القيمة المادية والتاريخية للتماثيل
ما هي القيمة المادية للتماثيل؟
تعتمد القيمة المادية للتماثيل على المواد التي تدخل في صناعتها بالإضافة إلى التقنيات المستخدمة في عملية النحت والتي تتطلب جهد كبير ودقيق وذلك لأن التماثيل بالمُجمل حجمها كبير وضخم بالإضافة إلى كثرة التفاصيل المطلوب تنفيذها أثناء النحت.
تأتي القيمة المادية أيضًا باعتبار التماثيل موردًا ماليًا مهمًا لأي دولة ولأنها تعد من نقاط الجذب للسياح؛ والذين بدورهم سيصرفون عملاتهم الأجنبية في تلك البلد وبالتالي تهتم الدول بحيازة مثل هذه الآثار وتهتمّ بالحفاظ عليها وترميمها وقد تشتريها إن أمكن ذلك.
ما هي القيمة التاريخية للتماثيل؟
يرى البعض أنه يمكن التعرف على المنطقة وقراءة تاريخها من خلال آثارها ومعالمها التاريخية والسبب في ذلك أن لكل تمثال أو نصب دلالة رمزية عند الناس، وبالتالي فإن القيمة التاريخية للتماثيل تتمثل من خلال قيمتها الرمزية حيث كان الهدف من إقامة هذه التماثيل هو ترسيخ ثقافة المنطقة في تلك الفترة سواء عن طريق تخليد شخص أو حيوان أو ما يمثل آلهة أو من خلال تجسيد مواقف بأكملها.
تسجيل التاريخ على التماثيل حديثة الصنع
يمكن أن تكون القيمة التاريخية للتماثيل بطريقة عكسية، وذلك من خلال التجربة البلجيكية حيث جسّدت استقلالها الذي كان حدثًا سياسيًا في القرن الـ19، من خلال نحت مجموعة من التماثيل التي أخذت تتحدث عن ماضي المنطقة قبل أن يتشكل الكيان السياسي البلجيكي.
حيث حاولوا أن يكتبوا تاريخ المنطقة بطريقتهم الخاصة والتي كانت تجسد معاناة بلجيكا من أجل حصولها على استقلالها، فقد كانت هذه التماثيل تُعبّر عن وجهة نظر سياسية معينة ليس بالضرورة أن تكون صحيحة 100%.
ما هي المواد التي تدخل في صناعة التماثيل؟
يدخل في صناعة التماثيل مواد مُتغيرة ومتنوعة مع مرور الزمن، ومن أهمّ هذه المواد الشائع استخدامها هي الأحجار بمختلف أنواعها المتحولة والرسوبية والنارية والجيرية والأحجار الكريمة ومختلف أنواع الخشب ، مثل خشب شجر الجوز والبلوط والمعادن وخصوصًا معدن البرونز بالإضافة إلى مادتيّ الطين والعاج وغيرها من المواد المُركّبة حيث تخضع هذه المواد إلى تقنيات خاصة ودقيقة أثناء نحت هذه الكتل الضخمة لتصبح بهيئة التماثيل المُتعارف عليها حاليًا.
الخلاف على بقاء بعض التماثيل أو إزالتها
بعض التماثيل بُنيت لتخلّد ذكرى قادة وشخصيات كانت بارزة في تلك المنطقة في فترة معينة، وبعد انقضاء فترة من الزمن وزوال هذه الشخصيات تأتي الأجيال القادمة منقسمة ما بين مؤيّد لبقاء هذه التماثيل ومعارض لها، وذلك يعتمد على تاريخ تلك الشخصية والأعمال التي قام بها.
شرعت ألمانيا بعد سقوط هتلر بإزالة كلّ النصب التذكارية والتماثيل التي كان لها دلالة على وجود النازية، بينما يرى المؤيدين لبقائها أنّها بمثابة جزء من تاريخ المنطقة، فلا يجوز إخفاء هوية المكان وتاريخه بغضّ النظر عن قسوة الأحداث التي جرت وارتبطت بهذه التماثيل.
أسباب تعرُّض التماثيل للتلف
تواجه بعض التماثيل التاريخيّة العديد من الممارسات التي تؤدي إلى حدوث ضرر أو تلف فيها، مثل الحروب التي قد تتعرض لها المنطقة ممّا يجعل احتمالية قصف هذه التماثيل أو تخريبها وارد جداً، وأيضًا بعض الممارسات الفردية التي يكون القصد منها إتلاف التماثيل وإخفاء التاريخ، وقد تتعرض التماثيل للتلف بسبب الظروف الجوية أو حدوث ترسيبات لمواد معينة وقد تصل إليها وتؤثر فيها.
دور الدولة والمجتمع في الحفاظ على التماثيل
تقع مسؤولية الحفاظ على التماثيل على عاتق الدولة والمجتمع، ويجب أن يلعب كلاهما دورًا في الحفاظ عليها، ويتمثل ذلك من خلال نشر التوعية التاريخية وإبراز أهمية هذه التماثيل للمجتمع وفرض مجموعة من القوانين الصارمة للحد من ظاهرة التعدي على هذه التماثيل ومن خلال عمليات الترميم الدورية، أمّا على الصعيد الفردي يُمكن المُساهمة في الحفاظ على هذه التماثيل من خلال تقديم التبرعات النقدية للجهات المُختصة بذلك.