الحلول التي يقترحها الإسلام لمعالجة التوتر العصبي
التوتّر العصبيّ
قد يمرّ الإنسان بحالةٍ من التوتّر العصبيّّ أو ما يعرف باسم القلق أو الاضطراب النفسي؛ نتيجةً لأسبابٍ مختلفةٍ؛ كالمرور بأزماتٍ أو مشاكل اقتصاديَّةٍ أو اجتماعيَّةٍ أو صحيَّةٍ أو غيرها، وقد وجّه الإسلام إلى أمورٍ تعين المسلم على تخطّي التوتر والقلق ومعالجتهما، وعدم البقاء تحت هذه الحالة التي تؤثّر على استقرار حياة الإنسان ونشاطاته.
حلول يقترحها الإسلام لمعالجة التوتّر العصبيّ
وجّه الإسلام لجملةٍ من الأمور التي تعين الإنسان على التخفيف من التوتر العصبيّ وآثاره، وفيما يأتي ذكر عددٍ منها.
النظرة الإيجابية للمشكلة
فقد حثّ الإسلام المسلم على النظر إلى الأمور بنظرةٍ إيجابيّة، منبعثةٍ من الثقة بأنّ من وراء ما يصيبه من أمور تزعجه وتقلقه خيرٌ وفائدةٌ خفيَّةٌ يعلمها الله -تعالى-؛ حيث يقول سبحانه وتعالى:(وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)؛ وهذا يعني بأنّه عندما يتعرض الشخص إلى مشاكل نفسيَّةٍ ناتجة عن صعوبات الحياة، يجب أن يبرمج عقله إلى أنّ وراءها حكمةً ربانيَّةً فيها الخير في النهاية، وأن أمر المؤمن كلّه خيرٌ، وبذلك يتغلب على مشاعر التوتر والقلق.
التسليم للقضاء والقدر
إنّ الإيمان والتسليم بقضاء الله وقدره، يُشعر الإنسان بالطمأنينة، ويبعده عن مشاعر الإحباط التي قد تسيطر عليه إذا ما فشل في تحقيق مبتغاه، والتي تنعكس سلبًا على صحته الجسدية، وتجعله حزينًا، وتفقده الرغبة في القيام بأي شيء، فالتسليم لله راحةٌ للنفس، قال تعالى: (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ).
العلاج البيئي
وذلك بتعديل وتغيير العوامل البيئية التي تحيط بالإنسان وتسبّب له القلق والتوتر؛ كالتخفّف من الأعباء والضغوطات الحياتيّة، ويمكن للتعاون أن يخفّف عن الإنسان بعض الأعباء؛ وبالتالي تخفيف التوتر الناتج عن كثرة الأعباء والمهام.
ذكر الله تعالى
إن ذكر الله -تعالى- سببٌ للطمأنينة والسكينة، قال تعالى: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)؛ فذكر الله تعالى من شأنه تصغير المشاكل وإراحة القلب وجعله مطمئنًا، وخاصّة ذكر يونس -عليه السلام- وهو في بطن الحوت: (لَّا إِلَـهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ).
الثقة بربّ العالمين
وذلك باليقين التامّ بأنّه هو القادر على علاج أي مشكلةٍ أو مرضٍ نفسيّ قد يتعرّض له الإنسان خلال حياته، كما أنّ على الإنسان أن يكون على ثقةٍ بأنّ كلّ هذه المشاكل سوف تزول بإذن الله؛ لأنّ الله -تعالى- هو الطبيب الشافي، وهو فارج الهم والكرب، وهو القادر على كلّ شيءٍ، قال تعالى: (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).
الاستشارة الطبيّة
إذا استمرّ الإنسان في الشعور بالتوتر، وكان ذلك حالًا مستمرًا ومتكرِّرًا عنده؛ فإنّ الإسلام يُرشد إلى التداوي، ومراجعة أهل الاختصاص، فعلى الإنسان في هذه الحال أن يراجع طبيبًا نفسيًّا مختصًّا يشخِّص ما يعانيه، ويساعده في معالجة ما يعانيه من توترٍ وقلقٍ.