الفروق بين العصور الأدبية
الفروق بين العصور الأدبية
الفروق الفنية بين العصور الأدبية العربية
لقد شهدت هذه العصور غير قليل من الفروقات في الجانب الفني، منها ما يأتي:
- في العصر الجاهلي شكل الشعر المادة الرئيسة للأدب، وقد عكس طبيعة الحياة العربية.
- في عصر صدر الإسلام تغيّر نمط الشعر، واكتسب طابعًا إسلاميًا إذ اختلطت ألفاظه بألفاظ إسلامية بحتة.
- في العصر الأموي عاد الشعر إلى طابعه الجاهلي، وتم ابتكار شعر النقائض .
- في العصر العباسي تنوعت الأجناس الأدبية ، وتفرعت الفنون الشعرية، فقد تمّ ابتكار غير قليل من الموضوعات المستحدثة.
- في عصر الدول المتتابعة انحدر الأدب والشعر، ولكن تركزت الموضوعات حول شعر الجهاد و المدائح النبوية ورثاء المدن.
- في العصر الحديث شهد الأدب انتعاشًا، وذلك باستقدام غير قليل من الأجناس الأدبية الغربية.
أهم الأحداث في كل عصر
العصر الجاهلي
يُحدد العصر الجاهلي بتلك الفترة التي سبقت مجيء الإسلام بـ 150 سنة، ولعل سبب تأطير هذا العصر وتحديده بهذه المدة الزمنية وإغفال ما قبلها؛ لكون ما قبلها مجهولا وليس لدينا من الوثائق والأخبار المؤكدة الصحيحة التي تنتمي لتلك الفترة، لذلك عُدت هذه المرحلة بما يسمى بالجاهلية المعروفة، والتي انتهت بمجرد مجيء الإسلام وبعثة النبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم-.
ولعل اعتماد البعثة النبوية نقطة انتهاء العصر الجاهلي وبداية عصر صدر الإسلام لكون هذا الحدث من الأحداث المفصلية المهمة في تاريخ العرب والعالم، فقد غيّر هذا الحدث النسق الثقافي الذي كان سائدًا عند العرب، ودفعهم للقيام بنقلة نوعية تتمثل بالشروع في بناء حضارة ودولة.
العصر الإسلامي
يعد العصر الإسلامي أحد أهم العصور الأدبية العربية، فقد بدأ هذا العصر بمجيء الإسلام، لكنه مرّ بمرحلتين مهمتين وهما عصر صدر الإسلام، أما المرحلة الثانية فتتمثل ب العصر الأموي ، فعصر صدر الإسلام يبدأ من بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حتى انتهاء الخلافة الراشدة وانتقال الخلافة إلى البيت الأموي.
أما العصر الأموي فيبدأ من لحظة تولي معاوية بن أبي سفيان الحكم وبداية عهد الدولة الأموية، فلعل تأريخ العلماء وتقسيمهم لهذا العصر إلى مرحلتين؛ يرجع إلى أنّ قيام الدولة الأموية شكّل حدثًا تاريخيًا مهمًا، فقد تحول نظام الحكم من نظام الشورى، إلى نظام الوراثة، بالإضافة إلى أن الدولة الأموية تركت إرثا حضاريًا وأدبيًا ينتمي للمزاج الثقافي السائد فيها.
العصر العباسي الأول والثاني
يعد هذا العصر من أكثر العصور الأدبية العربية غزارة في التأليف والإنتاج، فقد بدأ هذا العصر مع سقوط الدولة الأموية، وظهور الدولة العباسية التي شكل ظهورها حدثًا تاريخيًا مهمًا في تاريخ العالم، فقد شهد هذا العصر أكبر عملية تأليف وترجمة وابتكار في تاريخ العرب، لذلك أرّخ العلماء لهذا العصر وقسموه إلى قسمين فكان العصر العباسي الأول يمثل مرحلة الازدهار والقوة التي بلغتها الدولة العباسية.
أمّا العصر العباسي الثاني فقد كان يمثل مرحلة الانحلال والضعف، وقد بدأ هذا العصر بعد خلافة المتوكل حتى فترة الغزو الصليبي، فقد شهد ذلك العصر انقسامًا لجسد الدولة الإسلامية، وظهور ممالك وإمارات صغيرة متفرقة، وقد كان الأدب في تلك الفترة ينسجم مع واقع الحال الذي يشهده ذلك العصر، فقد بدأ الأدب العربي يتجه نحو الانحدار.
عصر الدول المتتابعة والعصر الحديث
يعد هذا العصر متداخلا في بداياته مع العصر العباسي، فقد ظهرت الدول والإمارات في أثناء وجود الدولة العباسية، وبقيت مستمرة حتى العصر الحديث ، ولعل أهم الدول التي ظهرت فيه الدولة الأيوبية، والدولة المملوكية، والدولة العثمانية، فقد كان عصر الدول المتتابعة عصرًا ممتدًا شهد انحلال الأدب العربي وتراجعه.
أما نهاية هذا العصر فتتمثل بدخول حملة نابليون بونابرت إلى مصر في القرن الثامن عشر، إذ شكل هذا الدخول ما يشبه فتح باب التأثر والتأثير بين العرب والغرب، فقد نقل نابليون كثيرًا من الثقافة الغربية إلى مصر، كما تم إرسال البعثات العلمية إلى أوروبا لدراسة العلوم والآداب والتأثر بالأجناس الأدبية الجديدة، من قصة ورواية ومسرح وغيرها.
العصور الأدبية
تعد العصور الأدبية النموذج السائد لتقسيم الميراث الأدبي عند العرب، فقد اعتمد العرب والمستشرقون آلية التقسيم الزماني للأدب العربي، ومتبعين في ذلك نهج المنهج التاريخي الذي يقسم المادة إلى عصور، إذ يبدأ كل عصر من تلك العصور بحدث تاريخي مهم ينهي عصرًا ويفتتح آخر.
ظهر مصطلح العصور الأدبية في العصر الحديث، وذلك بعد أن توجه المستشرقون والعلماء العرب إلى دراسة النتاج الأدبي للأمة العربية، فقد كان للعرب رصيد وافر على مر الأزمان، لذلك اتجهوا إلى محاولة تقسيمها لتسهيل دراستها، فلم ينجح معهم التقسيم الموضوعي، الذي سيغفل مادة كبيرة، لذلك توجهوا للمنهج التاريخي الذي سيظلل أكبر قدر ممكن من المادة الأدبية.