السلطة الخامسة
تعريف مفهوم السلطة الخامسة
يُطلق مفهوم السلطة الخامسة على مجموعة وسائل الإعلام الجديد ، ومن ضمنها شبكات التواصل الاجتماعي التي ساهمت بتكوين تحولات جذرية على صعيد آليات العملية الاتصالية، وسرّعت عملية التواصل وتبادل الآراء ووجهات النظر حول القضايا المطروحة عبرها، كما فتحت المجال أمام تقنيات منوعة تتيح تشكيل الرسائل الإعلامية بأنماط متعددة.
مزايا وأدوار السلطة الخامسة
تتميّز أدوات السلطة الخامسة بخصائص جعلتها تتفوق على الوسائل التقليدية في عدد من الجزئيات، فدعمت دورها وزادت من فاعليتها، فمثلاً يمكن اليوم مناقشة أي حدث وتوفير البث المباشر له حتى قبل وصول القنوات الإخبارية لموقع الحدث، كما جعلت من تفاعل الجمهور اللحظي مع الأحداث مرتكزاً رئيسياً لنشاطها بتبادل آرائهم وتفاعلهم في تحويل القضايا والحملات المحلية لشأن رأي عام، كذلك بالتعاطف وتقديم الدعم أثناء المآسي والأزمات الكبرى، إلا أنّ الضرورة تتزايد للتحرّي من موثوقية المصادر والتأكد من صحة الأخبار قبل تناقلها.
يمكن تفادي السلبيات المتوقعة من الاستخدام الخاطئ لشبكة الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي بسنّ عدد من التشريعات التي تنظم حدود التفاعل، وتضبط آلياته، كتشريعات حقوق الملكية الفكرة والنشر والتوزيع، والقوانين الموضحة والرادعة للجرائم الالكترونية ، أو محاولات انتهاك الخصوصية وانتحال الشخصية، أو جرائم التحايل في التجارة الالكترونية والاستثمار الوهمي، أو نشر محتوى مزيّف، غير موثوق ومؤكّد.
تحديات وتطلعات السلطة الخامسة
تكمن كبرى التحديات في نشاط السلطة الخامسة ، بالاستخدام غير الواعي، وغير المتّسم بالمصداقية والأمانة والمهنية الإعلامية، فهناك احتمال وارد لاستخدام شبكات التواصل الاجتماعي لغايات غير مطمئنة، فهناك من يترصّد لتزييف الأخبار ونشر الأكاذيب والشائعات حتى في حشد الرأي العام، والتعبئة المجتمعية تجاه قضية ما، سواءً كانت قضية سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية.
في المقابل أتاح الانترنت والتقنيات المتطورة أدوات جديدة للحد من حدوث وتفاقم أضرار الاستخدام السيئ لتلك الشبكات والأخبار المضللة، عن طريق قواعد البيانات الضخمة والمؤرشفة على مدار الساعة وفي أي مكان في العالم، مما يمكّن شكلاً من أشكال الرقابة لتأمين صحة المحتوى المنشور، والتحقق من معلومات ومؤهلات منشئي المحتوى، حتى يصبح الفضاء الافتراضي أكثر نقاءً ومصداقية ونزاهة، ولينفتح المجال أمام تشارك معرفي إعلامي حر وموثوق، لخدمة الإنسان وقضايا حاضره ومستقبله.