الصور الفنية في قصيدة المساء لخليل المطران
الصور الفنية في قصيدة المساء لخليل المطران
من الصور الفنية في قصيدة المساء لخليل مطران ما يأتي:
- اسْتَبَدَّا بِي
استعارة مكنية ، فقد شبَّه قلبه وجسمه بالشخص المستبد، وحذف المشبَّه به الإنسان، وأبقى على شيءٍ من لوازمه وهو الاستبداد، فهي استعارة مكنية.
- وَالعَقْلُ كَالمِصْبَاحِ يَغْشَى نُورَهُ
- كَدَرِي وَيُضْعِفُهُ نُضُوبُ دِمَائِي
تشبيه تمثيلي، وأركان التشبيه هي: المشبَّه: العقل، والمشبَّه به: المصباح، وأداة الشبه: الكاف، ووجه الشبه: غشاء الكدر لنور المصباح وإضعافه بسبب نقص الدماء، وكأنَّ نقص الدماء هو نقص الوقود في المصباح.
- إِنْ يَشْفِ هَذَا الْجِسْمَ طِيبُ هَوَائِهَا
استعارة مكنية، فقد شبَّه طيب هوائها بالدواء الذي يشفي، وحذف المشبَّه به الدواء، وأبقى على شيءٍ من لوازمه وهو الشفاء، فهي استعارة مكنية.
- عبثٌ طوافي
تشبيه بليغ، وأركانه هي: المشبَّه: الطواف، والمشبَّه به: العبث، ووجه الشبه وأداة الشبه محذوفان.
- فَيُجِيبُنِي بِرِيَاحِهِ
استعارة مكنية، فقد شبَّه رياح البحر بالشخص الذي يتكلم ويجيب ، وحذف المشبَّه به الإنسان، وأبقى على شيءٍ من لوازمه وهو الكلام، فهي استعارة مكنية.
- يَنْتَابُهَا مَوْجٌ كَمَوْجِ مَكَارِهِي
تشبيه مجمل ، وأركان التشبيه هي: المشبَّه: موج الصخرة، والمشبَّه به: موج مكاره الشاعر، وأداة الشبه: الكاف، ووجه الشبه محذوف.
- وَالبَحْرُ خَفَّاقُ الْجَوَانِبِ ضَائِقٌ
- كَمَدًا كصَدْرِي سَاعَةَ الإِمْسَاءِ
تشبيه تمثيلي، وأركان التشبيه هي: المشبَّه: البحر، والمشبَّه به: صدر الشاعر، وأداة الشبه: الكاف، ووجه الشبه: الضيق.
- كَلْمَى كَدَامِيَةِ السَّحَابِ إزَائِي
تشبيه تمثيلي ، وأركان التشبيه هي: المشبَّه: خواطر الشاعر، المشبَّه به: دامية السحاب، أداة الشبه: الكاف، ووجه الشبه: الكلم الذي تبدو به.
- وَتَقَطَّرَتْ كَالدَّمْعَةِ الحَمْرَاءِ
تشبيه تمثيلي، وأركان التشبيه هي: المشبَّه: الشمس، المشبَّه به: الدمعة الحمراء، أداة الشبه: الكاف، ووجه الشبه: التقطر.
شرح قصيدة المساء
يقول خليل مطران في قصيدة المساء:
المقطع الأول
داءٌ ألَمَّ فَخِلْتُ فِيهِ شَفَائِي
- مِنْ صَبْوَتِي فَتَضَاعَفَتْ بُرَحَائِي
يَا لَلضَّعِيفَيْنِ اسْتَبَدَّا بِي وَمَا
- فِي الظُّلْمِ مِثْلُ تَحَكُّمِ الضُّعَفَاءِ
قَلْبٌ أَذَابَتْهُ الصَّبَابَةُ وَالْجَوَى
- وَغِلاَلَةٌ رَثَّتْ مِنِ الأَدْوَاءِ
وَالرُّوْحُ بيْنَهُمَا نَسِيمُ تَنَهُّدٍ
- فِي حَالَيَ التَّصْوِيبِ وَالصُّعَدَاءِ
وَالعَقْلُ كَالمِصْبَاحِ يَغْشَى نُورَهُ
- كَدَرِي وَيُضْعِفُهُ نُضُوبُ دِمَائِي
يقول الشاعر مرضٌ حلَّ بي وظننت أنه سيزول لأُشفى من شوقي فتضاعف، وقد قام قلبي وجسمي بظلمي، فقد أذاب الشوق قلبي، وجسدي بات كالثوب الرقيق من الأمراض، والروح أصبحت متعبة، وعقلي ما عاد يملك القدرة على استيعاب الأمور من حزني ونقص دمائي.
المقطع الثاني
هَذَا الَّذِي أَبْقَيْتِهِ يَا مُنْيَتِي
- مِنْ أَضْلُعِي وَحَشَاشَتِي وَذَكَائِي
عُمْرَيْنِ فِيكِ أَضَعْتُ لَوْ أَنْصَفْتِنِي
- لَمْ يَجْدُرَا بِتَأَسُّفِي وَبُكَائِي
عُمْرَ الْفَتَى الْفَانِي وَعُمْرَ مُخَلَّدٍ
- بِبيَانِهِ لَوْلاَكِ في الأَحْيَاءِ
فغَدَوْتَ لَمْ أَنْعَمْ كَذِي جَهْلٍ وَلَمْ
- أغْنَمْ كَذِي عَقْلٍ ضَمَانَ بَقَاءِ
يَا كَوْكَبًا مَنْ يَهْتَدِي بِضِيائِهِ
- يَهْدِيهِ طَالِعُ ضِلَّةٍ وَرِيَاءِ
هنا يقول الشاعر ماذا تركتِ لي يا أمنيتي من جسدي وقوتي؟ فرَّطتُ بعمري من أجلك لكنك ظلمتني، بات عمري فانيًا ولولا وجودك وظلمك لبقيتُ حيًا، فلم أستمتع بحياتي لا كالجاهل ولا كالعاقل، وأنتِ تشبهين الكوكب المنير من الخارج لكن في الحقيقة أنتِ مجرَّد ضلال.
المقطع الثالث
يا مَوْرِدًا يَسْقِي الوُرُودَ سَرَابُهُ
- ظَمأً إِلى أَنْ يَهْلِكُوا بِظَمَاءِ
يَا زَهْرَةً تُحْيِي رَوَاعِيَ حُسْنِهَا
- وَتُمِيتُ نَاشِقَهَا بِلاَ إِرْعَاءِ
هَذا عِتَابُكِ غَيْرَ أَنِّيَ مخطئ
- أَيُرَامُ سَعْدٌ فِي هَوَى حَسْنَاءِ
حَاشَاكِ بَلْ كُتِبَ الشَّقَاءُ عَلَى الْورَى
- وَالْحُبُّ لَمْ يَبْرَحْ أَحَبَّ شَقَاءِ
نِعْمَ الضَّلاَلَةُ حَيْثُ تُؤْنِسُ مُقْلَتِي
- أَنْوَارُ تِلْكَ الطَّلْعَةِ الزَّهْرَاءِ
يا أيتها المحبوبة التي تشبه مورد الماء وعندما تسقي الزهور تتسبب بموتهم من العطش، يا أيتها الوردة التي تتسبب بموت من يستنشق عطرها، ها أنا أعاتبك لكنني أخطئ فلا ذنب لك إذ قُدّر للناس الهلاك والجحيم، وأنت أفضل ضلال بالنسبة لي فيكفيني أن أرى نور إطلالتك.
المقطع الرابع
نِعْمَ الشَّفَاءُ إِذَا رَوِيْتُ بِرشْفَةٍ
- مَكْذُوبَةٍ مِنْ وَهْمِ ذَاكَ المَاء
نِعْمَ الْحَيَاةُ إذا قضَيْتُ بِنَشْقَةٍ
- مِنْ طِيبِ تِلكَ الرَّوْضَةِ الغَنَّاءِ
إِنِّي أَقَمْتُ عَلى التَّعِلَّةِ بِالمُنَى
- فِي غُرْبَةٍ قَالوا تَكُونُ دَوَائِي
إِنْ يَشْفِ هَذَا الْجِسْمَ طِيبُ هَوَائِهَا
- أَيُلَطَّف النِّيرَانَ طِيبُ هَوَاءِ
أَوْ يُمْسِكِ الْحَوْبَاءَ حُسْنُ مُقَامَهَا
- هَلْ مَسْكَةٌ فِي البُعْدِ للْحَوْبَاءِ
يقول الشاعر هنا إنّني أقبل بأن أروي ظمئي لو برشفةِ ماءٍ كاذبةٍ من التي تسقينها للورود فتهلك، فما أجمل الحياة إذا متتُ وأنا أستنشق عطرك، قالوا في الابتعاد أتغلب على العلل لكن كيف يُشفى جسمي منك وكأنَّ البعد عنك نارًا تحرقني، وهل يُمسك النَّفس عن الموت إن غيَّرت مقامها؟
المقطع الخامس
عَبَثٌ طَوَافِي فِي الْبِلاَدِ وَعِلَّةٌ
- فِي عِلَّةٍ مَنْفَايَ لاِسْتشْفَاءِ
مُتَفَرِّدٌ بِصَبَابَتِي مُتَفَرِّد
- بِكَآبَتِي مُتَفَرِّدٌ بَعَنَائِي
شاكٍ إِلى البَحْرِ اضْطَرابَ خَوَاطِرِي
- فَيُجِيبُنِي بِرِيَاحِهِ الهَوْجَاءِ
ثاوٍ عَلَى صَخْرٍ أَصَمَّ وَلَيْتَ لِي
- قَلْبًا كَهَذِي الصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ
يَنْتَابُهَا مَوْجٌ كَمَوْجِ مَكَارِهِي
- وَيَفُتُّهَا كَالسُّقْمِ فِي أَعْضَائِي
يخاطب الشاعر نفسه فيقول إنّه من العبث سفري للشفاء، فهذا المنفى الذي أسعى فيه مجرد أمراض وعلل، فأنا أنفرد وأنزوي بشوقي وكآبتي ومعاناتي، أقوم بالشكوى للبحر عمَّا أصابني لتردَّ عليَّ الرياح، أقمت على صخرةٍ لا تسمع، وقلبي يشبهها فالموج يضربها ويفتتها داخلي كالمرض.
المقطع السادس
وَالبَحْرُ خَفَّاقُ الْجَوَانِبِ ضَائِقٌ
- كَمَدًا كصَدْرِي سَاعَةَ الإِمْسَاءِ
تَغْشَى الْبَريَّةَ كُدْرَةٌ وَكَأَنَّهَا
- صَعِدَتْ إِلى عَيْنَيَّ مِنْ أَحْشَائي
وَالأُفْقُ مُعْتَكِرٌ قَرِيحٌ جَفْنُهُ
- يُغْضِي عَلَى الْغَمَرَاتِ وَالأَقْذَاءِ
يا لَلْغُرُوبِ وَمَا بِهِ مِنْ عِبْرَةٍ
- للِمْسْتَهَامِ وَعِبْرَةٍ لِلرَّائي
أَوَلَيْسَ نَزْعًا لِلنَّهَارِ وَصَرْعَةً
- لِلشَّمْسِ بَيْنَ مَآتِمِ الأَضْوَاءِ
يقول الشاعر البحر يخفق بالموج ويضيق كصدري كل مساء، الأفق كأنَّ أجفانه متقرحة فغروب الشمس فيه العديد من العبر للعاشق وللناظر إليه، إذ يذهب بضوء النهار ويمثل صرعة الشمس وغيابها.
المقطع السابع
أَوَلَيْسَ طَمْسًا لِلْيَقِينِ وَمَبْعَثًا
- للِشَّكِّ بَيْنَ غَلاَئِلِ الظَّلْمَاءِ
أَوَلَيْسَ مَحْوًا لِلْوُجُودِ إِلى مَدىً
- وَإبَادَةً لِمَعَالِمِ الأَشْيَاءِ
حَتَّى يَكُونَ النُّورُ تَجْدِيدًا لَهَا
- وَيَكونَ شِبْهَ الْبَعْثِ عَوْدُ ذُكَاءِ
وَلَقَدْ ذَكَرْتُكِ وَالنَّهَارُ مُوَدِّعٌ
- وَالْقَلْبُ بَيْنَ مَهَابَةٍ وَرَجَاءِ
وَخَوَاطِرِي تَبْدُو تُجَاهَ نَوَاظِرِي
- كَلْمَى كَدَامِيَةِ السَّحَابِ إزَائِي
يقول الشاعر إنَّ الغروب يقوم بطمس اليقين ويبعث الشك في الظلام، ويمحو الوجود حيث يقوم بإخفاء المعالم الخاصة بالموجودات في الكون، إلى أن يأتي الصباح ويعيد النور الأشياء ومعالمها، وأنا أذكرك حينَ ينتهي النهار وقلبي يرجو لقاءكِ، وخواطري تدور حولك.
المقطع الثامن
وَالدَّمْعُ مِنْ جَفْنِي يَسِيلُ مُشَعْشَعًا
- بِسَنَى الشُّعَاعِ الْغَارِبِ المُتَرَائِي
وَالشَّمْسُ فِي شَفَقٍ يَسِيلُ نُضَارُهُ
- فَوْقَ الْعَقِيقِ عَلى ذُرىً سَوْدَاءِ
مَرَّتْ خِلاَلَ غَمَامَتَيْنِ تَحَدُّرًا
- وَتَقَطَّرَتْ كَالدَّمْعَةِ الحَمْرَاءِ
فَكَأَنَّ آخِرَ دَمْعَةٍ لِلْكَوْنِ قَدْ
- مُزِجَتْ بِآخِرِ أَدْمُعِي لِرِثَائِي
وَكأَنَّنِي آنَسْتُ يَوْمِيَ زَائِلًا
- فَرَأَيْتُ فِي المِرْآةِ كَيْفَ مَسَائي
ختامًا يقول الشاعر الدمع تذرفه جفوني ليجري مضيئًا، والشمس في الشفق تمرُّ من خلال الغيم وكأنها تبكي دموعًا حمراء، فأشعر بأنَّ الكون يذرف دمعته الأخيرة لتختلط بدمعتي الأخيرة رثاءً لحالي، وكأنَّ يومي الذي أحياه آخر يومٍ لي.
شرح مفردات قصيدة المساء
فيما يأتي شرح لأهم المفردات الواردة في قصيدة المساء:المفردة | شرح المفردة |
الصبابة | الشوق وشدَّته وحرارته. |
الغلالة | جمع غلائل وغلالات، وهي الثوب الرقيق الذي يشف ويظهر ما تحته. |
الأدواء | جمع داء، وهو المرض ما ظهر منه وما بطن. |
كدري | الكدر الهم والكآبة والحزن. |
منيتي | الأمنية هي الرغبة المراد تحقيقها. |
رياء | حينما يكون الظاهر مخالفًا للباطن، فيُظهر الإنسان شيء وهو في الواقع شيء آخر. |
التعلة | ما يتعلل به. |
الحوباء | لنفس. |
الأقذاء | الأقذاء جمع الإفرازات التي تخرجها العين، وتعني كذلك السفلة من الناس. |