ما معنى كفارة اليمين
تعريف كفارة اليمين
تُعرّف كفّارة اليمين على أنّها:
- لغةً: لفظ مأخوذ من الفعل "كَفَر"، أيّ ستر الشيء وغطّاه، وهي كذلك إذ تستر الذنب وتغطّيه.
- اصطلاحاً: هي ما يقوم بإخراجه الحانث، وهو الشّخص الذي قام بحلف اليمين، عندما يحنث في يمينه ولا يُؤدّيها، ويُخرج ذلك؛ تكفيراً للذّنوب الحاصلة بسبب حنثه ذلك.
مشروعية كفارة اليمين
شرع الله -تعالى- كفارة اليمين على كلّ مسلمٍ حلف ثم حنث في اليمن ، أيّ خالف ما جاء فيها؛ وذلك رحمةً ورأفةً بهم، إذ إنّ هذه الكفارة تُحلّ هذه اليمين، قال الله -تعالى-: (قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ)، ودليل مشرعية كفارة اليمين:
- القرآن الكريم
وذلك في قول الله -تعالى-: (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ ۖ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ۖ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ۚ ذَٰلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ ۚ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).
- السنة النبويّة
وذلك في قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن حَلَفَ علَى يَمِينٍ، فَرَأَى غَيْرَها خَيْرًا مِنْها، فَلْيَأْتِ الذي هو خَيْرٌ، ولْيُكَفِّرْ عن يَمِينِهِ).
- الإجماع
إجماع الفقهاء والعلماء على وجوبها، منذ عصر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى يومنا هذا.
شروط وجوب كفارة اليمين
تجب كفارة اليمين على المسلم إذا توفرت شروط ثلاثة، وهي كما يأتي:
- أن تكون اليمين منعقدة
أيّ أن يكون صاحبها عازماً وقاصداً هذا الحلف، وتتم اليمين المنعقدة عند الحلف بالله -تعالى- أو بأحد أسمائه وصفاته، وبالتالي لا كفارة على يمين اللّغو، التي لا يكون صاحبها قاصداً الحلف فيها.
- أن يكون الحالف مختاراً عند حلفه
فلو حلف مُجبراً ومكرهاً، كمن حلف هروباً من جور سلطان، فلا تجب عليه الكفارة.
- أن يحنث الحالف في يمينه
أن يفعل الحالف خلافاً لما أقسم عليه، وأمّا إن نسي اليمين وحنث بها فلا كفارة عليه.
أوجه كفارة اليمين
إنّ كفارة اليمين تكون لمن حنث فيها على عدّة وجوه، جاءت مرتّبة في آية اليمين السابقة، وهي على الترتيب التالي:
- إطعام الطعام
أيّ أن يُطعم الحانث عشرة مساكين ، ويكون إطعامه هذا بحسب العرف المشهور في ذلك الزمان، أيّ يكون متوسطاً لا مبالغاً فيه مُكلفاً، ولا يكون شيئاً يسيراً لا يٌقدّم، بل يجب أن يكون من أوسط ما يُطعم به الرجل أهل بيته.
- كسوة عشرة مساكين
أيّ شراء ملابس لهم ممّا يلبسون عادةً.
- تحرير رقبة
أي عتق أحد العبيد وتخليصه من العبوديّة، وهذا ليس موجوداً في زماننا الحالي.
- صيام ثلاثة أيام
يصوم مَن لا يستطع أن يأتي بأحد وجوه الكفارة السابقة عوضاً عنها، ويصح أن يصوم هذه الأيام متفرّقات دون أن يتابع بينهن، وأمّا مَن لم يستطع أن يكفّر عن يمينه بأيّ وجه، وليس له مقدرة عن الصوم، فإنّ عفو الله -تعالى- واسع.