الجمع والقصر في المذهب الحنفي
ما هو الجمع والقصر؟
يجب أن تؤدى الصلاة في وقتها المشروع، لكن قد يطرأ للمصلي أعذار تمنعه من أداء الصلاة على وقتها ، ولذا شرع الله الجمع والقصر، دفعاً للحرج، وتيسيراً على المصلين، فالجمع هو أداء صلاتين رباعيتين في وقت واحد، فيجمع الظهر والعصر، ويجمع المغرب والعشاء، فإن أدى المصلي صلاة العصر في وقت الظهر، وصلاة العشاء في وقت المغرب، فهذا يسمّى جمع تقديم، وإن صلى الظهر وقت العصر، أي أخّر الظهر حتى خرج وقته، وصلى المغرب وقت العشاء، فهذا يسمى جمع تأخير، أما صلاة الفجر، فلم يشرع لها الجمع فتصلى وحدها، ولا تجمع مع أي صلاة، أما القصر، فهو أداء الصلوات الرباعية ركعتين، أي قصرها عن الأربع لتصبح ركعتين في صلاة الظهر والعصر والعشاء فقط، والقصر جائز فقط للمسافر.
الجمع والقصر في المذهب الحنفي
حكم القصر في المذهب الحنفي
قصرُ الصلاة الرباعية واجب عند الحنفية في السفر وليس بفرض، أي أنه عندهم في منزلة أقل من الفرض، والوجوب يعني أنه ليس للمسافر الخيار في الفعل أو الترك، أي أنه عندهم مساوٍ للسنة المؤكدة، وعليه فإتمام الصلاة الرباعية مكروه في السفر عندهم، فإذا أتمها فإن صلاته صحيحة مع الكراهة إذا جلس الجلوس الأول بعد الركعتين الأوليين، وسبب الكراهة عندهم هو تأخير السلام الواجب عن محله، حيث أن القصر واجب، ويجب السلام بعد الركعتين، أما إذا أتم المسافر أربع ركعات ولم يجلس في الركعة الثانية فصلاته باطلة وغير صحيحة، لأن الجلوس الأول في هذه الحالة فرضٌ عندهم كالجلوس الأخير.
حكم الجمع في المذهب الحنفي
جمع الصلاة عند الحنفية غير جائز لأي سبب من الأسباب إلا في الحج ، وقد وضعوا شروطاً لجواز الجمع في الحج لا يصح الجمع بدون توفرها جميعاً.
شروط صحة القصر في المذهب الحنفي
توجد شروط لقصر الصلاة عند الحنفية لا يصح القصر بدون توفرها جميعاً، وهي:
- أن تكون مسافة السفر بمقدار مسير ثلاثة أيام بلياليهن، بسرعة السير المُعتاد، وقد قُدرت هذه المسافة بثلاث مراحل، وهي ما يعادل 120 كيلو متر تقريباً، فإذا كانت مسافة السفر أقل من ذلك فلا يجوز القصر ولا يصح.
- أن ينوي المسافر السفر، ويجب لصحة النية أن يكون المسافر مستقلاً بحكمه ونيته، فالمرأة مع زوجها والجندي مع أميره ليس لهم نية لأنهم تابعون لغيرهم، ويجب أن يكون المسافر بالغاً، وألا تنقص مدة السفر عن ثلاثة أيام.
- ألا يقصر قبل بداية السفر، وتكون بدايةُ السفر بعد تجاوز الأبنية والبيوت وما يتصل بها من ساحات ومقابر في مكان الإقامة، أما البساتين فلا تعد مما اتصل بمكان الإقامة، ولو كانت متصلة بالأبنية.
- ألا يقتدي المسافر في صلاته بمقيم، فإذا اقتدى بمقيم فلا يجوز له أن يقصر الصلاة التي اقتدى به فيها.
متى ينتهي وقت القصر في المذهب الحنفي؟
تنتهي المدة التي يجوز فيها القصر عند الحنفية إذا حصل واحدٌ من الأمور التالية:
- إذا عاد المسافر إلى وطنه.
- إذا نوى المسافر الإقامة في البلد التي سافر إليها خمسة عشر يوماً أو أكثر، فيصبح له حكم المقيم فلا يشرع له القصر عند ذلك، أما إذا لم ينو الإقامة فيجوز له أن يقصر مهما طالت مدة سفره.
- إذا نوى المسافر الرجوع إلى وطنه.
- عند مروره بوطنه الأصلي، وهو الذي ولد وعاش فيه، حتى ولو لم ينو الإقامة.
شروط صحة الجمع في المذهب الحنفي
من شروط صحة الجمع في المذهب الحنفي أنه لا يجوز جمع الصلاتين في المذهب الحنفي إلا في الحج، وفي حالتين اثنتين فقط، بيانهما فيما يأتي:
الحالة الأولى
أجاز الحنفية جمع صلاتي الظهر والعصر أثناء الحج جمع تقديم فقط، أي أن تيتم الجمع في وقت صلاة الظهر، ووضعوا لذلك شروطاً، وهي:
- أن يكون ذلك في يوم عرفة .
- أن يكون المصلي مُحرماً بالحج.
- أن يصلي جماعةً خلف إمام المسلمين أو من ينوب عنه.
- أن تكون صلاة الظهر صحيحة، فإن كانت غير صحيحة فيجب إعادتها، وليس له في هذه الحالة أن يجمع معها العصر، فيجب عليه أن يصلي العصر عند دخول وقتها.
الحالة الثانية
أجاز الحنفية جمع صلاتي المغرب والعشاء في الحج جمع تأخير فقط، وذلك بشرط أن يكون الجمع في مزدلفة، وأن يكون المصلي محرماً بالحج.