الكندي
الكندي هو علّامة وأحد فلاسفة العرب.
نشأة الكندي
الكندي هو أبو يوسف يعقوب بن إسحق بن الصباح بن عُمران بن إسماعيل بن محمد بن الأشعث بن قيس الكندي، من أبناء قبيلة كندة، ولد في الكوفة بمدينة العراق في القرن 19 الميلادي.وهو علّامة عربي مُسلم يُقلب بفيلسوف العرب، ويُعدّ أول فيلسوف عربي مسلم ظهر في التاريخ، لذلك يعتبر موسوعة عربية عريقة، حيث اشتهر بفراسته في الفلك و الفلسفة والفيزياء والرياضيات بالإضافة إلى أنه برع في الموسيقى وغيرها الكثير.
الحياة العلمية والعملية للكندي
الحياة العلمية للكندي
تلقّى الكندي علمه الأولي في الكوفة، وعندما كان في عمر الخامسة عشر حفظ القرآن الكريم والكثير من الأحاديث النبوية الشريفة وأصول الفقه، وعاش في البصرة في مطلع حياته وتعلّم فيها " علم الكلام "، ثمّ عاد إلى بغداد في الفترة الذهبية للعصر العباسي ليكمل مسيرته العلمية والثقافية على يد أعظم العلماء.
الحياة العملية للكندي
حَظِي الكندي بمكانةٍ رفيعة من قبل الخليفتين المأمون والمعتصم، فقد عيّنه الخليفة المأمون مُشرفًا على بيت الحكمة ، أمّا الخليفة المعتصم فقد عيّنه المربي الخاصّ لأبنائه وذلك لحكمته وذكائه، وكان يُعدّ من أشهر مُترجمي عصره، حيث عدّه ابن أبي أصيبعة مع حُذاق الترجمة في الإسلام.
اشتُهِر بخطّه العربي المميز، فقام الخليفة المتوكل بتعيينه الخطاط الخاص لهُ، لكن بالرّغم من ذلك أثناء فترة حكم المتوكل انطفأت شهرته واندثر وهجهُ.
إنجازات ومؤلفات الكندي
إنجازات الكندي
قام الكندي بإنجازاتٍ كبيرة جدًا في مجالات علمية مختلفة، لا يمكن حصرها في سطور، فهي لا تُعد ولا تُحصى، لنتعرف على أبرز هذه الإسهامات ما يأتي:
- الرياضيات: أبدع الكندي في الهندسة والحساب، حيث كان له دورًا مهمًا في إدخال الأرقام الهندية للعالم، بالإضافة إلى توافق الأعداد بما فيها الأعداد النّسبية وكيفية حساب الوقت.
- الطب والكيمياء: بَرَع الكندي في الطب وربطه بعلم الرياضيات، حيث وضع مقياسًا رياضيًا لقياس فعالية الدواء، وتحديد كمية العقاقير المعقدة، وقد تأثر الكندي بأفكار جالينوس الطبيب الإغريقي فكتب أكثر من 30 أطروحة في الطب.
- الكيمياء: بدأ بتأسيس العطور، بعد أن قام بإجراء عدة تجارب لتحويل النباتات إلى زيوت عطرية وجمع بين روائحها العطرة.
- الموسيقى: كان الكندي أول من وضع سُلم موسيقي عربي الذي مازال يُدرس إلى الآن، ويعتبر أيضًا أول من أدخل كلمة "موسيقى" إلى اللغة العربية، وتفوّق على الموسيقين اليونانيين آنذاك، وقد كتب الكندي عدة أطروحات موسيقية تصل إلى حوالي 15 أطروحة، ولم يتبقَ منها سوى 5 أطروحات.
- الفلسفة: كانت الفلسفة الجهد الأكبر للكندي وقد تميّز فيها لنشر الفلسفة الإسلامية ، حيث ترجم النّصوص الفلسفية اليونانية أثناء عمله في بيت الحكمة، ويعتبر أول من وضع اللبنة الأساسية الفلسفية الأولى في طريق الفلاسفة من بعده، مثل: ابن سينا والغزالي وغيرهم.
لاقى الكندي انتقادات كثيرة في أفكاره الفلسفية من قِبَل المفكِّرين، قائلين أن هذه الأفكار تتركّز على علمٍ أجنبي، والجدير بالذّكر أن الكندي قد حارب أفكارًا فلسفية خاطئة منها: الخلود في الحياة وإنكار يوم البعث، وناقشها بكل حكمة ومنطقية.
مؤلفات الكندي
ألَّف الكندي حوالي 260 كتاب وفقًا لرواية ابن نديم، ويُقال أن الكثير من مؤلفات الكندي فُقدت بسبب اجتياح المغول لبغداد، ولم يتبقَ منها سوى ثمانية كُتبٍ فقط، وكان لكتبه أثرًا كبيرًا في العصور الوسطى، وأهم هذه المؤلفات ما يأتي:
كتب في الفلسفة
من كتب الكندي في الفلسفة ما يأتي:
- الفلسفة الأولى فيما دون الطبيعيات والتوحيد.
- الحث على تعلُّم الفلسفة.
- رسالة في أن لا تنال الفلسفة إلا بعلم الرياضيات.
كتب في الفلك
من كتب الكندي في الفلك ما يأتي:
- رسالة في ظاهريات الفلك.
- رسالة في العالم الأقصى.
- رسالة في صناعة بطليموس الفلكية.
كتب في الطب
من كتب الكندي في الطب ما يأتي:
- رسالة في الطب البقراطي.
- رسالة في الغذاء والدواء المهلك.
- رسالة في الأبخرة المُصلحة للجو من الأوباء.
كتب في الحساب
من كتب الكندي في الحساب ما يأتي:
- رسالة في الكمية المضافة.
- رسالة في الحيل العددية وعلم أضمارها.
- رسالة في النسب الزمانية.
كتب في الهندسة
من كتب الكندي في الهندسة ما يأتي:
- رسالة في تقريب وتر الدائرة.
- رسالة في إصلاح كتاب إقليدس.
- رسالة في اختلاف المناظر.
كتب في السياسة
من كتب الكندي في السياسة ما يأتي:
- الرسالة الكبرى في السياسة.
- رسالة في تسهيل سبل الفضائل.
- رسالة في دفع الأحزان.
كتب في علم النفس
من كتب الكندي في علم النفس ما يأتي:
- رسالة في مائية الإنسان والعضو الرئيسي منه.
- رسالة في خبر اجتماع الفلاسفة على الرموز العشقية.
- رسالة في علوم النوم والرؤيا وما يرمز به النفس.
وقد كتب الكندي أيضًا في علم النجوم و علم المنطق والتقديم والأبعاد والإحداثيات وفي الجدل وغيرها الكثير من العلوم الإنسانية.
وفاة الكندي
توفي العلّامة العظيم في بغداد وحيدًا في عهد الخليفة العباسي المعتمد بن عباد، بسبب داءٍ شديد أصاب ركبتيه وانتشر في جسمه ليصل إلى رأسه، ومات عن عمر يناهز 68 عامًا، وكان تاريخ وفاته سنة 259 هـ/873 م.