القضايا المطروحة في كتاب كليلة ودمنة
القضايا المطروحة في كتاب كليلة ودمنة
احتوى كتابُ كليلة ودمنة على قصص فيها عظة وحكم سياسية واجتماعية على ألسنة الحيوانات، ومن أبرز القضايا التي تطرق لها هذا الكتاب ما يأتي:
أثر الاستماع للوشاة
في الباب الأول من الكتاب، وهو باب الأسد والثور ، يطلب الملك دبشليم فيلسوفه بيدبا عن أن يضرب له مثلاً حول الأصدقاء المقربين الذي يدخل بينهما شخص دجّال ونمّام بهدف تفريقهما وإدخال البغضة بينهما، فيضرب الفيلسوف بيدبا لهذه القصة مثلًا من عالم الحيوان، وهُما الأسد والثور، ويُبين للملك وهو يعظه أنّ نهاية الاستماع للوشاة من غير بيّنة تكون بانقلاب الصحبة إلى عداوة وبغضاء.
صدق حاشية الملك وإخلاصها
في الباب الثاني، وهو باب الفحص عن أمر دِمنة، يطلب الملك دبشليم من الفيلسوف بيدبا أن يتأكد من إخلاص وصداقة ووفاء دمنة الذي سعى ليكون عاملًا عنده، وفي هذا الباب نجد أنّ الموضوع الرئيس هو التأكد من صدق وإخلاص الحاشية التي تُحيط بالحاكم أو الملك.
كيفية مجازاة أهل الصفاء والإخلاص
في الباب الثالث، وهو باب الحمامة المطوقة ، يسأل الملك دبشليم الفيلسوف بيدبا حول كيفية مكافأة أهل الصفاء والإخلاص أصحاب الأخلاق والمروءة، فيسرد بيدبا للملك قصة الحمامة المطوقة مع الجرذ والظبي والغراب ليُعطي الملك نصحًا حول كيفية مجازاته لأهل الفضل من المقربين والحاشية.
الحذر من العدو
في الباب الرابع، وهو باب البوم والغربان ، يطلب الملك دبشليم من الفيلسوف بيدبا أن يُعطيه مثلًا حول العدو الذي لا يجب أن يغتر به، فينصح الفيسلوف الملك بأنّه من اغتر بالعدو كانت نهايته السوء، وضرب لذلك مثلًا لما حصل بين البوم والغربان، كما يُعالج بيدبا من خلال هذه القضية طرق التعامل مع العدو وكيفية الحذر إذا طلب بنفسه المصالحة.
طلب الحاجة وحفظها
في الباب الخامس، وهو باب القرد والغيلم، طلب الملك دبشليم من الفيلسوف بيدبا أن يُعطيه عظة حول من امتلك شيئًا كان يسعى إليه، ثم ما لبث أن امتلكه حتى ضاع منه، فأجاب الفيلسوف أنّ طلب الحاجة أهون وأسهل من حفظها، وإن لم يستطع الشخص أن يحفظ ما ظفر به، فإن مآله الخسران، وضرب لذلك قصة الغيلم والقرد.
التعجل في الأمور
في الباب السادس، وهو باب الناسك وابن عرس ، طلب الملك دبشليم من الفيلسوف بيدبا أن يُعطيه عظة حول المرء دائم العجلة والاستعجال في أمره، ولا يمتلك روية، ولا يُحسن النظر في العواقب، فأجاب الفيلسوف أنّ من امتلك هذه الصفات فإنّ الندم هو صاحبه، وسيؤول حاله لما آل إليه حال ابن عرس مع الناسك.
كثرة الأعداء
في الباب السابع، وهو باب الجرذ والسنور، طلب الملك دبشليم من الفيلسوف بيدبا أن يُعطيه مثلًا وحكمةً عن الرجل الذي له أعداء كثر وأحاطوا به من كل مكان، وقارب على الهلاك، فلجأ لموالاة بعض أعدائه ومصالحتهم لينجو بنفسه، فرد الفيلسوف بأنّ المودة والمحبة لا تثبتان على حال، إذ إنّ العداوة تستحيل مودة والعكس، وضرب في هذا الصدد قصة الجرذ مع السنور.
اتقاء من لا عهد لهم ولا وفاء
في الباب الثامن، وهو باب ابن الملك والطائرة فنزة، طلب الملك دبشليم من الفيلسوف أن يُعطيه موعظةً حول أهل التراث الذين لا عهد لهم ولا وفاء في حديثهم، إذ يجب اتقاؤهم والابتعاد عن أذاهم، فضرب الفيلسوف لذلك مثلًا لابن الملك وطائر الفنزة، وأنّ الحكمة تقتضي اتّقاء من لا يُرجى خيره ويُخشى شره.
أهمية الابتعاد عن الظلم
في الباب التاسع، وهو باب الأسد والشغبر الناسك، طلب الملك دبشليم من الفيلسوف أن يُعطيه موعظةً وحكمةً عن ملك يُراجع مَن أصابته جفوة أو عقوبة من غير جرم أو ذنب؛ أيّ وقع عليه ظُلم، فقال له الفيلسوف أنّ الملك لا يثبت ملكه إلا إذا كان حريصًا على العدل مبتعدًا عن الظلم، يُحيط به الكثير من الأعوان الناصحين الصادقين، وضرب له مثال ذلك قصة الأسد والشغبر الناسك، وهو ابن آوى.
الحلم أصل تثبيت الملك
في الباب العاشر، وهو باب إيلاذ وبلاذ وايراخت، طلب الملك دبشليم من الفيلسوف أن يُعطيه موعظة في الأشياء التي يجب على الملك أن يُلزم نفسه بها، ويحفظ بها ملكه ويُثبت سلطانه، فقال الفيلسوف أنّ أصل الأمر كله هو الحِلم أيّ التروي والعقل، فإنّ الحِلم أصل تثبيت الحكم، وأصل الأمور جميعها، وأخبره على إثر ذلك قصة إيلاذ وبلاذ وايراخت.
ضر الآخرين من السفه
في الباب الحادي عشر، وهو باب اللبؤة والإسوار والشغبر، طلب الملك دبشليم من الفيلسوف بيدبا أن يُعطيه حكمة في شأن من يتعمد إيذاء الآخرين، فأجاب الفيسلوف بأنّ مَن يسعى لضر الناس هو من أهل الجهل والسفه وسوء النظر الذي ينظر للدنيا، ولا ينظر للآخرة وهو قليل العلم، وضرب بيدبا لذلك مثلًا من قصة اللبؤة والإسوار والشغبر.
التحذير من الوقوع في ما لا يُفهم
في الباب الثاني عشر، وهو باب الناسك والضيف ، طلب الملك دبشليم من الفيلسوف بيدبا أن يُعطيه حكمةً عن الرجل الذي يدع عمله الذي يليق به، ويذهب ليبحث عن غيره فلا يُدركه، فيُقحم نفسه بالصعاب التي تُعد فوق طاقته، فأعطى الفيلسوف حكمةً مفادها أن من يطلب ما لا يجد، فهو غير حكيم ولا عاقل، فالأصل أن يعمل الإنسان بما يعلمه، وضرب لذلك مثلًا وهي قصة الناسك والضيف.
تجنب المعروف في غير موضعه
في الباب الثالث عشر، وهو باب السائح والصائغ ، طلب الملك دبشليم من الفيلسوف بيدبا أن يُعطيه حكمة عن الذي يضع المعروف في غير موضعه ثم يرجو الشكر، فنصحه الفيلسوف قائلًا إنّ الناس نوعان؛ بر وفاجر، ويجب أن يحرص الملوك على أن يضعوا المعروف في موضعه، ولا يختصوا بذلك من هُم حولهم أو أقاربهم، فالعدل أساس الملك.
قوة القضاء والقدر
في الباب الرابع عشر، وهو باب ابن الملك وأصحابه، طلب الملك دبشليم من الفيلسوف بيدبا أن يُعطيه نصحًا حول الرجل الجاهل الذي يبحث عن الرفعة وعلو الشأن باللعب في عقول الناس، فنصح بيدبا الملك قائلًا إنّ العمل لا يُدرك إلا بالحِلم والعقل والتثبت، لكن القدر يغلب الإنسان، وهذه حال الدنيا فالحكيم والذكي يُعاني من الهم والتعب، والإنسان الجاهل ينال علو الشأن.
نصح النفس أولى من نصح الغير
في الباب الخامس عشر، وهو باب الحمامة والثعلب ومالك الحزين ، يطلب الملك دبشليم من الفيلسوف بيدبا أن يُعطيه مثالًا عن الرجل الذي يُقدم الموعظة لغيره، ولا يُقدمها لنفسه، فأجاب الفيلسوف أنّ الذي يُعطي النصح لغيره ولا يُعطيه لنفسه كمثل مالك الحزين الذي يكون مآله الضياع، ولذلك فعلى المرء أن يعظ نفسه أولًا ويلزمها الموعظة قبل أن يكون حريصًا على وعظ غيره.