: يستقبلُ/ مُستقبِل، ويكتشفُ/ مُكتشِف، ويجتمعُ/ مُجتمِع.
اسم المفعول
وصفٌ يؤخذ من لفظ الفعل المجهول؛ ليدلَّ على حدثٍ قد وقع على الموصوف به على وجه الحدوث والتّجدّد، وذلك على نحو: مقروء، ومعلوم، فالكلمتان السّابقتان قد دلّتا على من وقع عليه الحدث، وأوزان اسم المفعول هي:
- مفعول
وذلك إذا ما كان الفعل ثلاثيًّا مجرّدًا، وذلك على نحو: قرأ/ مقروء، ودرس/ مدروس، ودعا/ مدعو، ورمى/ مرمي/ وباع/ مبيع.
- اسم مبدوء بميم مضمومة ومفتوح ما قبل الآخر
وذلك إذا كان اسم المفعول مأخوذًا من الفعل فوق الثّلاثي، فيُصاغ على وزن مضارعه المبني للمجهول بإبدال الحرف المضارعة ميم مضمومة وفتح ما قبل الآخر، وذلك على نحو: يُعظَّم/ مُعظَّم، ويُستغفَر/ مُستغفَر، ويُدحرَج/ مَدحرَج.
الصفة المشبهة
هي صفةٌ تؤخذ من الفعل اللازم وذلك لتدلّ على صفة موجودة في الموصوف على وجه الثّبوت لا على وجه الحدوث، وذلك على نحو: حَسَن، وجَميل، وأسود، وأوزان الصفة المشبّهة من الفعل الثّلاثي المجرّد هي:
- أفعل
وتأتي فيما يدلّ على لون أو عيب أو حلية، وذلك على نحو: أحدب، وأشعث، وأكحل، وأحور.
- فَعلان
وتأتي فيما يدلّ على خلوٍّ أو امتلاء، وذلك على نحو: عطشان، وشعان، وسكران.
- فعيل
غالبًا ما يأتي من الفعل الثّلاثي المضموم العين، وذلك على نحو: كَرُمَ/ كريم، وعَظُمَ/ عظيم، وسَمُحَ/ سميح، وحَلُمَ/ حليم.
- فَعِل
وتأتي فيما يدلّ على كلّ داءٍ باطني، وذلك على نحو: تَعِب، مَغِص، ووَجِع، أو ما يشابهها مما يدلّ على حزن أو اغتمام، وذلك على نحو: كَمِد، وحَزِن، وشَجٍ، أو ما يضادّها وهو ما يدلُّ على السّرور، وذلك على نحو: فَرِح، وطَرِب، ورَضٍ.
- فاعل
وذلك إذا دلّ الوصف على الثّبوت، وذلك على نحو: طاهر القلب.
- مفعول
وذلك إذا دلّ الوصف على الثّبوت، وذلك على نحو: محمود الخلق.
- فَعَل
وذلك على نحو: حَسَن.
- فُعُل
وذلك على نحو: جُنُب.
- فُعْل
وذلك على نحو: حُرّ.
بينما تُصاغ أوزان الصفة المشبهة من الفعل فوق الثلاثي على وزن اسم الفاعل أو اسم المفعول بشرط أن تدلّ على الثّبوت، وذلك على نحو: مُستقيم القامة، ومُهذَّب الطّبع.
اسم الزمان واسم المكان
يدلّ كل من اسم الزمان والمكان على أمر معيّن، وله شروط وأوزان يُصاغ منها، وتفصيل ذلك كما يأتي:
- اسم الزمان
هو الاسم الذي يؤخذ من الفعل للدّلالة على زمن الحدث، وذلك على نحو: سأزورك مطلع الشمس.
- اسم المكان
هو الاسم الذي يؤخذ من الفعل للدّلالة على مكان الحدث، وذلك نحو قوله تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ}.
وأوزان اسمي الزمان والمكان هي:
- مَفْعَل
وذلك إذا كان اسم الزمان مأخوذًا من الفعل الثلاثي المجرّد المضموم العين، وذلك على نحو: يكتُبُ/ مَكْتَب، أو مفتوح العين، وذلك على نحو: يلْعَبُ/ مَلْعَب، أو الفعل الثلاثي المجرد المنتهي بحرف علّة وذلك على نحو: يلهو/ مَلْهَى.
- مَفْعِل
وذلك إذا كان اسم الزمان مأخوذًا من الفعل الثلاثي المجرّد المكسور العين، وذلك على نحو: يجلِس/ مَجْلِس، ومكسور العين غير المنتهي بحرف علّة، وذلك على نحو: يضرِب/ مَضرِب، والفعل الثلاثي المجرّد المبدوء بحرف العلة الواو مهما كانت حركة عينه، وذلك على نحو: ورد/ مَوْرِد، ووضع/ مَوْضِع.
اسم الآلة
هو اسمٌ يؤخذ من الفعل الثلاثي المجرّد المتعدّي غالبًا للدلالة على آلة القيام بالفعل، وذلك على نحو: مِبْرد، وأوزان اسم الآلة هي:
- مِفْعَل
وذلك على نحو: مِبْرد
- مِفْعلة
وذلك على نحو: مِنْقلة.
- فَعَّال
وذلك على نحو: جرّار.
- فَعَّالة
وذلك على نحو: غسّالة.
- مِفْعال
وذلك على نحو: مِحراث.
صيغة المبالغة
إنّ مبالغة اسم الفاعل هي مجموعة من الأوزان التي تفيد بصياغتها الدّلالة على نفس معنى اسم الفاعل بزيادة، وذلك على نحو: علّامة، والمراد منه عالمٌ كثير العلم، وكذلك أيضًا إذا ما قيل: فهّامة، أي فاهم كثير الفهم، وأوزان مبالغة اسم الفاعل هي:
- فعّالة
وذلك على نحو: علّامة.
- فَعَّال
وذلك على نحو: جبّار.
- فُعَّال
وذلك على نحو: كُبَّار.
- فعِّيل
وذلك على نحو: صِدِّيق.
- مِفعال
وذلك على نحو: مِفضال.
- فعُول
وذلك على نحو: أكول.
- فعيل
وذلك على نحو: عليم.
- فَعِل
وذلك على نحو: حَذِر.
- فيعول
وذلك على نحو: قيّوم.
- فعُّول
وذلك على نحو: قدُّوس.
اسم التفضيل
هو صفةٌ تؤخذ من الفعل لتدلّ على أنّ شيئين قد اشتركا في نقطةٍ واحدةٍ، لكنّها زادت عند أحدهما على الآخر، وذلك نحو: ليلى أجمل من رباب، ولاسم التّفضيل وزنٌ واحد هو "أفعل"، ولكن هناك شروط لصوغه من الفعل، وإذا اختلّ أحد الشّروط يُؤتى بكلمة على وزن أفعل ثمّ يُكتب مصدر الفعل المراد تفضيله بعدها، وهذه الشّروط هي:
- أن يكون الفعل ثلاثيًّا
فلا يصح من فوق الثلاثي.
- أن يكون قابلًا للتفاوت
أي يمكن أن يتفاضل به الناس، فالموت مثلًا غير قابل للتفاوت.
- أن يكون الفعل تامًّا
فالأفعال الناقصة لا يمكن أن تُصاغ على صيغة التفضيل.
- أن يكون مُثبتًا غير منفي
فالأفعال المنفية هي أفعال سلبيّة لا يُصاغ منها.
- أن يكون مبنيًّا للمعلوم
فلا يصاغ اسم التّفضيل من الفعل المبني للمجهول.
- ألّا تكون صفته على وزن أفعل
فمثلًا الفعل "حمر" لا يمكن صوغ اسم التّفضيل منه لأنّ الصّفة منه هي "أحمر" وهي على وزن أفعل.
- أن يكون الفعل متصرّفًا
فلو كان جامدًا على نحو "ليس" لا يمكن صوغ اسم التّفضيل منه.
المصدر
المصدر في اللغة العربية هو لفظٌ من جنس الفعل مجرّد عن الزمن ويدلُّ على الحدث فقط، وهو الأصل في الكلمة، ومنه يُؤخذ الفعل وجميع المشتقات، وهذا المصدر له نوعان، فأحدهما سماعي يشمل جميع الأفعال الثّلاثيّة نحو: قرأ/ قراءة، والآخر قياسي ويشمل مصادر الأفعال الثلاثية والرباعية والخماسية والسداسية، نحو: قابل/ مقابلة.
إعراب المشتقات في اللغة العربية
إنّ الأسماء المشتقة جميعها حالها كحال أي اسم مفرد، فتُعرب بحسب موقعها من الكلام ومن الإعراب، فليس شرطًا أن يؤثّر نوعها من المشتقّات في موضعها الإعرابي، ومن ذلك ما يأتي:
- جاءَ المحمودُ خلقه
المحمود: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- اشتكى المظلومُ إلى القاضي
المظلوم: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. القاضي: اسم مجرور وعلامة جرّه الكسرة المقدّرة على الياء للثقل.
- المُعلِّمون بناة الأجيال
المُعلّمون: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنّه جمع مذكّر سالم والنون عوضٌ عن التنوين في الاسم المفرد.
شروط عمل المشتقات
لكي تعمل المشتقّات فإنّ هناك شروط لا بدّ من استيفائها، وهي:
اسم الفاعل
يعمل اسم الفاعل عمل فعله سواء أكان متعدّيًا أم لازمًا، وذلك بشرط أن يعرَّف بأل، على نحو: حضر المُعطي الناسَ حقَّهم، أو أن يدل على الحال أو الاستقبال، وأن تسبق بنفي أو نهي أو استفهام، وذلك على نحو: ما طالبٌ الأب مقابلًا لجهوده.
أو أن يكون خبرًا لمبتدأ سبقه، وذلك على نحو: زيدٌ مسافرٌ أبواه، أو صفة لاسم سبقه، وذلك على نحو: هذا طفلٌ مّتّقِدٌ عقلُهُ، أو أن يكون اسم الفاعل حالًا من اسم سبقه، وذلك على نحو: يتحدّثُ المعلّم رافعًا صوتَهُ.
مبالغة اسم الفاعل
تعمل مبالغة اسم الفاعل عمل فعلها بنفس الشّروط السّابقة المذكورة آنفًا في شروط عمل اسم الفاعل ، وذلك على نحو: أنتَ حلّالٌ مشاكلَك، فقد عمل اسم الفاعل "حلّال" عمل فعله لأنه جاء خبرًا لما سبقه.
اسم المفعول
يعمل اسم المفعول عمل فعله المبني للمجهول فيرفع نائب فاعل، وذلك بنفس شروط عمل اسم الفاعل والمبالغة، وذلك على نحو: زيدٌ محمودٌ خلقُهُ.
الصفة المشبهة
تعمل عمل اسم الفاعل المتعدي إلى مفعول واحد، والأفضل أن تضاف إلى ما هو فاعل لها بالمعنى، أمّا معمولها فيجوز فيه أربعة وجوه، فيُعرب فاعلًا أو مضاف إليه، أو شبه مفعول به إذا كان معرفةً، وذلك على نحو: جاء الحسنُ خلقه، ويُعرب تمييزًا إذا جاء نكرة، وذلك على نحو: جاء الحسن خلقًا.
اسم التفضيل
يعمل اسم التّفضيل فيرفع فاعلًا وأكثر ما يكون هذا الفاعل ضمير مستتر، وذلك على نحو: زيدٌ أفضل من خالد، "أفضل" فاعله مقدّر تقديره "هو" عائد على زيد، ويرفع فاعلًا ظاهرًا إذا ما صحّ أن يقع فعل بمكانه، وذلك على نحو: ما رأيتُ أحدًا أوقع في نفسه النصيحة كأحمد، "النصيحة" فاعل لاسم التّفضيل.
أمثلة على المشتقات
فيما يأتي أمثلة متنوعة على بحث المشتقات في اللغة :
- كان المرءُ صادقًا ودودًا.
صادقًا: خبر منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره. ودودًا: خبر ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
- زيدٌ محمود خلقُهُ
محمود: خبر مرفوع ولامة رفعه الضّمة الظاهرة على آخره. خلقه: نائب فاعل لاسم المفعول مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظّاهرة والهاء ضمير متّصل مبني في محل جر بالإضافة.
- {أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا}.
أكثر: خبر مرفوع ولامة رفعه الضّمة الظاهرة على آخره. مالًا: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
- أحمدٌ حسنٌ خُلُقًا.
حسن: خبر مرفوع ولامة رفعه الضّمة الظاهرة على آخره. خلقًا: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
كتب عن المشتقات في اللغة العربية
ألّف العلماء والباحثون كتبًا كثيرة في فن الصرف الذي هو موضوع بحث المشتقّات، ومن تلك الكتب:
- الصّرف الكافي
ألّفه أيمن أمين عبد الغني، ونشره في دار التوفيقية للتراث، وهو كتابٌ في علم الصّرف يدور حول كل ما يتعلّق بتصريف الأسماء، ومن هذه المباحث الجامد والمشتق ونوعيهما.
- الصّرف الميسّر
ألّفه عبد الشّكور معلم عبد فارح، وقد نشره في دار العلم، ويدور الكتاب حول المباحث الصّرفيّة ويعرضها بشكل مُبسّط وضمن جداول، وذلك ليبسّط للقارئ محتواها قدر الإمكان.
- الصّرف الوافي
ألّفه هادي نهر، ونشره في دار عالم الكتب الحديث، ويدور الكتاب حول دراسات مفصّلة لجميع مباحث الصّرف، ومن هه المباحث التي يطرق إليها مبحث الجامد والمشتق وما يندرج تحتهما.
- الصّرف
ألّفه الدكتور حاتم صالح الضّامن، وهو منهج لكليّة الدراسات الإسلاميّة والعربيّة في دبي، ويدور الكتاب حول علم الصّرف وما يتعلّق به من مباحث، من مجرّد ومزيد وإعلال وإبدال وجامد ومشتق، حيث يتناول كل بحث من هذه المباحث بالشّرح والتّحليل.
تدريبات على المشتقات
في السطور الآتية تدريبات متنوعة على بحث المشتقات لزيادة التوضيح:
استخرج المشتقات من الجمل التالية وحدد نوعها
في الجمل الآتية عدد من المشتقّات، استخرجها وبيّن نوعها:
- جاء مُستكشِفُ الأمر.
- عرف الطالب المُراد من السّؤال الذي طرحه المعلّم.
- زيد أجمل وأرق من أحمد.
- محمّدٌ حسن الخلق، جميل الطّبع، فَطِن العقل.
- سيبويه علّامة في اللغة العربيّة.
أعرب المشتقات في الجمل الآتية
في الجمل الآتية عدد من المشتقّات، استخرجها وأعرِبها إعرابًا وافيًا:
- ما كان الرجل الممدوح جالسًا في المجلس.
- دخلتُ إلى المنزل مَطلع الشمس.
- التقيت بصديقي عند موقف الباص.
- حرث الفلّاح الأرض بالمِحراث.
- الله عليمٌ بكلّ شيء.
- الشتاء أجمل من الصّيف.
- شرب الظمآن ماءً فارتوى.
يتبيّن أنّ المشتقّات في اللغة العربيّة سبعة في الأسماء، وثلاثة في الأفعال، فالأسماء هي اسم الفاعل ومبالغته، واسم المفعول، واسم الآلة، واسما الزمان والمكان، والصفة المشبهة، والمصدر، ولكلّ منها شروط عمل خاصّ، ولها أوزانها الخاصة أيضًا، وتُعرب بحسب موقعها في الكلام.