الشاعر همام بن غالب
همام بن غالب
همامُ بنُ غالب هو الشاعرُ العربيُّ همامُ بنُ غالبٍ بنُ صعصعةَ الذي يعودُ نسبُه إلى بني دارم، ويُلقَّب بالفرزدق ؛ بسببِ ضخامةِ وجهِه، وملامحِه العابسةِ. وُلِدَ همامُ بنُ غالب في مدينةِ البصرة في العامِ ستّمئةٍ وواحدٍ وأربعين للميلاد، وقد كرَّسَ حياتَه للتنقُّلِ بين الوُلاةِ، والأمراءِ؛ يمدحُهم تارةً، ويهجوهم تارةً أخرى، كما أمضى مُعظمَ حياتِه طالباً المُتعةَ، والتسلية، وبقِيَ على ذلك إلى أن تُوفِّي في العام سبعمئةٍ واثنين وثلاثين للميلاد.
نشأة همام بن غالب
نشَأَ همامُ بنُ غالب، وترعرعَ في بيت شَرفٍ، وعِزٍّ؛ فحظيَ بتعليمٍ جيّدٍ، وتربيةٍ رزينةٍ، وقد أبدى اهتمامَه بالشِّعر؛ فكان يحضُر بين يدي الحسن البصريّ، وأخذَ عنه الشِّعرَ حتى أتقنَ كتابتَه بلغةِ الوُعّاظ، فكان شِعرُه مادّةً لغويّةً دَسِمةً، علماً بأنّه منذُ صِغره كانَ مُولَعاً بالخصومات، كما أنّه عُرِف بقُوّةِ البيان، وهو ما ظهرَ في شِعره؛ حيث هجا من حولَه من أبناءِ قومِه، وقادَ حرباً ضارمةً مع قرينِه في الشِّعر (جرير) سُمِّيت بمعركة النقائض ، وتجدر الإشارة إلى أنّه تسلَّحَ خلالَ حربه الشعريّة ضدَّ جرير بعشيرتِه (بني دارم)، وقبيلته (تميم)؛ فكانَ شديدَ الفخر، والاعتزاز بهم.
لم يتوقّف الفرزدق عندَ هجاءِ جرير فحَسب، بل هجا أيضاً الشعراءَ، والوُلاة، وقبائلَهم، فثاروا عليه، إلى جانب أنّ علاقته مع الوُلاة لم تكن جيّدة في بداية شبابه، ممّا دَفعه إلى تَركِ العراق، والانتقال، إلى المدينة المُنوَّرة، وبقي ماضياً في أسلوبِ الهجاءِ، وتوليدِ الخصوماتِ إلى أن تُوفِّي، ومن المهمّ بمكان العِلم بأنّ أفعاله قادته إلى سَجنهِ في عهدِ الخليفةِ الأمويّ هشام بنِ عبدالملك.
خصائص شعر همام بن غالب
كانَ الشاعرُ همامُ بنُ غالب فصيحاً يُجيدُ فنونَ الشِّعر ؛ فقد تميَّز شعرُه بلغةٍ جَزِلةٍ، وتعابيرَ فخمةٍ، وأساليب مُتنوِّعة ما بين السهولة، والقُوّة، وتراكيب مُتعدِّدة، بالإضافة إلى اتِّصافه بغريب الألفاظ، وتداخُلها من حيث: الوصل، والفصل، والتأخير، والتقديم، إلى جانب اشتمالِه على المعاني الدقيقة كما هو الحال مع الأسلوب الجاهليّ في الشعر، عِلماً بأنّه كان يشتمل في شِعره على معانٍ إسلاميّة كثيرة أيضاً، وقد مدحه العديد من علماء النحو، واللغة، فقالوا: "لولا شِعرُ الفرزدق لضاعَ ثُلث اللغة، ولضاع نصف أخبار الناس". وقد استخدمَ همامُ بنُ غالب في شعرِه أغراضاً شعريّةً مختلفةً، منها: المدح، والهجاء، والفخر، والرثاءُ، وغيرها.