الفرق بين الذنب والمعصية
الذنب
هي السيّئات المُكررة عن عمد، فتكون سيئات أو معاصي، وعند تكرارها تُصبح ذنباً، ويُعد الكُفر أكبر الذنوبِ وأعظمها، وبعض أهل العلم قالوا بأن الذنب: "مَا يتبعهُ الذَّم أَو مَا يتبع عَلَيْهِ العَبْد من قَبِيح فعله، والذنب هُوَ الْقَبِيح من الْفِعْل"، وبعضهم قال إن: الذنب ما يستحق به العقاب.
ولمحو الذنوب عن المُسلم المُذنب فإنه يحتاج للمداومة على الذكر، والاستغفار، والتوبة الصادقة الخالصة؛ لكل ما قام به من عمل يُخالف ما شرَّعهُ الله في كتابِهِ العزيز، وسنّةِ نبيّه، يقول اللهُ في كتاِبهِ العزيز: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ).
وهنالك الكثير من الذنوب الّتي يقعُ فيها الإنسان نتيجة الاستجابة للنفس الأمّارة بالسُّوء، أو وساوس الشيطان، ولكن هذا لا ينفي رحمة اللهِ الواسعة لعبادهِ، فكل إنسان يقع في هذه الذنوب، باستثناء الأنبياء فهم معصومون عن الزلل؛ فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ).
المعصية
هي عكس الطّاعة، ومخالفة لأوامر الله الناتجة عن عدم القدرة على تحمُّل الصبر، وضعفِ الإيمان، وثباتِهِ على الطّاعة، أو غواية من الشيطان لابن آدم كما غوى آدم -عليه السلام- من قبل؛ بالأكل من شجرةٍ في الجنّة، فذكرَ اللهُ في كتابه الكريم: (فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى).
وتنقسم المعاصي إلى نوعين:
- الكبائر
وهي كل معصية فيها حد في الدنيا؛ أو جاء فيها وعيد في الآخرة من عذاب أو غضب، أو لَعَن الله ورسوله فاعلها؛ كالكبر، والرياء، والفخر، والقنوط من رحمة الله، والزنا، وشرب الخمر، وغيرها من الكبائر الّتي تفسد القلب والبدن.
- الصغائر
هي كل ما سوى الكبيرة من صغائر الذنوب؛ كشهوة المُحرّمات وتمنيها؛ وشهوة الكفر، وشهوة البدعة، وشهوة الكبائر.
والله -تعالى- يقبل توبة العبد الصادق المقبل إليه إقبالاً صادقاً من قلبه، ويغفر جميع الذنوب، والخطايا، والمعاصي، والكفر والشرك، وما دونه، وأن كل من تاب وأناب إلى الله في هذه الدنيا؛ تاب عليه وغفر له، قال -سبحانه- في كتابه: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).
إعجاز ألفاظ القرآن الكريم
يجب على المسلم أن يُميّز بين ألفاظ القرآن الكريم؛ حتّى يُحدّد الهدف من تشريع اللهِ -سبحانه وتعالى- لبعض الأمور، ونهيهِ عن غيرها، فيتعرف المُسلم بذلك على المعنى الحقيقي للألفاظ، ويجب الاعتماد على أهل الاختصاص في تحديد المعنى الحقيقي للألفاظ الّتي يستخدمها الشّارع ومعانيها الحقيقية، وبذل الوقت والجهد في الوصول إليها.
ومن المعروف أنه لا ترادُف في المعاني في القرآن الكريم، حيث تمتاز لُغةُ القرآنِ بالفصاحة الشديدة الّتي تصل لحدّ الإعجاز، فيَستَخدِم الشّارع كلماتٍ جزيلة في سياقٍ بغايةِ الدِّقة، حتّى يَصِل المعنى المُراد إلى المُتَلَقّي.