العلاج بالإبر الصينية
العلاج بالوخز بالإبر
يُعرّف العلاج بالوخز بالإبر (بالإنجليزية: Acupuncture) على أنّه: استخدام إبرٍ شديدة الدقّة لإدخالها إلى نقاطٍ معيّنةٍ وهامّةٍ عبر الجلد، وتُعتبر هذه الطريقة من أحد أهمّ أجزاء الطب الصينيّ الذي يُستخدَم لعلاج الألم؛ إذ يُفسّر الطبّ الصينيّ العلاج بالوخز بالإبر على أنّه طريقةٌ تعمل على إعادة توازن الطاقة أو ما يُسمّى بقوّة الحياة التي تجري عبر مساراتٍ في الجسم عند إدخال هذه الإبر إلى مناطق معيّنةٍ في تلك المسارات. أمّا التفسير الذي يعتمده الأطباء الغربيّون فهو اعتبارهم إيّاها طريقةً لتحفيز الأعصاب (بالإنجليزية: Nerves) والعضلات (بالإنجليزية: Muscles) والأنسجة الضامّة (بالإنجليزية: Connective Tissue)، إذ يزيد هذا التحفيز من جريان الدم وإنتاج الموادّ الطبيعيّة المسكّنةِ للألم.
استخدامات العلاج بالوخز بالإبر
بالرغم من عدم وجود دليلٍ علميٍّ كافٍ لاستخدام العلاج بالوخز بالإبر في بعض الأحيان، إلّا أنّ المُعالجين المُختصّين في هذه الطريقة يستخدمونها لعلاج حالاتٍ عديدةٍ ومتنوّعةٍ من الأمراض والحالات الصحيّة، منها حالات الجهاز العضليّ الهيكليّ (بالإنجليزية: Musculoskeletal System)، ويُمكن استخدام هذه الطريقة باختلاف التوصيات في الحالات الآتية:
- صداع التوتّر المُزمن (بالإنجليزية: Chronic Tension-Type Headaches).
- الشقيقة (بالإنجليزية: Migraines).
- الآلام المزمنة مثل آلام الرقبة (بالإنجليزية: Neck Pain).
- آلام المفاصل (بالإنجليزية: Joint Pain).
- آلام الأسنان (بالإنجليزية: Dental Pain).
- الآلام التي تحدث بعد إجراء العمليّات الجراحيّة (بالإنجليزية: Postoperative Pain).
طريقة إجراء العلاج بالوخز بالإبر
يختلف عدد جلسات ومرّات إجراء العلاج بالوخز بالإبر، ومن الممكن أن يصل إلى عشر جلساتٍ، ولكن ما يهمّ إجراؤه في الجلسة الأولى هو تقييم الوضع الصحيّ للمريض، والتاريخ المرضيّ له، وفحصه جسديّاً، ثمّ يُمكن بعدها البدء بإدخال الإبر، وغالباً ما تستمرّ الجلسة الأولى مدّةً تتراوح بين عشرين إلى أربعين دقيقةً.
يقوم المُعالج المُختصّ باختيار النقاط اللازمة لإدخال الإبر بحسب الحالة الصحيّة للشخص؛ إذ يتمّ عادةً اختيار عددٍ معيّنٍ من النقاط قد يصل إلى اثنتي عشرة نقطة، ومن الجدير بالذكر أنّ اختيار عدد النقاط يعتمد غالباً على عدد الأعراض التي يُعاني منها الشخص. ويبدأ العلاج بجلوس المريض أو استلقائه استعداداً لبدء إدخال الإبر في هذه النقاط، ثمّ يتمّ إدخال الإبر فقط في منطقة ما تحت الجلد، أو قد يتمّ إدخالها إلى النسيج العضليّ (بالإنجليزية: Muscle Tissue)، وقد يشعر المريض عند إدخالها بتنميلٍ بسيطٍ، ولكن يجب ألا تتسبّب بإحداث ألمٍ كبيرٍ؛ إذ يجب إبلاغ المُعالج فور الشعور بألمٍ كبيرٍ. ثمّ تُترك الإبر في المكان الذي أُدخلت فيه لمدّةٍ تتراوح ما بين بضع دقائقَ إلى ثلاثين دقيقةً، وفي بعض الحالات يُمكن للمعالج أن يقوم بإدارة الإبر أو تحفيزها باستخدام تيّارٍ كهربائيٍّ ضعيفٍ، ويُسمّى في هذه الحالة الوخز الكهربائي بالإبر (بالإنجليزية: Electroacupuncture). وتجدر الإشارة إلى أنّ الإبر المُستخدمة يجب أن تكون معقّمةً، ويكون طولها عدّة سنتيمتراتٍ، وتُستخدم لمرّةٍ واحدةٍ فقط؛ إذ يجب إتلافها بعد الاستخدام مباشرةً.
السلامة في العلاج بالوخز بالإبر
من المهمّ إبلاغ الطبيب المسؤول عن استخدام المريض لعلاج الوخز بالإبر، وعلى الرغم من أنّ العلاج بالوخز بالإبر يُعتبَر آمناً إذا تم إجراؤه من قبل مُعالجٍ مُعتمدٍ، إلا أنّ التحقق من سلامة الطريقة وسؤال المُعالج عنها أمرٌ مهم. ولا بُد من النظر إلى شهادة المعالج المُعتمدة؛ فهي تدل على حصوله على درجةٍ معيّنةٍ من التدريب ومحافظته على اتّباع قواعد العمل، كتخلّصه من الإبر فور استخدامها. وفي حالاتٍ نادرةٍ قد تحدث بعض المشاكل بعد العلاج بالوخز بالإبر، ومنها الالتهاب بسبب عدم تعقيم الإبر، لذلك فإنّه من الضروريّ جداً التأكّد من استخدام مجموعةٍ جديدةٍ ومُعقّمةٍ من الإبر في كلّ جلسة علاج.
الأعراض الجانبيّة للعلاج بالوخز بالإبر
قد تحدث بعض الأعراض الجانبيّة البسيطة وقصيرة المدى في بعض الحالات، ومن هذه الأعراض:
- حدوث نزيفٍ أو كدماتٍ في منطقة إدخال الإبرة في الجلد.
- الشعور بالضعف والدّوار .
- الشعور بالمرض والشحوب .
- تفاقُم الأعراض الموجودة سابقاً.
التحدّيات التي تُواجه دراسات العلاج بالوخز بالإبر
تهدف الدراسات الحاليّة التي يقوم بها المركز الوطني للصحّة التكميليّة والتكامليّة (National Center for Complementary and Integrative Health) إلى تقييم فاعليّة العلاج بالوخز بالإبر في علاج بعض أنواع الألم وبعض الحالات الصحيّة، ومعرفة مدى استجابة الجسم لها؛ حيث تبحث الدراسات عن فاعليّة العلاج بالوخز بالإبر في تقليل الهبّات الساخنة (بالإنجليزية: Hot Flashes) المُرافقة لفترة انقطاع الطمث (بالإنجليزية: Menopause)، وعن قُدرته في تخفيف الألم والانزعاج المُرافق للعلاج الكيماويّ (بالإنجليزية: Chemotherapy)، ومقارنة العلاج بالوخز بالإبر بالوخز الزائف بالإبر (بالإنجليزية: Simulated Acupuncture) -وهو إحدى التقنيات التي يتم فيها استخدام إبرٍ حادّة الرأس قابلةٍ للسحب؛ حيث تلمس هذه الإبر الجلد ويتمّ سحبها لكنّها لا تخترقه كما في العلاج الفعليّ بالوخز بالإبر- وكذلك تهدف إلى مُقارنة العلاج الفعليّ بالعلاج بالوخز بالإبر. ومن الجدير بالذكر أنّ إجراء الدراسات حول العلاج بالوخز بالإبر يواجه بعضاً من التحدّيات، ومنها:
- تفاوُت واختلاف التجارب السريريّة (بالإنجليزية: Clinical Trials) التي تهدف إلى دراسة العلاج بالوخز بالإبر في عدّة أمور مثل اختلاف التقنيّات المُستخدمة، وعدد نقاط إدخال الإبر، وعدد جلسات العلاج، بالإضافة إلى تفاوُت مدّة كلّ جلسةٍ من جلسات العلاج.
- اعتماد نتائج جلسات العلاج على مُعتقدات المريض، وتوقّعاته عن العلاج، بالإضافة إلى ارتباط النتائج بعلاقه المريض بالمُعالج، وذلك بدلاً من اعتماد هذه النتائج على العلاج نفسه.