قصة حورية البحر
بيت الحورية في البحر
كان هناك حورية صغيرة تعيش في الماء في مكان بعيد في أعماق البحار وكانت تعيش معها سمكات صغيرات، ولم يكن هذا هو بيتها وإنما كانت تسكن في قصر كبير، حيث كانت إحدى بنات الملك الذي يملك قصرًا كبيرًا في مكان بعيد، وذات يوم حدث أنْ جاءت ساحرة شريرة إلى بيت الملك وطلبت منه أن يُعطيها إحدى بناته لتكون مساعدة لها في شؤونها.
رفض الملك طلب الساحرة
رفض الملك طلب الساحرة وغضب، فأمر جنوده بأن يخرجوا الساحرة من القصر وأن يلقوها بعيدًا، شعرت الساحرة بالغضب الشديد وهدّدت الملك بأنها ستنتقم منه؛ فقد قامت بتحويل ابنته الجميلة إلى حورية بحر لها، من الأعلى جسد امرأة ومن الأسفل ذيل سمكة، وأصبحت هذه الفتاة تعيش في أعماق البحار بعيدًا عن أمها وأبيها، حزن الملك حزنًا شديدًا لأنّ الساحرة أخبرته بأنها لن تعود إلى طبيعتها إلا بعد سنوات كثيرة.
الصياد والجواهر
عاشت هذه الحورية في أعماق البحار زمنًا طويلًا إلى أن جاء يوم وقام أحد الصيادين بإلقاء شبكته وإذا به يصطاد تلك الحورية، خافت الحورية كثيرًا وتوسّلت إلى الصياد حتى يتركها وشأنها مقابل أن تعطيه الكثير من الجواهر، وافق الصياد وتركها ومن ثم ذهبت الحورية إلى أعماق البحار وعادت بعد فترة قصيرة، ت حمل معها الكثير من اللآلئ والجواهر وأعطتها للصياد. عاد الصياد سعيدًا وذهب إلى أحد التجار ليبيعه ما معه من جواهر.
سأل التاجر الصياد عن هذه الجواهر ومن أين حصل عليها فأخبره أنه وجد جرة مليئة بالجواهر بينما كان يصيد، لم يصدق التاجر كلام الصياد وقرر أن يراقبه، عاد الصياد بالطعام الوفير لزوجته وأولاده وبات ليلته تلك، وعندما أصبح الصباح عاد ليرى الحورية فناداها وشكرها على ما قدمته له، أخبرته الحورية أنه رجل طيب ويستحق أكثر من ذلك، كان التاجر يختبئ على مقربة منهما وسمع حديثهما كله وقرر العودة في اليوم التالي.
جنون التاجر على الحورية
عاد التاجر في اليوم التالي وقد أصابه الجنون على الحورية، فناداها وطلب منها إعطاءه الكثير من الجواهر، ولكن الحورية رفضت بحجة أنه غني، أما الصياد فهو فقير ويستحق المساعدة، قام التاجر برمي شباكه واصطياد الحورية، ومن ثم أخذها معه إلى المنزل وهددها بأنه سيقوم بإطعامها نبتة سامة لو لم تحضر له الجواهر، رفضت الحورية بشدة فقام يإطعامها تلك النبتة عنوة.
عودة الحورية إلى شكلها الطبيعي
وفي تلك اللحظة حدث شيء عجيب وهو أنّ الحورية وبعد أن أكلت النبتة عادت إلى طبيعتها فتاة جميلة لها قدمان مثل سائر الفتيات، شعر التاجر بالغرابة ممّا رآه وسألها عن ذلك، فأخبرته قصتها كاملة فاعتذر منها وقرّر أن يساعدها ويعيدها إلى ذويها بنفسه.
أخذ التاجر الفتاة وعاد بها إلى قصر الملك، سر الملك كثيرًا بما حدث وشكر التاجر على صنيعه، فأكرمه وأعطاه الكثير من الجواهر، وقرر أن يجعله أميرًا في القصر، أرسلت الأميرة وراء الصياد وأخبرته بما حصل لها وقام الملك بإكرامه وجعله قائدًا على الأسطول البحري.