قصص عن حب الله للعبد
حب الله للعبد
إنّ الله -تعالى- إذا أحبّ عبدًا حبّب فيه خلقه وعباده الصالحين وملائكته، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن -النّبي صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (إنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وتَعَالَى إذَا أحَبَّ عَبْدًا نَادَى جِبْرِيلَ: إنَّ اللَّهَ قدْ أحَبَّ فُلَانًا فأحِبَّهُ، فيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي جِبْرِيلُ في السَّمَاءِ: إنَّ اللَّهَ قدْ أحَبَّ فُلَانًا فأحِبُّوهُ، فيُحِبُّهُ أهْلُ السَّمَاءِ، ويُوضَعُ له القَبُولُ في أهْلِ الأرْضِ)، وقد أخبر الله -تعالى- في كتابه بمحبته للتوابين من عباده والصابرين، فقال -سبحانه وتعالى-: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}.
قصص عن حب الله للعبد
وآتيًا ذكر بعض القصص الدالة على حبّ الله لعباده:
قصة حب الله لمعاوية بن معاوية المزني -رضي الله عنه-
روى أمامة الباهلي رضي الله عنه، أنّ جبريل -عليه السّلام- نزل على النّبي -عليه السلام- يوم تبوك ، فسأل النّبي -عليه السّلام- الصلاة على معاوية بن معاوية المزني، فخرج النّبي عليه السلام وخرج جبريل -عليه السلام- ومعه سبعون ألفًا من الملائكة في صفين، فصلّوا على معاوية، فلمّا سأل النّبي -عليه السّلام- جبريل عن عمل معاوية، أخبره جبريل -عليه السّلام- أنّه إنّما نال هذا الشّرف وهذه المنزلة بسبب حبه لسورة الإخلاص وقراءته لها في كل أحواله، وهذا إذا دلّ على شيء إنّما دلّ على حبّ الله تعالى له .
قصة حب الله تعالى لسعد بن معاذ -رضي الله عنه-
بعد انقضاء أمر يهود بني قريظة بحكم سعد بن معاذ -رضي الله عنه- فيهم وكان حكمه موافقًا لحكم الله -تعالى- وهذا دليل محبة الله له، استجاب الله تعالى لدعوته -رضي الله عنه- فمات شهيدًا في سبيل الله تعالى، ويكفيه شرفًا وفضلًا ومنزلةً حبُّ الله تعالى له واهتزاز عرشه فرحًا واستبشارًا بقدومه، فقد رُوي عن جابر رضي الله عنه، عن -النّبي صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (اهْتَزَّ العَرْشُ لِمَوْتِ سَعْدِ بنِ مُعَاذ)، فَقالَ رَجُلٌ: لِجَابِرٍ، فإنَّ البَرَاءَ يقولُ: اهْتَزَّ السَّرِيرُ، فَقالَ: إنَّه كانَ بيْنَ هَذَيْنِ الحَيَّيْنِ ضَغَائِنُ، سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وَسَلَّمَ، يقولُ: (اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ لِمَوْتِ سَعْدِ بنِ مُعَاذٍ).
قصة حبّ الله للأعرابي الذي صدقه
رُوي عن شداد بن الهادِ رضي الله عنه، أن رجلًا من الأعراب جاء من البادية إلى النّبي -عليه السّلام- فآمن به وصدّقه ثم طلب من النّبي أن يهاجر معه للمدينة فأذن له، فلمّا كانت غزوة غَنِم النّبي -عليه السلام- منها وقسمّها، فلمّا عُرِض عليه قسمته جاء للنّبي -عليه السلام- وأعلمه أن نيته في الهجرة ما كانت لأجل الغنيمة وإنّما لأجل الموت في سبيل الله وأشار إلى حلقه، فدخلوا في معركة واستشهد فلمّا أُتي به إلى النّبي -عليه السلام- محمولًا والسَّهم حيث أشار، قال النّبي -عليه السلام- فيه "صدق الله فصدقه"، ثمّ كفنّه النّبي -عليه السلام- وصلّى عليه، فكان صدق إيمانه سببًا لمحبة الله -تعالى- له فصَدقه.