العمل التطوعي في الإسلام
مفهوم العمل التَّطوعيّ في الإسلام
تم توضيح مفهوم العمل التطوعي لغةً واصطلاحًا من قبل العلماء وفيما يلي بيان هذه المفاهيم:
- التطوع لغةً
أي: التنفل، والنافلة، وقيل: أن المتطوع هو من قام بفعل شيء من ذات نفسه، وهو تفعلٌ من الطاعة، أي أنه طاعة غير واجبة، وقد ذكر الأزهري أن التطوع ما يتبرع به المسلم من نفسه لا مما فرض عليه.
- العمل التطوعي اصطلاحًا
إن مفهومه كاصطلاح كامل هو الجهد أو العمل الذي يقدمه أفراد أو مؤسسات، إيمانًا منهم بفكرة أو مبدأ معين، ولا يتلقون على ذلك أي حافز مادي أو جزاء، إنما هو نوع من الخدمة العامة لفرد ما أو للمجتمع والأمة، بهدف حل مشكلات أو صعوبات تواجه الأفراد أو المجتمع، كما ويعتبر تجسيدًا للانتماء للمجتمع والأمة.
الحث على العمل التطوعي في الإسلام
حث الإسلام على التطوع في الكتاب والسنة النبوية، فقد جاء القرآن الكريم الكثير من الآيات الدالة على التطوع، ففي قوله -تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ)، ففي هذه الآية تجسيدًا لمعنى التطوع بين أفراد المجتمع المسلم، وحثًا على القيام بكل عمل يؤدي إلى البر والتقوى والمجالات عديدة بين الناس سواء مادي أو معنوي.
كما وحثت الأحاديث النبوية في عشرات الأحاديث على التطوع في المجال التعبدي، وغيرها من المجالات الأخرى، ونذكر في عموم الحديث على ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: (صَنائعُ المعروفِ تَقِي مَصارعَ السُّوءِ، وصدَقةُ السِّرِّ تُطفئُ غضبَ الرَّبِّ، وصِلةُ الرَّحِمِ تَزيدُ في العُمُرِ )،ويدخل في باب المعروف كل عمل يقوم به الفرد من غير إلزام.
ضوابط العمل التطوعي في الإسلام
للعمل التطوعي ضوابط كباقي الأعمال في الإسلام، حتى لا يخرج عن الهدف المخصص له، وسيتم بيانها على النحو الآتي:
- الإيمان بالله -تعالى-، وعقد النية والإخلاص في العمل التطوعي له.
- الأمانة، وتكمن في أسمى صورها لعدم انتظار المتطوع الأجر أو المقابل.
- الإتقان في العمل.
- استشعار المسؤولية اتجاه العمل التطوعي.
- التضحية في سبيل الله.
- الإيثار، والتسامح.
- الرغبة بالعمل، والتخطيط لتنفيذه.
- الاستطاعة بالبدن، أو بما يريد المتطوع المساعدة به.
- الالتزام بالتعليمات والأنظمة تجنبًا للفوضى.
مجالات العمل التطوعي في الإسلام
تعددت المجالات للعمل التطوعي في الإسلام، كما سيم أبرز هذه المجالات على النحو الآتي:
- الغرس والزرع.
- إماطة الأذى عن الطريق.
- الإصلاح بين الناس.
- الرحمة والرفق.
- كفالة اليتيم.
- زيارة المريض.
- التيسير على المعسر.
عوائق العمل التطوعي على مستوى الفرد والمجتمع
تقف أما العمل التطوعي الكثير من العوائق سواء من الفرد أو المجتمع، وفيما يلي بيان أبرزها:
- عدم وجود كوادر بشرية مدربة على العمل التطوعي.
- عدم انتشار الوعي بأهمية العمل التطوعي وفضله في الإسلام.
- عدم التقدير والاحترام اتجاه الطاقات المبذولة في العمل التطوعي.
- عدم وجود لوائح وأنظمة وتعليمات تنظم العمل التطوعي.
- عدم وضوع الأهداف من العمل التطوعي.