كيف تكون النصيحة لله
كيف تكون النصيحة لله
حثنا الإسلام الحنيف على ضرورة التفاعل مع الآخرين وتقديم النصيحة لهم بالحسنى، ولكي تكون النصيحة للآخرين كما يحبها الله -تعالى لا بد من الالتزام بآداب النصيحة عند تقديمها للطرف المقابل، وذلك من خلال النقاط الآتية:
إخلاص النية لله
من أبرز الأمور وأهم النقاط التي يجب على الناصح أن يفكر بها قبل إعطاء النصيحة للآخر أن تكون النصيحة لوجه الله -تعالى- في المقام الأول؛ إذ يجب على الناصح أن يجعل نيته خالصة لله -تبارك وتعالى-، وأن يكون المقصد من ورائها الوصول بأخيه المسلم إلى طريق الخلاص والهداية لا تحصيل المدح والإعجاب من الآخرين.
الرفق واللين
يجب على الناصح التفكير ملياً بطريقة إعطاء النصيحة للشخص المذنب أو الشخص الذي انحرف عن طريق الحق، وأن يتأدب الناصح مع الشخص الذي يعتقد أنّه أخطأ في حق نفسه أو حق الآخرين، وأن يكون أسلوبه هيناً ليناً، ليس فيه تجريح ولا انتقاص من الآخرين.
سرية النصيحة
هناك شروط لطريقة إسداء النصيحة، ومن أهمها أن تكون النصيحة في السر؛ بمعنى أن يقدم النصح الشخص أثناء عدم وجود أشخاص آخرين؛ إذ إن نُصحه أمام الغير يؤدي إلى انزعاج الشخص ونفوره من النصيحة، ومن الممكن أن يقابل النصيحة بالتعامل العكسي، وعدم احترامه أو أخذه لهذه النصيحة.
التذكير برحمة الله تعالى
لا بدّ أن نتذكر دوماً أن الله تعالى يحب عباده، كما يحب أن يغفر الذنوب التي يرتكبها العبد؛ لذا على الناصح التذكير بأن الله -سبحانه وتعالى- هو العفو الغفور، وبأن الرحمة من صفات الله -عز وجل- التي يحب أن يعامل بها عباده، والعمل على ترغيب المسلم لطلب المغفرة، والعودة لله سبحانه وتعالى، وتذكيره بأن الله تعالى سيقبل توبته منه ولن يرده خائباً.
إظهار المحبة والتعاطف
يجدر بمن أراد تقديم النصيحة للغير إظهار حسن نيته للآخرين، وبيان مدى حرصه على مساعدتهم، وأن السبب الرئيسي لتقديمه للنصح هو محبته لهم، ورغبته برجوعهم إلى الله -تبارك وتعالى-، وأنه حريص على مصلحتهم في الدنيا وفي الآخرة.
ومن خلال فعل ذلك يشعر الآخر بالترابط الإنساني والعاطفي الذي يجمعه مع الشخص الناصح، فيلين قلبه له، ويكون لذلك الأثر الكبير في مدى تقبله للنصيحة التي تم إعطاؤها له، ويكون تجاوبه أكبر معها.
التذكير باليوم الآخر
يجب تذكير الغير بأن العمل الصالح في الدنيا يقابل بالخير والثواب من الله سبحانه وتعالى، وأن العمل غير الصالح يؤدي إلى العقاب في الدار الآخر، ومحاولة التذكير أيضاً بعذاب الله -تعالى- والتخويف منه لحث المسلم على عدم العودة للمعصية مرة أخرى.
ومن النافع أيضاً التذكير بالآخرة وأهوالها، وقراءة آيات القرآن التي تنادي بضرورة العودة إلى الدين الحنيف حتى لا يطال المسلم العذاب الأليم في الآخرة، ويصبح الأمر منتهياً لا رجعة فيه ولا سبيل لإصلاحه.