العالم أوغست كونت
العالم أوغست كونت
أوغست كونت هو العالم والفيلسوف الاجتماعي الفرنسي أوغست كونت الذي يعتبر بمثابة الأب الشرعي للفلسفة الوضعية ومؤسسها، كما أنه مُطلق اسم علم الاجتماع على العلم الحالي، ويعود له الفضل في التأكيد على ضرورة خلق نظريات علمية قائمة على المُلاحظة، وتمتاز كتاباته بالتأمل الفلسفي العميق. وقد اقترن ذكر أوغست كونت بالمذهب الوضعي المُعتمد على مبدأ تمجيد العلم وتعظيمه والتخلص من الميتافيزيقا ورفضها تماماً بمعناها التقليدي، ويذكر بأن له إسهامات شكّلت نقطة تحوّل جذري في حياة تاريخ الفكر السوسيولوجي.
حياة أوغست كونت
وُلِدَ كونت في التاسع عشر من شهر يناير سنة 1798م في مدينة مونبلييه، ونشأ وترعرع في كنف أسرة متديّنة بالكاثوليكية إلّا أنّه لم يصبح كعائلته نظراً لرفضه الدين الذي وُلد عليه ولكافة الديانات، فأظهر كُفره بها منذ سن الرابعة عشرة، حظي كونت بمقعد في مدرسة الفنون التطبيقية في باريس سنة 1813م إلّا أنّه لم يلتحق بها فعلياً إلّا في عام 1814م لصغر سنه، وقد طُرِد منها في سنة 1816م إثر تزعمه حركة عصيان طُلابية. ومع حلول سنة 1817م انخرط كونت في العمل كسكرتير لدى الكاتب الاشتراكي الكبير سان سيمون، ويقال بأنّ نزاعاً دّب بين الطرفين نتيجة اختلاف بينهما ببعض القضايا الفكرية، وجاء ذلك بعد مضي خمس سنوات من عمله لديه. والتحق بعدها بعدد من الجامعات ليلقي محاضرات في الفلسفة والمذاهب التي جاء بها كالمذهب الوضعي وعلم الاجتماع، وبالرغم مما تقدّم إلّا أنّ حلقة من الإحباطات والفشل قد أحاطت بحياته فحاول الانتحار بعد إصابته بمرضٍ عقلي عدة مرات وعاش بحالة فقر وعوز شديديّن ضمن مراحل حياته المختلفة.
أقدم ستورات مل على تخصيص مرتب شهري لكونت ليتمكن من مواصلة بحوثه، فاستقر نفسياً ومادياً، إلّا أنّ الأزمة النفسية عاودت أدراجها بعد أن عاش قصة حب فاشلة مع امرأة لم تبادله الشعور فتصوّف وجعل من محبوبته رمزاً للإنسانية فصلى لها واعتبرها شيطانه الموسوس له بكتابة مذهب في السياسة الوضعية. وتوفي في الخامس من شهر سبتمبر سنة 1857م في باريس ودفن في مقبرة بير لاشيز.
إنجازات أوغست كونت
ترك أوغست كونت أثراً عظيماً في العلوم الإنسانية، حيث جاء بعلم الاجتماع، والمذهب الوضعي، واهتم بعلم الفلك ، والطبيعة، والكيمياء والحياة، وقدّم كتباً في شتى مجالات اهتمامه ومنها: دراسات في الفلسفة الوضعية، ونظام في السياسة الوضعية، وصاغ قانونه الشهير (قانون الحالات الثلاث)، كما رصد عدداً من القواعد لمنهج البحث عنده فأشار إلى الملاحظة، والتجربة، والمنهج المقارن، والمنهج التاريخي كقواعد لمنهجه.