الكلمة الطيبة
الكلمة الطيبة
لا شك أنّ للكلمة الطيبة أهمية عظيمة في الإسلام، وقد حثّ الإسلام على التجمّل بها؛ لما لها من أثر عظيم على نفس الإنسان، فقد ترفع صاحبها إلى أعلى الدرجات، وقد تهوي به في نار جهنم، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى تآلف القلوب، و شيوع المحبة بين الناس ، فيوضع لصاحبها القبول في الأرض.
كما يحظى باحترام وتقدير الناس، وبالكلمة الطيبة تجتمع كلمة المسلمين، وتتآلف قلوبهم، وتتوحد صفوفهم، وبها تنتصر عزائم المسلمين على الشيطان، فتسمو مكانتهم، ويقوى جانبهم، من خلال التزامهم بالحوار البنّاء الهادف.
الكلمة الطيبة في القرآن
بيّن القرآن الكريم أهمية الكلمة الطيبة، وبيّن أثرها الطيب المترتب عليها، والخير المستمر بها، وبيّن بالمقابل خطورة الكلمة الخبيثة والضرر المترتب عليها، والكلمة الطيبة والتي هي لا إله إلا الله وهي كلمة التوحيد قال الله -تعالى-: (ضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصلُها ثابِتٌ وَفَرعُها فِي السَّماءِ).
وقد شبهها الله -تعالى- بشجرة النخلة الطيبة الأصل ذات الفرع الثابت التي تؤتي ثماراً طيبة على من يألفها، وهي كلمة الإيمان الثابتة في قلب المؤمن، وبها يُرفَع عمله إلى السماء، وبها ينال ثوابه عند ربه في كل وقت وحين.
والكلمة الطيبة هي كلمة التوحيد ؛ كلمة لا إله إلا الله، وقد سميت بالشجرة الطيبة، والتي هي النخلة الموصوفة بصفات الكمال والتمام، والمتمثلة في أنّها:
- شجرة طيبة في الشكل، والمظهر.
- والرائحة والطعم.
- والفائدة الصحية والغذائية، والتلذّذ بالأكل منها، وإطعام الآخرين منها، وبالتالي تحقيق منافع عامة لجميع الناس بإطعامهم من هذه النخلة الطيبة المباركة.
أهمية الكلمة الطيبة
تكمن أهمية الكلمة الطيبة في العديد من الأمور الحسنة والثمار المترتبة عليه، يُذكر منها:
- الكلمة الطيبة تُعد غذاء للروح وشفاء؛ لما في الصدور من أمراض.
- الكلمة الطيبة تُعد أساس متين تبنى عليه علاقات الحب، والمودة، والرحمة، والإنتاج، والتربية بين الناس.
- الكلمة الطيبة تهيِّىء المناخ الملائم لنمو العلاقات الطيبة بين الناس؛ والتي تؤدي إلى ثمار عظيمة تحقق سعادة وفرح وبهجة، ومعاني الخير بين الناس.
- الكلمة الطيبة تعمل على تأليف القلوب، وتعارفها، والكلمة الخبيثة تعمل على إثارة الحروب والنزاعات والفتن بين الناس.
- بالكلمة الطيبة يعود النفع والخير على صاحبها في حياته وبعد مماته.
- بالكلمة الطيبة تزداد القلوب سعادة وبهجة وألفة.
- بالكلمة الطيبة تنقذ النفوس من النار، وتهدى إلى نور الإيمان ودروب الخير والصلاح.
- الكلمة الطيبة سبب لنيل رضى الله ومحبته، ورفع درجة المؤمن، وبالتالي دخول الجنة قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن رِضْوانِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بها دَرَجاتٍ)، رفع الله بها درجات أي: يرفع الله بها درجاته، أو يرفعه الله بها درجات.
- الكلمة الطيبة بها يثبت الله الذين آمنوا في القبر، وعند بعث الناس من قبورهم للحساب، وبقدر فهم معانيها، والعمل بمقتضاها تزداد وتقوى جذورها، وتبسق فروعها، ويطيب أكل ثمارها.