أنواع الاستلاب
أنواع الاستلاب
تعتبر مشكلة الاستلاب (بالإنجليزية: Alienation) من الحالات المرضية الصعبة والمعقدة التي تصيب الأفراد وتنتشر بشكل واسع وكبير في المجتمعات وتنقسم أنواع الاستلاب إلى ستة أنواع وتعتبر هذه الأنواع الأكثر شيوعاً وانتشاراً، ونوضحها فيما يلي:
النفور الثقافي
يُمَّثل النفور الثقافي (بالإنجليزية: Cultural estrangement) شعور الفرد بالنفور والابتعاد عن القيم والعادات الثقافية الثابتة في المجتمع، حيث تشتق كلمة النفور من الفعل اللاتيني Extraneare والذي يشير إلى الغربة في الشعور مع من حوله من الأفراد والمجتمع وإلى جانب عدم التزامه وعدم قبوله للعادات والثوابت المجتمعية والعمل على إلغائها ورفضها.
العُزلة
تُمَّثل العزلة (بالإنجليزية: Isolation) شعور الفرد بحالة من البعد أو الهجر أو الابتعاد عمن حوله ويكون مشابه لشعور الفرد بأنَّهُ وحيد من ضمن مجموعة من الأشخاص، وتعتبر هذه الحالة من الحالات المؤثرة بشكل سلبي وخطير نظراً لعزلتهم عمن حولهم وانقطاع الروابط معهم وبالأخص بالنسبة لمن هم متقدمون في السن واحتمالية تطور حالتهم والإصابة بمرض الخرف المبكر وغيرها من المخاطر الطبية الأخرى.
اللامعنى
تُمثل حالة الشعور باللامعنى (بالإنجليزية: Meaninglessness) بأنها شعور الفرد بعد القدرة على فهم المعنى من وراء أيّ من التصرفات أو العلاقات مع الآخرين المحيطين به، ومن الممكن أن يتمحور حول أنَّه لا يشعر بأنَّ للحياة أي هدف أو معنى، حيث لا يستطيع الفرد الشعور بمن حوله في المجتمع، ولا يستطيع فهم المغزى والمقصد المجتمعي من وراء العلاقات أو التصرفات أو غيرها من الأمور.
اللاعرفية
يتمحور الشعور باللاعرفية (بالإنجليزية: Normlessness) بأنَّهُ شعور الفرد بانفصاله وابتعاده عن التقاليد الاجتماعية وسلوكه لتصرفات منافية للأعراف المجتمعية، ويشار إليه بمصطلح الشذوذ المجتمعي (بالإنجليزية: Anomie) والذي يدل على انهيار بالقيم المجتمعية التي تضبط سلوك الأفراد ضمن قيم ومعايير المجتمع السائدة.
حيث أنَّ هذه التصرفات والسلوكيات تحيد عن المجتمع بشكل كبير ويظهر فيها الفرد بتأثير سلبي وخاطئ، ويمثل مفهوم الشعور باللاعرفية اتباع الفرد لطرق غير موافق عليها ضمن المجتمع للوصول وتحقيق ما يهدف إليه وإلى جانب أنَّ الفرد يخسر ويفقد ثقته بمنظومة العلاقات الاجتماعية وشذوذه عنها.
الضعف
يُمَّثل شعور الفرد بحالة من العجز (بالإنجليزية: Powerlessness) بحيث أنًّ تصرفاته وما يقوم به لا يؤثر بتاتاً على أي شيء وأنه ليس هنالك أي نتائج للتصرفات والأفعال وعدم قدرته على التحكم بما يدور في حياته الخاصة، فتمحور الشعور بالضعف حول أن تصرفاته ليس لها أيّ نتائج على ذاته أو على المجتمع وعدم قدرته على تحديد قراراته أو ما أمامه من خيارات متاحة أو السماح بتهميشه مجتمعياً والتصرف تجاهه بشكل غير لائق.
إنَّ الشعور بالعجز المجتمعي ينبثق من تواجد فرض لمن يمتلكون السلطة على اتخاذ القرارات والأحكام لمن بعكسهم مهمشين مجتمعياً ولا يملكون أي سلطة على ذواتهم وحياتهم فقط تفرض عليهم القرارات التي يتبعونها بدون أدنى نقاش أو محاولة لتغييرها.
اغتراب الذات
يتمحور الشعور بحالة من اغتراب الذات (بالإنجليزية: Self-estrangement) بأنَّ الفرد يشعر بأنَّهُ منفصل ومبتعد عن ذاته بشتى النواحي وعدم استطاعته أن يفهم أو يشكل هويته الذاتية، وهي تعتبر من أنواع الاستلاب الأكثر تعقيداً وصعوبة نظراً لانفصال الفرد وبعده عن طبيعته البشرية الحسنة.
إنَّ تمثيل مفهوم الاغتراب الذاتي ينطوي على ثلاثة أشكال رئيسية نوضحها فيما يلي:
- ازدراء الذات (بالإنجليزية: The despised self) والتي تمثل شعور الفرد بعدم احترام لذاته وإهانتها.
- إنكار الذات (بالإنجليزية: The disguised self) والتي تدل على الإدراك الخاطئ للذات نظراً لأنه بعيد كل البعد عن نفسه وشخصيته.
- تحرر الذات (بالإنجليزية: The detached self) والتي تدور حول قيام الفرد بتصرفات غير مهمة وليس لها أي معنى ذاتي.
تعريف الاستلاب
يُمثل الاستلاب أو الاغتراب الأفراد الذين يعيشون بشكل منفصل عن المجتمع المحيط بهم، مظهرين مشاعر البعد وتفضيل الابتعاد عن الآخرين، وإلى جانب كرههم لمن حولهم، وتعتبر هذه الحالة من الحالات التي تصيب الأفراد بشكل واسع إلى جانب أنَّها صعبة وغير مفهومة، ولها العديد من الآثار السلبية على صحة الفرد المصاب بها، وتؤدي إلى تدهور في حالته الصحية، والتي يمكن معالجتها عن طريق تحديد الأسباب وطرق العلاج.