مدن قبرص التركية
جزيرة قُبرص
تقع جزيرة قبرص في الجزء الشّماليّ الشّرقيّ من حوض البحر الأبيض المتوسّط، وتتميّز بطبيعتها الجبليّة ورمالها الذّهبيّة. تُقسَم هذه الجزيرة إلى قسمين رئيسَين، هما قبرص الشّماليّة، وقبرص اليونانيّة، وفي مقالنا هذا سنتحدّث عن قبرص الشّماليّة؛ أي قبرص التّركيّة؛ موقعها، ومُدنها، وتاريخها، وجغرافيّتها ومناخها، وأهمّ المعلومات الاقتصادية عنها.
قُبرص التّركيّة
تقع قبرص التّركيّة في المناطق الشّرقيّة والشّماليّة الشّرقية من جزيرة قبرص، وعاصمتها هي مدينة لفكوشا. تبلغ مساحة قبرص التركيّة ما يقارب 3.355كم، ويعيش فيها قبارصة أصولهم تركيّة، وقد وصل عدد سكّانها إلى ما يقارب 1.199.000 نسمةٍ في عام 2017م، أغلبهم من القبارصة الأتراك؛ إذ يشكّلون ما نسبته 94.4% من مجموع السكّان، أمّا الباقون فهم من أعراق مختلفة. لغة القبارصة الأتراك هي اللغة التّركيّة ولغتهم الثّانية هي اللغة الإنجليزيّة ، أمّا عُملتهم فهي الليرة التّركيّة . أُعلِن عام 1975م أنّ المناطق الشّماليّة والشّرقية من قبرص لها حكمٌ ذاتيّ، وفي عام 1983م أُعلِن استقلال قبرص التّركيّة ولم تعترف بها سوا تركيا.
مُدن قُبرص التّركيّة
تتميّز قبرص بشكلٍ عامٍّ بطبيعتها الخلّابة ومدنها الجميلة، إلّا أنّ لمُدن قبرص التّركية جمالاً خاصّاً جعلها محطّ أنظار السّياح والزّوار، ومن أهمّ مدن قبرص التّركيّة:
- لفكوشا: لفكوشا هوالاسم الذي أطلقه القبارصة الأتراك على مدينة نيقوسيا، وأصبحت بذلك عاصمة قبرص التّركيّة، ترتفع عن سطح البحر 500م، وفيها العديد من المعالم السّياحيّة؛ نظراً لتعاقب الحضارات عليها من بيزنطيّين وعثمانيّين وغيرهم، ومن هذه المعالم جامع السليمانيّة الذي كان كنيسةً (كنيسة القدّيسة صوفيا)، وسُمِّي بذلك تكريماً للسّلطان سليم الثّاني. تتميّز لفكوشا بصناعاتها الخفيفة التي تُلبّي حاجة السّوق المحلّي، مثل: صناعة السّجائر، والمنسوجات، والمشروبات الغازيّة، والحلويّات ، وكذلك الأحذية، والملابس.
- تُشتهَر مدينة لفكوشا بشارعها الرّئيسي وهوشارع عثمان باشا، ويحتوي على مجموعة من المحلّات التّركيّة، والمقاهي، والمطاعم، وفي آخر هذا الشّارع يوجد الخط الأخضر وهو الذي يفصل بين قبرص اليونانيّة وقبرص التّركيّة، وتوجد في مدينة لفكوشا أسواقٌ شعبيّةٌ تُقام كلّ يوم أحدٍ، وهي مُخصَّصةٌ لبيع الخضروات والفواكه، وكذلك الأدوات المنزلية، بالإضافة إلى السلع المحلّيّة.
- فاماغوستا: تقع فاماغوستا على الحدود مع قبرص اليونانيّة، تتميّز بمعالمها التّاريخيّة العريقة، مثل: مسجد آيا صوفيا الذي أصبح اسمه جامع لا لا مصطفى باشا، إضافةً إلى وجود متحف متميّز وهو متحف نامق كامل، ولفاماغوستا طبيعةٌ خلّابةٌ كشاطئها الهادئ، وجبالها المرتفعة التي تُعدّ مقصداً لمن يمارس هواية التّسلّق، فيها مرفأٌ واسعٌ بناه البريطانيّون عندما احتلّوها، وأصبحت فيما بعد قاعدةً بحريّةً في الحرب العالميّة الثّانية ، وتوجد في فاماغوستا أيضاً جامعة الشّرق الأوسط التي افتُتِحت عام 1986م.
- جيرنه: هي من أجمل مدن قبرص التّركية ومن أكثر المدن زيارةً من قبل السّياح، تصل مساحتها إلى 150كم، عدد سكّانها لا يصل إلى 8.000 نسمة، تتميّز بشواطئها السّاحرة، وفيها عدد من القلاع؛ ثلاثٌ منها صليبيّة وهي: سانت هيلاريون، وكنتارا، وبوفي فينتو، ويحبّ السّياح زيارة قلعة بيلابايس الواقعة على بعد أربعة أميالٍ من مدينة جيرنه. تعاقبت على جيرنه العديد من الحضارات، مثل: الإغريقيّة، والرومانيّة، وكذلك البيزنطيّة، والعربيّة، وقد احتلّتها بريطانيا ، ثمّ أصبحت فيما بعد تابعةً للدّولة العثمانيّة.
تاريخ قُبرص التّركيّة
منذ عام 1571م وحتّى عام 1868م كانت قبرص تحت حكم الدّولة العثمانيّة ، وفي عام 1878م وقعت تحت الاحتلال البريطانيّ، وكانت مركز إمداداتٍ للقوّات البريطانيّة أثناء عدوانها على مصر عام 1956م، وفي عام 1960م أُعلِن عن قيام جمهوريّة قبرص، وفي عام 1963م شنّ القبارصة اليونانيّون حملةً عسّكريّةً ضدّ القبارصة الأتراك، ولحماية القبارصة الأتراك من هذا الهجوم تدخّلت تركيا بهذا الصّراع، فحُسِم لصالح القبارصة الأتراك، وأصبح الجزء الشّمالي من قبرص خاصّاً بهم، في حين أنّ اليونانيين انتقلوا إلى الجنوب، واستقلّت قبرص التّركيّة عام 1983م، وكان رئيسها آنذاك رؤوف دنكطاش، إلّا أنّها لم تصبح عضواً في الأمم المتّحدة ، كما أنّ مجلس الأمن القومي أصدر قراراً بعدم شرعيّتها، وطالب بانسحاب القوات التّركيّة منها.
التّعليم في قُبرص التّركيّة
تُعدّ قبرص التركيّة وجهة الكثير من الطّلاب الجامعيّين؛ وذلك لأنّ رسوم جامعاتها قليلة بالمقارنة مع رسوم الجامعات في الوطن العربي ، إضافةً إلى أنّ إجراءات القبول فيها تُعدّ سهلةً للغاية. يوجد في جامعات قبرص التّركيّة 85 ألف طالب جامعي من خارج قبرص، ومن أشهر الجامعات فيها جامعة الشّرق الأدنى (NEU)، وهي إحدى الجامعات القبرصيّة التركيّة الخاصّة، وهي عضوٌ في اتّحاد جامعات العالم الإسلاميّ وكذلك اتّحاد الجامعات الأوروبيّة، وتوجد فيها كذلك جامعة قبرص الدّوليّة التي يصل عدد طلّابها إلى أكثر من 12 ألف طالب وطالبة، وكذلك جامعة الشّرق الأوسط، وجامعة جيرنه، وجامعة جيرنه الأمريكيّة.
جغرافيّة قُبرص التّركيّة ومناخها
تتميّز قبرص التّركيّة بجبالها وسهولها الخلّابة، ومن أهمّ جبالها سلسلة جبال كيرينيا، وتتميّز جبالها بأنّها مُغطّاة بغابات من أشجار العرعر، والصنوبر، والبلّوط، وكذلك أشجار السّرو، وتبعد قبرص التّركيّة عن شواطئ تركيا الجنوبيّة مسافة 75كم، وتبتعد عن غرب سوريا مسافة 105كم، في حين تبعد عن جمهوريّة مصر مسافة 380كم، وعن اليونان مسافة 800كم تقريباً، أمّا مناخها فهو مناخ البحر الأبيض المتوسّط، وهو مناخ معتدل، تكون باردةً في فصل الشّتاء ودافئةً في فصل الصّيف، ويبلغ معدّل سقوط الأمطار فيها حوالي 530ملم.
اقتصاد قُبرص التركيّة
فيما يأتي معلومات حول اقتصاد قبرص التركيّة، وعملتها، وأهمّ ما يُمارسه سكّانها من أعمال:
- تُستخدَم الليرة التّركيّة في التّعاملات اليوميّة، إلّا أنّه من الممكن استخدام اليورو في شراء الأجهزة الإلكترونيّة والسّيارات وتأجيرها، وكذلك يمكن استخدام الجنيه الإسترليني في شراء العقارات وتأجيرها.
- يُعدّ بنك (HSBC) أول بنكٍ أجنبيٍ في قبرص التّركيّة.
- في قبرص التّركيّة مطار واحد وهو مطار مدنيّ، وبسبب الحصار المفروض عليها فإنّه لا توجد أي رحلاتٍ دوليّةٍ من أيّ دولةٍ إلّا من تركيا.
- يعمل غالبيّة سكان قبرص التّركيّة في الزّراعة؛ فهي تُشتهَر بزراعة الخضروات، والقمح، والفواكه.
- تُعدّ السّياحة مصدر دخل كبير للسّكان.
- تُعدّ قبرص ثالث أكبر جُزُر البحر الأبيض المتوسّط، وتأتي بعد كلٍّ من جزيرتَي: صقلية، وسردينيا.
- يتمثّل اقتصاد قبرص التّركيّة في التّعدين، والصّناعة، والزراعة، وكذلك التّجارة الخارجيّة.
- تتميّز قبرص التّركيّة بمواردها الطّبيعيّة من نحاسٍ، ونيكل، وكروم، وقد بلغت صادراتها من هذه المعادن 60%.