الفرق بين الحديث الصحيح والحديث الضعيف
أهمية علم الحديث
تصنف جميع الأحاديث الصحيحة والحسنة والضعيفة تحت علم الحديث ، وهو العلم الذي يعتني بتمحيص الحديث من سند ومتن، ليعرف صحيحه من سقيمه، فعلم الحديث هو البوابة الأولى التي يعتمد عليها الفقهاء لاستخراج الأحكام، ليعرف الحلال من الحرام، وقد اعتنى المسلمون من القرون الأولى للإسلام بحفظ ونقل الأحاديث، لأن سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- هي المبينة للقرآن.
الفرق بين الحديث الصحيح والحديث الضعيف
يعد الحديث الضعيف من فئة الأحاديث المردودة عند علماء ورواة الأحاديث، أي أنها لا تقبل عندهم، والأحاديث الضعيفة تحت درجة الحديث الصحيح، لأنها فقدت أحد شروط الحديث الصحيح، مثل انقطاع الإسناد، أي سقوط راو من السند، وقد يضعف الحديث بسبب قلة ضبط الراوي، أي أن يكون للراوي عدة أحاديث صحيحة تتوفر فيها شروط الحديث الصحيح، لكنه يروي أحاديث فيها خطأ، فكلما زاد الخطأ خف ضبط الرواي، وأثر ذلك على قبول مروياته.
الحديث الصحيح
يعد الحديث الصحيح في المرتبة الأولى عند العلماء من حيث تحقق الشروط، وهي المقبولة والتي يعمل بها، وللحديث الصحيح شروط يجب أن يوصف بها، فإن فقد شرط واحد، فقد صفة الصحيح ونزل لمرتبة أقل، وهذه الشروط هي:
- اتصال الإسناد، والإسناد هو سلسة الرواة الذين نقلوا متن معيناً، و المتن هو قول أو فعل أو تقرير رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على فعل، فاتصال الإسناد هو أن يروي كل راوٍ عمن فوقه بدون واسطة، مثلاً يقول الرواي للحديث: حدثني شيخي وهو رقم واحد في السلسة، عن شيخه وهو رقم اثنين في السلسلة، عن شيخ شيخه وهو رقم ثلاثة في السلسلة، وهكذا يتابع ذكر سلسلة الرواة، إلى أن تنتهي الرواية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكل راو يأخذ الحديث مباشرة بدون واسطة عن شيخه، هنا يسمى الإسناد متصلاً، أما إذا قال الرواي حدثني شيخي عن شيخ شيخه، أي حدثني رقم واحد عن رقم ثلاثة، في هذه الحالة يسمّى الإسناد منقطعاً، أي يوجد واسطة في نقل الحديث بين راويين.
- السلامة من الشذوذ، والشذوذ هو ألا يخالف راوي الحديث في روايته، من هو أوثق منه، أو مُخَالفًا لجماعةٍ من الثِّقَات، أي ألا يكون على خلاف الثقات الكبار، المشهورين براوياتهم الصحيحة للحديث، والذين بلغوا قدراً عالياً في علم الحديث.
- السلامة من العلة، والعلة هي خلل وسبب غامض يقدح في صحة الحديث، إذ تختص العلة بالأحاديث الصحيحة والتي في ظاهرها السلامة من كل خلل، ويستدل على العلة بمقارنة الأحاديث في السند والمتن مع غيرها من الروايات، ولا يقدر على معرفة وملاحظة العلة إلا المختصين، فالعلة سبب خفي لا يظهر للجميع، وكُلٌّ مِنَ الشُّذُوذ والعِلَّة نَاتِج عن خطأ الرَّاوي في حديثه.
- عدالة الرواي، وهو أن يكون الراوي، مُسلم مُكَلف سَّالِم من الْفسق وصغائر الخسة، وأكثر أحواله طاعة الله، أي إن العدالة هي الاستقامة في الدين و المروءة ، فإن فقد أحد هذه الشروط، فإنه لا يسمى عدلاً، ولا تقبل روايته.
- ضبط الراوي، هذا الشرط يحفظ الأحاديث من الخطأ، فكلما قل خطأ الرواي في رواية الأحاديث، زاد ضبطه، والثقات هم من قل خطؤهم، والثقات الكبار هم الذين يندر خطؤهم، مع وصف العدالة.