الحكمة من زواج الرجل بأربع نساء
الحكمة من تعدّد الزوجات
لقد أباح الله -تعالى- للرجل أن يعدد زوجاته، وذلك في قوله -تعالى-: (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ)، وقد قيّد التعدد بشروط؛ كالعدل والقدرة.
وبلا شكّ أنّ لإباحة تعدّد الزوجات حِكمٌ كثيرةٌ؛ منها ما يأتي:
- وسيلةٌ لإعفاف النفس
وصرفها عن التفكير في قضاء الشهوة في المحرّمات، فبعض الرجال تكون له شهوةٌ كبيرةٌ ولا يستطيع أن يصرفها إلّا بالزواج من أكثر من امرأةٍ.
- صيانة نساء الأمة
ورعايتهنّ، والإنفاق عليهنّ، وإعفافهنّ، ففي بعض الأوقات يزيد عدد النساء عن الرجال؛ بسبب الحروب وغيره، وبالتالي تكون المصلحة في زواج الرجل بأكثر من واحدةٍ؛ حتى يقوم عليهن.
- زيادةٌ في أعداد المسلمين وتكثيرٌ لهم
كما أنّها سبيلٌ لتوطيد علاقات الأسر والقبائل مع بعضها البعض حينما يتزوج الرجل من أُسرٍ وقبائل متنوعةٍ ومختلفةٍ.
- مرض الزوجة
فقد تمرض الزوجة مرضاً مزمناً، لا تستطيع معه القيام بواجباتها تجاه بيتها وزوجها، فيتزوج بأخرى، ويُبقي على الأولى حتى لا يظلمها، وقد تكون عقيمة فيتزوج بأخرى لينجب ويبقي على الأولى.
- تقليل حالات الطلاق
تعدّد الزوجات سببٌ لتقليل حالات الطلاق التي تكون بسبب إرادة الزوج الزواج بامرأةٍ أخرى، فقد أباح الله -تعالى- له تعدّد الزوجات، فله أن يتزوّج امرأة أخرى دون أن يُطلّق زوجته.
- صيانة من الوقوع في الزنا
تعدد الزوجات قد يكون ضرورةً مجتمعية وأخلاقية لصيانة النساء والرجال من الوقوع في علاقةٍ غير مشروعة، فالزواج يضمن لهما بيتاً فيه الراحة والطمأنينة والسعادة.
الحكمة من إباحة التعدّد للرجل دون المرأة
لا شكّ بأنّ الاقتصار على إباحة التعدّد للرجل دون المرأة له حِكَمٌ كثيرةٌ؛ فالمرأة إذا كان لها أكثر من رجلٍ وولدت ولداً منهم فإنّه لا يُعرف من والده على التعيين؛ وبالتالي تضيع حقوقه الاجتماعية والقانونية.
كما أنّ المرأة لا تستطيع القيام بواجباتها تجاه أكثر من رجلٍ، كما لا تستطيع أداء حقوقها الزوجية لهم وخاصةً إذا كانت حاملاً؛ وهذا قد يؤدّي إلى انحراف الأزواج ولجوؤهم إلى المعصية والزنا، بينما يُناسب نظام تعدّد الزوجات الرجل؛ بحكم طبيعته وخلقته ومسؤولياته في الحياة.
الحكمة من تعدد زوجات النبي
أباح الإسلام للرجل الزواج بأكثر من واحدةٍ، ولكنّ ذلك مُقيّدٌ بأربعة نساءٍ، ولكنّ النبي تزوّج بأكثر من ذلك، فقد توفّي وفي عِصمته تسعٌ من النساء، وكان ذلك لحكمٍ كثيرةٍ، منها:
- حكمةٌ دعويةٌ
وذلك بسبب زواجه من سودةَ وأمّ سَلَمةٍ، وجويريّةَ، فسودة لمّا توفّي زوجها بعد الهجرة من الحبشة كان أقرباؤها من المشركين، فلم تجرؤ على الرجوع إليهم مخافة الفتنة، فتقدّم الرسول للزواج بها إنقاذاً لها من الفتن والضياع، وكانت تكبر النبي بخمس سنواتٍ.
- توثيق القلوب
من خلال مصاهرته -عليه السلام- لبعض زعماء القبائل، كزواجه من أمّ حبيبة (رملة بنت أبي سفيان)، ليتألّف قلب أبي سفيان الذي آلت إليه زعامة قريشٍ بعد موت أبي جهل.
- حكمةٌ اجتماعيةٌ
وذلك لتكريم بعض الأشخاص الذين جاهدوا لأجل الإسلام؛ كزواج الرسول من عائشة بنت أبي بكر.