العمل عبادة في الإسلام
العمل في الإسلام
مما لا شك فيه بأن العمل من أهم الأمور التي يجب على الإنسان القيام بها؛ حتى يتمكن من العيش وكسب الرزق، فقد خلق الله -تعالى- الإنسان لعمارة الأرض والسعي فيها، ويجب على الإنسان الاستفادة من كل الموارد الطبيعية التي خلقها الله -تعالى- لخدمة البشرية.
ولن يستطيع أن يقوم بذلك دون أن يعمل، ويبذل المجهود بمختلف أنواعه، سواء كان فكرياً أو بدنياً حتى يقضي حوائجه، ويتغلب على الظروف الصعبة التي قد تواجهه، وخاصةً في الوقت الحاضر ؛ من تطور الحياة وكذلك الاحتياجات.
أهمية العمل في الإسلام
العمل عبادة
وقد أعلى الإسلام من شأن العمل بأن جعله عبادة من العبادات التي تقرب العبد لربه؛ في حال اقترن العمل بالنية الخالصة لله -تعالى-، بحيث يقوم العبد بكسب رزقه بالطرق الحلال، ويقصد بنيته إعمار الأرض، وتحقيق أوامر الله -تعالى-، واجتناب نواهيه؛ فإن الله -تعالى- بذلك سيجزيه الخير وينفعه بما يعمل بالدنيا والآخرة.
وهذا يعتبر محفزاً قوياً للإنسان على الجد والعمل بالشكل المتقن، قال -تعالى-: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
وسيلة للتطور والتقدم
وقد بين الإسلام أهمية العمل وأظهر بأنه وسيلة لا غنى عنها لتحقيق التطور الإنساني، وأساس مهم لدعم النظام الاقتصادي والاجتماعي ومنع المشاكل والنزاعات بين البشر، من خلال القيام بالأعمال المشرعة، والإخلاص بأدائها على أكمل وجه حتى يتحقق الإنتاج.
وسيلة للكسب
وقد اهتم الإسلام بشكل كبير بحث الإنسان على العمل؛ حيث أرشد رسول الله -عليه الصلاة والسلام- المسلمين إلى الكسب الحلال؛ فقال -صلى الله عليه وسلم-: ( ما أكَلَ أحَدٌ طَعامًا قَطُّ، خَيْرًا مِن أنْ يَأْكُلَ مِن عَمَلِ يَدِهِ، وإنَّ نَبِيَّ اللَّهِ داوُدَ عليه السَّلامُ، كانَ يَأْكُلُ مِن عَمَلِ يَدِهِ).
وسيلة للابتعاد عن المهانة
قال -صلى الله عليه وسلم-: (ما يَزَالُ الرَّجُلُ يَسْأَلُ النَّاسَ، حتَّى يَأْتِيَ يَومَ القِيَامَةِ ليسَ في وجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ)؛ فقد ذم النبي من يقدر على العمل ويتكاسل في أدائه، ويمد يده للناس سائلاً الصدقات والهبات؛ فهؤلاء سيظهورن يوم القيامة بشكل مهين، وبسواد الوجه.
ضوابط وشروط العمل في الإسلام
وضع الإسلام للعمل عدداً من الضوابط والشروط؛ ليكون مما ترضي الله -تعالى-، وليحقق لصاحبه الأجر والثواب، نذكر منها ما يأتي:
- أن تكون النية خالصة لوجه الله تعالى وحده
بحيث يعمل العبد بنية التقرب إلى الله -تعالى-، ونيل رضاه وحده دون غيره.
- ألاّ يكون العمل مقترناً بتعظيم أي أحد سوى الله تعالى
أو أن يكون الإنسان مضطراً لمخالفة الله -تعالى- أثناء عمله لإرضاء البشر، كأن يعمل في مجال الكحول ونقلها.
- أن يعمل بأي عمل شرعه الله له.
- ألا يسبب الضرر والأذى
سواء له أو لغيره من الناس؛ كأن يتاجر بالأمور المضرة، وغير الصالحة لاستعمال البشر.
- التحلي بالأخلاق الحسنة
يجب على المسلم الحق أن يتخلق بالأخلاق الحميدة أثناء أداء عمله، وأن يبتعد عن الأخلاق السيئة؛ كالغش والكذب، والحلف الكاذب، وأن يعامل الناس معاملة حسنة، ويبتعد عن الغرور والكبرياء.