الفيتامينات المضادة للعقم
علاقة الفيتامينات بالعقم
تُصنف الفيتامينات والمعادن ضمن العناصر الغذائية الدقيقة التي توجد في الجسم بشكلٍ طبيعيّ، أو يمكن الحصول عليها عن طريق المُكمّلات الغذائية، ويجدر الذكر أنّ الفيتاميناتُ والمعادنُ مُهمّةٌ لأداء بعض الوظائف في جسم الإنسان، ويُعدّ اتّباعُ نظامٍ غذائيٍّ صحيٍّ أفضلَ الطرق لضمان الحصول على جميع المغذّيات التي يحتاجها الجسم. وتوصى النساء بتناول الفيتامينات قبل حدوث الحمل، وذلك لتجنّب بعض المخاطر التي يمكن أن تُصيب الجنين، ومنها مخاطر العيوب الخِلقية في الدماغ والعمود الفقري، والتي قد تحدث في بداية الشهر الأول من الحمل، كما يمكن أن يساعد تناول الفيتامينات على تقليل بعض حالات العقم . ويجدر الذكر أنّ الدراسات العلمية التي أُجريت لدراسة تأثير الفيتامينات والمكملات في الخصوبة والعقم كانت معظمها دراساتٍ صغيرة، وليست هناك دلائل تؤكد فعاليتها في هذه الحالات، وسنذكر فيما يأتي بعض هذه الفيتامينات:
- فيتامين هـ: اختلفت الدراسات حول تأثير فيتامين هـ في الخصوبة والعقم، فوفقاً لمراجعةٍ نُشِرت عام 2018 في المجلة العربيّة لجراحة المسالك البوليّة؛ لوحظ أنّ فيتامين هـ قد يرتبط بتحسين حركة الحيوانات المنويّة ، ممّا قد يساعد على زيادة الخصوبة لدى الرجال بسبب تأثيره المضاد للأكسدة، ولكن ليست هناك أبحاث كافيةٌ تبيّن فوائد فيتامين هـ للنساء اللواتي يعانين من مشاكل الخصوبة. إضافةً إلى ذلك لم تُثبت الدراسات الأخرى أيّ تحسن في الخصوبة عند الرجال عندما تناولوا فيتامين هـ مع فيتامين ج أو السيلينيوم.
- حمض الفوليك: يُعدّ حمضُ الفوليك الشكلَ الصناعيَّ لفيتامين ب9، ويتمّ تحويله إلى الفولات (بالإنجليزية: Folate) في الجسم للاستفادة منه، ويوجد الفولاتُ بشكلٍ طبيعيٍّ في بعض الأطعمة، وقد أشار الباحثون في مراجعةٍ أُجريت في جامعة Harvard T.H. Chan School of Public Health عام 2018 أنّ هذا الفيتامين قد يساعد على حدوث وثبات الحمل عند النساء، ولكن هناك حاجةٌ إلى المزيد من الأبحاث لتحديد فعالية حمض الفوليك في تحسين وعلاج الخصوبة لدى النساء، أمّا بالنسبة للرجال فقد وُجد أنّ حمض الفوليك مع الزنك قد يمتلك تأثيراً إيجابيّاً في خصائص الحيوانات المنوية وتحسين نوعيّتها، وذلك حسب ما ورد في تحليل شمولي (بالإنجليزية: Meta-analysis) أُجري عام 2017، وشمل 7 دراساتٍ ضمّت رجالاً يعانون من مشاكل في الخصوبة. وقد يحسّن حمض الفوليك عند تناوله مع الزنك عدد الحيوانات المنوية، ولكن يحتاج الباحثون إلى المزيد من الدراسات لتأكيد فعاليته.
- فيتامين ج: يتميّز فيتامين ج بكونه يمتلك خصائص قويّةً مضادّةً للأكسدة، والتي تقلل من التأثير السلبيّ للجذور الحرة على الخلايا، كما لوحظ أنّ فيتامين ج قد يُحسّن صحّة الحيوانات المنوية من خلال تقليل عمليّةٍ تُسمّى تجزئة الحمض النووي للحيوانات المنوية (بالإنجليزية: Sperm DNA fragmentation)، وقد وجدت دراسةٌ أُجريت عام 2016 في جامعة شيراز الدولية للعلوم الطبية (بالإنجليزية: Shiraz University of Medical Sciences) أنّ الرجال الذين قد تناولوا فيتامين ج وكانوا يعانون من السمنة قد تحسّن تركيز وحركة الحيوانات المنوية لديهم، وقد يساعد فيتامين ج على تحسين بعض أنواع العقم عند النساء، وذلك كما تشير بعض الدراسات الأوليّة، ولكن يحتاج الباحثون إلى المزيد من الدراسات لتوضيح قدرته على تحسين الخصوبة لدى الرجال والنساء.
- فيتامين د: قد يرتبط انخفاض مستوى فيتامين د في الجسم ببعض مشاكل الخصوبة، مثل: مشاكل الإباضة، وزيادة خطر الإصابة بالتهاب بطانة الرحم ، وقد يكون ذلك بسبب احتواء الأعضاء التناسليّة للرجل والمرأة على مستقبلات فيتامين د، وقد لوحظ أنّ مُعدّلات نجاح عمليات التلقيح الصناعي تكون أعلى عند النساء والرجال الذين يمتلكون مستوى أعلى من فيتامين د، كما تبيّن في بعض الدراسات التي أُجريت على الحيوانات أنّ نقص فيتامين د قد يسبب ضعفاً في الخصوبة، وانخفاضاً في وظائف الجهاز التناسليّ، وقد وِجد في تحليلٍ شموليٍّ ضمّ 11 دراسة عام 2018 في أكاديمية أكسفورد، وشمل 2700 امرأةً خضعن لعمليّة الإخصاب في المختبر ونقل الأجنّة المجمّدة لإتمام الحمل، أنّ النساء اللاتي امتلكن مستوياتٍ طبيعيّةً من فيتامين د كان احتمال حملهنّ أكبر بنسبة 34%، واحتمال نجاح حملهنّ أكبر بنسبة 46% مقارنةً بالنساء اللاتي امتلكن مستوياتٍ منخفضةً من فيتامين د، ولكن يحتاج الباحثون لدراساتٍ أكثر لتأكيد هذا التأثير.
- وأشار الباحثون في نفس الدراسة إلى أنّ النتائج تُظهر وجود ارتباطٍ بين مستويات فيتامين د وحدوث الحمل، ولكنّها لا تثبت أنّ مكملات فيتامين د حسّنت فرص إنجاب طفل، كما حذّر الخبراءُ الذين أجروا البحث النساءَ اللاتي يرغبن في إتمام حملهنّ من تناول جرعاتٍ زائدةٍ من مُكمّلات فيتامين د، وذلك لأنّه قد يؤدي إلى تراكم كميّاتٍ كبيرةٍ من الكالسيوم في الجسم، ممّا قد يضعف العظام ويضرّ القلب والكلى.
- بعض فيتامينات ب: يُعتقد أنّ فيتامين ب6 قد يساهم في خفض مستويات الهوموسيستـين (بالإنجليزية: Homocysteine)، وهو حمضٌ أمينيٌّ يرتبط ارتفاع مستوياته في الدم بعدّة مشاكل صحيّة، منها مشاكل في الإباضة، ويمكن لانخفاض مستويات هذا الحمض الأمينيّ أن يزيد احتمالية حدوث الحمل، وقد وجدت دراسةٌ نُشرت عام 2017 وضمّت نساءً يعانين من ارتفاع مستويات الهوموسيستـين، واللاتي كنّ قد تعرّضن للإجهاض من قبل، أنّ تناولهنّ لحمض الفوليك، وفيتامين ب6، وفيتامين ب12 قلّل مستويات الهوموسيستـين عندهنّ.
علاقة المعادن بالعقم
تعدّ التغذية الصحيّة ضروريّةٌ لخصوبة الجسم، وهناك بعض المعادن المهمّة التي قد تلعب دوراً في الخصوبة والعقم، ونذكر منها ما يأتي:
- الكالسيوم: يُعدّ الكالسيوم أحدَ المعادن التي يحتاجها الجسم لأداء العديد من الوظائف المهمّة، كصحّة العظام، والتوازن الهرمونيّ، وغيرها، وقد تبيّن في أحد الأبحاث التي أُجريت عام 2013 ونُشرت في المجلة الأمريكيّة لعلم الأوبئة أنّ النساء اللاتي كنّ يتناولن منتجات الألبان التي تحتوي على نسبةٍ عاليةٍ من الكالسيوم والمدعّم بفيتامين د بشكل كبير كانت لديهنّ مستوى فيتامين د في الدم أعلى، كما كنّ أقلّ عرضةً للإصابة بمرض التهاب بطانة الرحم ومشاكل الإباضة، وعلى الرغم من ذلك لا توجد أيّ أبحاثٍ مُحدّدةٍ حول تأثير تناول مُكمّلات الكالسيوم على الخصوبة.
- الحديد: يمكن أن يؤدي نقص الحديد في الجسم إلى فقر الدم ، وبالتالي فإنّه يمكن أن يسبب العقم، ويمكن الحصول على الحديد عن طريق تناول مصادره الغذائية الحيوانية والنباتية، وتتمثل بعض مصادر الحديد النباتيّة بالفول، والعدس، والسبانخ، والحبوب المدّعمة وغيرها.
- السيلينيوم: يُعدّ السيلينيوم أحد العناصر الحيويّة المُهمّة للصحّة، وهو يتوفر في عدّة مصادر غذائيّة عديدة منها: الجوز البرازيلي، وأسماك التونة، والهلبوت، والسردين، والجمبري، وقد وجدت دراسةٌ أُجريت عام 2017 على بعض الرجال الذين يعانون من انخفاضٍ في حركة الحيوانات المنويّة أنّ حركتها قد زادت عند تناولهم لمكمّلات السيلينيوم الغذائية، كما زاد عددها، وقابليتها للحياة، وتحسّن تكوينها بالشكل الطبيعي، ويُعتقد أنّ السيلينيوم قد يقلل من الضرر الذي تُسبّبه الجذور الحرة للحيوانات المنويّة، ممّا يمكن أن يساهم في تحسين نوعيتها، ولكن لا يُعرف إذا كان ذلك يزيد فرص حدوث الحمل عند الأزواج أم لا حتى الآن.
- أمّا عند النساء فقد لوحِظ أنّ قلّة تناولهنّ لمصادر السيلينيوم الغذائيّة زاد من خطر حدوث مشاكل في الطور الأصفر (بالإنجليزية: Luteal phase defect) -وهو الطور الذي يبدأ عند تكوّن الجسم الأصفر وينتهي بالحمل أو تحلل الجسم الأصفر- ولكن ليست هناك دراساتٌ حول تأثير مكمّلات السيلينيوم في الخصوبة عند النساء.
- الزنك: يُعدّ الزنك أحد المعادن المُهمّة لتكوين الحمض النوويّ والنمو من بداية فترة الحمل وحتى مرحلة البلوغ ، كما أنّه يُعدّ مهمّاً لصحّة الهرمونات الذكوريّة، ونموّ الحيوانات المنويّة ونضجها بشكلٍ طبيعيّ، وقد لوحظ في مراجعةٍ أُجريت في جامعة مازندران عام 2018 أنّ هناك ارتباطاً بين نقص الزنك عند الرجال وانخفاض عدد الحيوانات المنويّة وقصور الغدد التناسليّة، كما لوحظ أنّ هناك رابطاً بين نقص مستويات هذا المعدن عند الرجال ونتائج تحليل السائل المنويّ غير الجيّدة في اختبارات السائل المنوي ومصل الدم لديهم. ويتشابه كلٌّ من الزنك والسيلينيوم من حيث التأثير في الخصوبة، إذ إنّه يقلل الضرر الذي تُسبّبه الجذور الحرة للحيوانات المنوية أيضاً، ممّا يحسّن نوعيتها، وعليه يمكن القول إنّ تناول مصادر الزنك قد يؤثر إيجابيّاً في الرجال الذين يعانون من العقم، إلّا أنّ تأثيره في تحسين الخصوبة لدى النساء غير معروف حالياً.
- اليود: يساعد اليود على إنتاج هرمونات الغدّة الدرقيّة في الجسم، والتي تتحكّم في عمليّات التمثيل الغذائي (بالإنجليزية: Metabolism)، وهو يتوفّر بشكلٍ طبيعيٍّ في بعض المصادر الغذائيّة، ومنها: منتجات الألبان، كالحليب، ولبن الزبادي، والجبن، والملح المُدعّم باليود، ,d ويجدر الذكر أنّ المعاناة من قصور الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hypothyroidism) ترتبط بحدوث مشاكل في الخصوبة عند النساء، ولذلك يجب على النساء اللاتي تعانين من هذه المشكلة وتخططن للحمل أن يستشرن الطبيب للسيطرة على هذه المشكلة، وقد يكون تأثيرُ المُكمّلات الغذائيّة لعنصر اليود في تحسين الخصوبة مباشرةً غير معروف، إلّا أنّه يعدّ مهماً للحمل، ولذلك يجب على النساء اللواتي يخطّطن للحمل أن يتناولن 150 ميكروغراماً من اليود يومياً لدعم تطوّر دماغ الجنين وجهازه العصبي.
علاقة المكملات بالعقم
قد تكون بعض المُكمّلات الغذائيّة التي تُوصف لتعزيز الخصوبة مفيدةً أحياناً، وعلى العكس تماماً فبعضها قد يكون ضارّاً، وقد تحتوي هذه المُكمّلات على الفيتامينات، أو مضادّات الأكسدة، أو الهرمونات، أو الأعشاب، أو غيرها من المواد التي يشيع أنّها تزيد الخصوبة عند كلا الجنسين، ويجب توخّي الحذر عند استخدام أيٍّ من المُكمّلات التي تحتوي على الأعشاب، وذلك لاحتماليّة تفاعلها مع بعض أنواع الأدوية، أو الأعشاب الأخرى، ممّا قد يُسبّب ردّ فعلٍ سلبيٍّ من الجسم، لذلك يجب استشارة الطبيب قبل استخدام هذه المُكمّلات.
وقد يلجأ العديد من الأشخاص إلى المُكمّلات الغذائيّة العشبيّة كعلاجٍ مُحتملٍ بديلٍ لمشاكل العقم، وذلك لأنّ هذه المشكلة صعبةٌ نسبيّاً، وعلى الرغم من ذلك فلا يوجد أيُّ دليلٍ طبيٍّ يدعم فعاليّتها في علاج العقم، وعلى الرغم من تسويقها على أنّها مُحضَّرةٌ من موادّ طبيعيّة، إلّا أنّها قد تكون غير آمنةٍ للاستخدام، ويجدر الذكر أنّ مؤسسة الغذاء والدواء (بالإنجليزية: Food and Drug Administration) لا تطلب دراساتٍ تؤكد فعالية هذه المُكمّلات قبل الموافقة عليها، ولذلك فقد تكون هذه المُكمّلات حاصلةً على موافقة إدراة الغذاء والدواء، ولكنّ هذا لا يؤكد فعاليّتها، كما أنّ معظم الدراسات التي أُجريت على هذه المكمّلات كانت صغيرة. وبالإضافة إلى ذلك فقد أشار بحثٌ أُجري في جامعة ويسترن كيب بالتعاون مع مؤسسة كليفلاند كلينك عام 2018 أنّ إفراط الذكور في استخدام مُضادّات الأكسدة لعلاج العقم قد يسبّب لهم تأثيراً عكسيّاً، ولذلك فإنّ هناك حاجةً لإجراء المزيد من الأبحاث لتحديد مدى فعالية هذه المُكمّلات لعلاج العقم، ولكن بشكلٍ عام يُلاحظ الأشخاص الذين يتناولون هذه المُكمّلات مع تغيير بعض العادات في نمط حياتهم مثل: فقدان الوزن، والتوّقف عن التدخين ، والحدّ من تناول الكحول، أنّها قد تزيد فرص حدوث الحمل عندهم، ولكنّ تناولها وحدها غير كافٍ لضمان حدوث الحمل.
- مرافق الإنزيم Q10: يعدّ مرافق الإنزيم Q10 (بالإنجليزية: Coenzyme Q10) أحد مضادات الأكسدة التي يحتاجها الجسم لإتمام وظائفه وتكوين الطاقة، وقد اختلفت الدراسات حول تأثيره في الخصوبة، إذ يُعتقد أنّ زيادة مستوى هذه الإنزيم في السائل المنويّ لدى الرجال قد يكون له تأثيرٌ أفضل في حركة الحيوانات المنويّة، ولكنّ تحليلاً شموليّاً نُشِر عام 2013 لبعض الدراسات وجد أنّ تناول مُكمّلات هذا الإنزيم من قِبل الرجال غير مرتبطة بزيادة المواليد الأحياء أو فرص الحمل، أمّا بالنسبة للنساء فقد ارتبطت زيادة مرافق الإنزيم Q10 الموجود في الجُرَيبات (بالإنجليزية: Follicles) بشكلٍ طبيعيٍّ بزيادة جودة البويضات، وزيادة معدل الحمل عند النساء اللاتي كنّ يخضعن للتلقيح الصناعي ، أو ما يُعرف اختصاراً بـ(IVF)، وتجدر الإشارة إلى أنّ الأبحاث التي درست تأثير مرافق الإنزيم Q10 في الخصوبة غير كافية، وما زالت هناك حاجةٌ لإجراء مزيدٍ من الدراسات لتأكيدها.
- الكارنتين ل والأستيل ل - كارنتين: تُظهِر معظم الدراسات أنّ تناول مكمّلات الكارنتين ل (بالإنجليزية: L-carnitine) وحده أو مع الأستيل ل - كارنتين (بالإنجليزية: Acetyl-L-carnitine) من المحتمل أن يزيد عدد الحيوانات المنويّة وحركتها عند الرجال الذين يعانون من مشاكل في الخصوبة. كما وُجد أنّ تناول هذين المُكمّلين مع الأدوية اللاستيرويديّة المضادّة للالتهابات، والتي تُعرف اختصاراً بـ (NSAIDs) من المحتمل أن تحسّن حركة الحيوانات المنويّة وعددها عند الرجال الذين يعانون من العقم نتيجة تضخّم البروستاتا، أو الحويصلات المنوية (بالإنجليزية: Seminal vesicles).
الغذاء والعقم
يُعرف العقم (بالإنجليزية: Infertility) على أنّه فشل حدوث الحمل بعد مرور سنة من محاولة تحقيق ذلك على الرغم من ممارسة العلاقة الزوجيّة بشكلٍ منتظم، وعدم استخدام إحدى وسائل منع الحمل أو طُرق العزل، وهناك العديد من العوامل التي قد تؤدي إلى الإصابة بالعقم عند كلٍّ من الرجال والنساء، وقد تكون هذه العوامل مشاكل طبيّة، أو اجتماعية، وغيرها من العوامل، ويُعدّ النظام الغذائيّ الذي يفتقر إلى العناصر الغذائية المهمّة للصحّة أحد هذه العوامل، ومن المهمّ مراجعة الأطباء المختصين عند المعاناة من هذه المشكلة كي يعطي التشخيص الصحيح، كما يجدر الذكر أنّ بعض العوامل المؤثرة في الخصوبة لا يمكن التأثير فيها أو تغييرها، ولكن يمكن لتغيير بعض العادات اليومية، كوزن الجسم، ونمط الحياة أن يساعد على التقليل من مشكلة العقم في بعض الأحيان، ولكنّ معظم النصائح التي تُقدّم في هذا الشأن غير مؤكدة، وما زالت هناك حاجةٌ لإجراء المزيد من الدراسات لتأكيدها،
ويُعتقد أنّ اتّباعُ نظامٍ غذائيٍّ صحيٍّ قبل الحمل ، والتّمتعُ بوزنٍ صحيٍّ قد يدعم فرصةَ حدوث الحمل عند كلٍّ من الرجل والمرأة، وذلك لأنّه يحسّن صحّةَ البويضات والحيوانات المنويّة، ممّا يقي من حدوث مشاكل في الانتصاب، ويساعد على توازن هرمونات الرجل والمرأة، ويمكن المحافظة على الوزن الصحيّ عن طريق تناول الأطعمة الصحيّة، وزيادة النشاط البدني، وكما ذُكر سابقاً فإنّ هناك عدة عوامل قد تؤدي للعقم، ولكن سنذكر في مقالنا بعض العوامل التغذوية المؤثرة في هذه الحالة، وهي كما يأتي:
- اتباع نظامٍ غذائيٍّ لا يحتوي على العناصر الغذائيّة المهمّة.
- زيادة الوزن أو السمنة، والتي يمكن أن تتعارض مع الدورة الشهريّة الطبيعيّة وعملية الإباضة.
- نقص الوزن؛ فعندما يرتبط مع فقدان الشهية العصبي (بالإنجليزية: Anorexia) والنهام العصبي (بالإنجليزية: Bulimia) قد يسبّب انقطاعاً للدورة الشهرية أو مشاكلها، وخللاً في الغدّة الدرقيّة، ممّا يتعارض مع الإباضة بشكلٍ طبيعيّ.
بعض الأطعمة المفيدة للخصوبة
تلعب التغذية الصحيّة دوراً كبيراً في تعزيز القدرة على الحمل لدى الجنسين، ويجب على المرأة الحفاظ على وزنٍ صحّيٍ، واختيار الأطعمة التي تعزز صحة الجنين ونموّه للتّحضير للحمل، وتعزيز الخصوبة لديها، كما يجب على الرجل أيضاً الحفاظ على وزنٍ صحيّ، واتّباع نمطٍ غذائيٍّ متوازن. ومن المصادر الغذائية التي قد تعزز الخصوبة نذكر ما يأتي:
- مصادر غذائية قد تعزز الحمل عند النساء: ونذكر منها ما يأتي:
- حمض الفوليك: ومن مصادره: الخضراوات الورقية الخضراء: كالسبانخ، والبروكلي، والبرتقال، والفراولة، والحبوب المُدعّمة بحمض الفوليك، والبقوليات، والمكسرات.
- الكالسيوم: ومن مصادره: الحليب، واللبن، والجبن، والكرنب الأجعد، والبروكلي.
- الحديد: ويمكن الحصول عليه عن طريق تناول حبوب الإفطار المدعّمة بالحديد، واللحوم قليلة الدهون، والسبانخ.
- الأحماض الدهنية: ومن أهمّها أحماض أوميغا-3 الدهنيّة، ومن مصادره: المأكولات البحرية ، والحبوب، والمكسرات، ولحوم الأبقار التي تتغذّى على الأعشاب.
- اليود: ويمكن الحصول عليه من الحليب ومشتقاته، والملح المدعّم باليود.
- الألياف: ومن مصادرها: الحبوب الكاملة، والخضراوات والفواكه، والحبوب عالية الألياف، والبقوليات.
- البروتين: وتُنصح النساء اللاتي يحاولن الحمل بتناول حصتين إلى ثلاثٍ من مصادر البروتين يومياً، ومن مصادره: الأسماك، واللحوم قليلة الدهون، والفاصولياء السوداء.
- مصادر غذائية قد تعزز خصوبة الرجل:
- الزنك: ومن مصادره: المحار ، واللحم البقري، والدواجن، ومنتجات الألبان، والمكسرات، والبيض، والحبوب الكاملة، والبقوليات.
- فيتامين هـ: ويمكن الحصول عليه عن طريق تناول المكسرات، والبذور، والزيوت النباتية، والبطاطا الحلوة.
- فيتامين ج: ومن مصادره: عصير البرتقال، والطماطم، والجريب فروت، والبروكلي، والبطاطا الحلوة.
- حمض الفوليك: ويمكن الحصول عيه من الخضراوات الورقية، والفاصولياء، والفواكه، والبطاطا الحلوة.
- الأوميغا 3: ومن مصادره: بذور اليقطين، وبذور الكتان، واللوز، والأسماك الدهنية؛ كالسلمون والسردين.
المصادر الغذائية الموصى بتقليلها
إنّ تقليل تناول بعض الأطعمة أو تجنّبها قد يساهم في تعزيز الخصوبة، ونذكر من هذه الأطعمة ما يأتي:
- مصادر الدهون المتحولة؛ والتي توجد في العديد من الأطعة المُصنّعة.
- الكافيين؛ ويُعتقد أنّ استهلاك أقلّ من 200 مليغرامٍ منه في اليوم لا يؤثر في فرص الحمل، ولكن يُنصح بعدم تجاوز هذه الكميّة.
- الكربوهيدرات المكررة؛ مثل: المعكرونة البيضاء، والخبز والأرز الأبيض، والمشروبات والأطعمة الغنيّة بالسكر.
- الأطعمة المُصنّعة؛ إذ إنّها قد تحتوي على بعض المواد الضارّة التي يمكن أن تؤثر في الخصوبة.
- منتجات الصويا.
نصائح أخرى لتعزيز الخصوبة
على الرغم من أنّ بعض حالات العقم قد لا يكون لها علاجٌ مؤكد، إلّا أنّه يمكن لاتّباع بعض النصائح أن يساهم في تعزيز الخصوبة في بعض الأحيان، ونذكر من أهمّ هذه النصائح ما يأتي:
- المحافظة على وزنٍ صحيّ، وخسارة الوزن الزائد.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- الاسترخاء وتقليل التوتر والقلق.
- الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم.
- الإقلاع عن التدخين.
- شرب كميّاتٍ كافيةٍ من الماء.
- تجنب تناول الأدوية التي قد تكون ضارّةً بالحمل، ويجب مراجعة مقدّم الرعاية الصحيّة لتحديدها.
- تجنّب ممارسة الرياضات العنيفة للنساء.