الدولة السلجوقية وأرطغرل
من هم السلاجقة؟
يعود أصل السلاجقة إلى الترك الذين تواجدوا في الصحراء الفسيحة والممتدة من حدود الصين إلى شواطئ بحر قزوين، وكان يطلق عليهم اسم (الغُزّ)، ويعيشون في الخيام، واتساقاً مع مكان عيشهم أي الصحراء، فكان شغلهم الشاغل هو الغزو والغارة والصيد وركوب الخيل ومبارزة الأبطال وطلب الغنائم، حتى أصبح هذا عنوان وغاية وجودهم ولذتهم وفخرهم، مما جعلهم كاليونانيين في الحكمة وأهل الصين في الصناعات.
سلاطين السلاجقة
بعد وفاة سلجوق بن دقاق سار أولاده على نهجه وطريقه في شن الغارات على كفار الترك وحماية السكان المسلمين، وبعد كل القوة التي أظهروها وقدرتهم على المواجهة والحماية أدى ذلك إلى توسع أراضيهم، وكسبوا احترام الحكام المسلمين المجاورين لهم، وبعد اسشتهاد ميكائيل بن سلجوق اجتمع السلاجقة على تسليم الزعامة لأطغرل .
من أبرز سلاطينهم هو أرطغرل، ويبدو أنه كان لأرطغرل مكانة عزيزة عند الخليفة العباسي القائم بأمر الله حتى منحه لقب السلطان، وأمر بنقش اسمه على العملة وذكر اسمه في خطبة الجمعة، وكان للسلاجقة الروم دور أساسي وأصيل في نشر الإسلام في آسيا الصغرى أي في الأناضول، وتحديدًا نشر المذهب السُّنّي، ورافق نشر الدين الإسلامي نقل الحضارة الإسلامية أيضًا.
من مواقف أرطغرل
تجتمع كتب التاريخ على ذكر قصة مرور أرطغرل ومحاربيه بجيشين يقتتلان وسط الجبال، الأول تابع للسلطان علاء الدين والآخر تابع للأعداء أي المغول أو الصليبيين، فأمر أرطغرل جنوده بالتدخل للدفاع عن المسلمين ضد خصومهم بعد أن كانت لصالح الأعداء، ويقال إن علاء الدين كان على رأس الجيش الذي أنقذه أرطغرل، ويقول محمد فريد بك: "وبعد تمام النصر علِمَ أرطغرل بأن الله قد قيضه لنجدة الأمير علاء الدّين سلطان قونية فكافأه علاء الدين على مساعدته له بإقطاعه عدَّة أقاليم ومدن، وصار لا يعتمد في حروبه مع مجاوريه إلا عليه وعلى رِجاله، وكان عقب كل انتصار يُقطعهُ أراضٍ جديدة ويمنحه أموالًا جزيلة، ثم لقب قبيلته بمقدمة السلطان لوجودها دائمًا في مقَدمة الجيوش وتمام النصر على يديه".
عاصمة السلاجقة
سميت أصفهان على يد قبيلة تركمانية تدعى بالسلجوقية، وفي القرنين 12 و13 أصبحت قونية هي المركز والعاصمة والمستقر للدولة السلجوقية وكانت منافسة للعواصم الإسلامية الباقية ومهدًا للحضارة الإسلامية.
مميزات عاصمة الدولة السلجوقية
نذكر منهم الآتي:
- شهدت العاصمة قونية اتساعًا اقتصاديًا هائلًا، وأكثر ما اشتهرت به هو الذهب والديباج والحرير وتنوع المحاصيل الزراعية.
- طغى الجو الإسلامي عليها من عام 650م، وعرفت بغزارة المياه والأسواق العامرة.
- اهتم السلاجقة بترك بصمة وبيئة فنيّة تُعبر عن فنهم، فتمّ نحت تماثيل حجرية من قلب الأناضول إلى آسيا الوسطى.
- كانت قونية المثال الأعلى لباقي العالم، وسعى السلاجقة في إبقاء أثرهم وما يعبر عنهم وعن عناصرهم المعمارية السلجوقية، وتجسد هذا في مسجد علاء الدين والقلعة الخارجية لقونيا والعديد من المساجد والمقابر.