ما هو احتقان الكبد
احتقان الكبد
يُعرف احتقان الكبد أو تضخم الكبد الاحتقاني (بالإنجليزية: Congestive hepatopathy) بأنّه اختلال يُصيب الكبد نتيجة اضطرابات القلب والأوعية الدموية، خاصةً في حالات قصور الجانب الأيمن من القلب، الذي يترتب عليه حدوث احتقانٍ مزمنٍ في الكبد، وقد يؤدي ذلك في المراحل المتقدمة من المرض إلى تليّف الكبد (بالإنجليزية: Hepatic fibrosis)، ومن الجدير بالذكر أنّه يُطلق على هذه الحالة تليف أو تشمع الكبد قلبي المنشأ (بالإنجليزية: Cardiac cirrhosis)؛ نظرًا لأنّ هذا التليف يحدث نتيجة اضطرابٍ في القلب، ويُلاحظ أنّ نتائج فحوصات الكبد في المراحل المتقدمة من احتقان الكبد تبدو مشابهة بشكلٍ كبير لنتائج فحوصات أمراض الكبد المزمنة أو تشمع الكبد ، على الرغم من عدم توافق هذه الحالة بشكلٍ تام مع تشمع الكبد وأمراض الكبد المزمنة.
أعراض احتقان الكبد
لا يعاني معظم الأشخاص من ظهور أيّة أعراض إضافية غير الأعراض التي تظهر على الشخص نتيجة قصور القلب (بالإنجليزية: Heart failure)، إلّا أنّه في بعض الحالات قد يتسبب احتقان الكبد بظهور بعض الأعراض، وفيما يأتي بيان هذه الأعراض:
- الشعور بانزعاج خفيف في البطن.
- تضخم الكبد والشعور بالألم عند لمسه؛ ويشار إلى أنّ الكبد يقع في الجزء الأيمن العلوي من البطن.
- تضخم الطحال.
- تجمّع السوائل في البطن؛ وهو ما يُعرف بالاستسقاء البطني (بالإنجليزية: Ascites).
- اصفرار الجلد وبياض العينين؛ وهو ما يُعرف باليرقان (بالإنجليزية: Jaundice)، ويحدث ذلك في العادة في الحالات الشديدة من احتقان الكبد.
- تضرر خلايا الكبد، أو تشمع الكبد الذي يمثل تندب الكبد (بالإنجليزية: Scarring) نتيجة تعرض الخلايا للإصابة، علمًا أنّ ذلك يحدث في الحالات الشديدة من احتقان الكبد.
- الشعور بالتوعك.
- فقدان الشهية (بالإنجليزية: Anorexia)، والشبع المبكر.
- الغثيان والتقيؤ.
ونوضح فيما يأتي أعراض وعلامات قصور القلب:
- ضيق النفس (بالإنجليزية: Dyspnea)؛ خاصةً عند الاستلقاء، أو عند بذل مجهودٍ بدني.
- ظهور تورم في الساقين، والكاحلين، والقدمين.
- الشعور بالإرهاق والتعب العام.
- زيادة الوزن السريعة؛ نتيجة احتباس السوائل في الجسم.
- الحاجة المتكررة للتبوّل ليلًا.
- عدم القدرة على ممارسة التمارين الرياضية.
- السعال أو الصفير المستمر، الذي يرافقه بلغم أبيض أو ورديّ مخلوط بالدم.
- تسارع أو عدم انتظام ضربات القلب .
الأسباب
يحدث احتقان الكبد نتيجة زيادة الضغط الوريديّ المركزيّ والذي يحدث لعدّة أسباب، وفيما يأتي بيانها:
- قصور القلب: حيث يؤدي الفشل الشديد في عضلة القلب إلى عودة الدم من القلب إلى الوريد الأجوف السفليّ (بالإنجليزية: Inferior vena cava)؛ الذي يعدّ أكبر وريدٍ لنقل الدم من الأجزاء السفلية من الجسم إلى القلب، ويترتب على ذلك زيادة الضغط في الوريد الأجوف السفليّ والأوردة الأخرى التي تنقل الدم إليه، ويتضمن ذلك الأوردة الكبديّة؛ التي تنقل الدم من الكبد، وتؤدي الزيادة الشديدة في الضغط إلى تضخم واحتقان الكبد مع حدوث خلل في وظائف الكبد، لذلك يُشار إلى أنّ كبار السن المصابين بفشلٍ في الجانب الأيمن من عضلة القلب، هم أكثر الأشخاص عرضةً للإصابة بتضخم الكبد الاحتقاني، إلاّ أنّه قد يصيب الأطفال الذين خضعوا لعمليات جراحية لعلاج أمراض القلب الخلقيّة.
- متلازمة بود كياري: (بالإنجليزية: Budd-Chiari syndrome)؛ وهي إحدى الحالات المرضية النّادرة التي تحدث نتيجة انسداد الأوردة الدموية للكبد، ومن أكثر أسبابها شيوعًا تكوّن خثرة دموية نتيجة الإصابة بمرض التكاثر النقويّ (بالإنجليزية: Myeloproliferative neoplasm)، أو قد تحدث هذه المتلازمة لأسباب أخرى مرتبطة بفرط تخثر الدم ، ويترتب على هذا الانسداد احتقان الكبد وتلف خلايا الكبد في المراحل المتقدمة.
- متلازمة انسداد الجيبية: (بالإنجليزية: Sinusoidal obstruction syndrome)؛ أو كما تعرف سابقًا بداء الانسداد الوريديّ في الكبد (بالإنجليزية: Hepatic veno-occlusive disease) وتنشأ هذه الحالة نتيجة انسداد الأوردة الدموية في الكبد، مما يسبب احتقان الكبد.
التشخيص
يُعدّ تشخيص احتقان الكبد من الإجراءات المهمة التي تكشف عن شدّة قصور القلب، ويعتمد التشخيص على ملاحظة الأعراض التي تظهر على الشخص نتيجة قصور عضلة القلب، ولتشخيص الإصابة باحتقان الكبد يتم إجراء فحص بدني للشخص المعنيّ بالإضافة إلى إجراء عدد من الفحوصات، مثل:
- فحوصات الدم: حيث تُجرى فحوصات الدم لتحديد حجم الضرر في الكبد، ومدى كفاءة عمل الكبد، وللكشف عن وجود أي تجلّطات دموية.
- التصوير بالموجات فوق الصوتية: حيث يتم تصوير الكبد والقنوات الصفراوية بالموجات فوق الصوتية؛ للتحقق من عدم وجود أي تجلطات في الأوردة الكبدية، أو أي أمراض في القناة الصفراوية.
- مخطط صدى القلب: (بالإنجليزية: Echocardiogram)؛ للكشف عن أي خلل في البطين الأيمن، أو الإصابة بقلس الصمّام ثلاثيّ الشرفات (بالإنجليزية: Tricuspid regurgitation)، أو الإصابة بفرط ضغط الدم الرئويّ (بالإنجليزية: Pulmonary hypertension).
- فحص موجات دوبلر فوق الصوتية: (بالإنجليزية: Doppler ultrasound) للكشف عن متلازمة بود كياري.
العلاج
يعتمد علاج احتقان الكبد على علاج السبب الرئيسي الذي أدى للمشكلة، علمًا أنّ تحسن مستويات الاختبارات الكيميائية الحيوية للكبد تدل على تحسن وضع الكبد، ما لم يكن تليّف أو تشمع الكبد موجودًا، وفيما يأتي توضيح علاج احتقان الكبد تبعًا للمسبب:
- علاج قصور القلب: حيث يمكن السيطرة على تليف الكبد من خلال علاج قصور القلب، وإجراء عملية البزل (بالإنجليزية: Paracentesis) في حال الإصابة بالاستسقاء البطنيّ.
- علاج متلازمة بود كياري: حيث يتم استخدام العلاجات المضادة للتخثر (بالإنجليزية: Anticoagulation therapy) لاستعادة تدفق الدم، ولمنع تكون المزيد من التخثّرات الدموية، بالإضافة إلى أنّه يمكن تحسين تدفق الدم من خلال العديد من الإجراءات الإشعاعية أو الجراحية.
- علاج متلازمة انسداد الجبيبة: حيث يتم ذلك باستخدام الأدوية المضادة للتخثر، وموسعات الأوعية الدموية (بالإنجليزية: Vasodilators)، مع أهمية اللجوء للرعاية الداعمة.