نبذة عن نيوتن
إسحاق نيوتن
كان لنيوتن دور مُهمّ في العلوم بشكل عامّ، كالبصريّات، وحساب التفاضُل، والتكامُل، إلّا أنّ دراسته للقُوى كانت الأكثر أهمّية، خصوصاً قانون الجاذبيّة الذي يُنسَب إليه، وقد أصبح إسحاق نيوتن الشخصيّة الأكثر تأثيراً في العالَم في القرن السابع عشر، وأصبحت أفكاره من أساسيّات الفيزياء الحديثة.
وُلِد إسحاق نيوتن في الخامس والعشرين من كانون الأوّل/ديسمبر من عام 1642م في إنجلترا ، وتحديداً في منطقة وولسثورب (بالإنجليزيّة: Woolsthorpe)، ومن الجدير بالذكر أنّه كان طفلاً ضعيف الجسم، حيث لم يُخيَّل لأحد أنّه سوف يبقى على قَيد الحياة؛ إذ كان يحتاج إلى دعامة خاصّة بالعُنق في شهوره الأولى؛ حتى يستقرَّ رأسه على كتفَيه، وبعد أن أصبح عمره ثلاثة أشهر، تُوفِّي والده، وكَفلته جدّته بعد أن تزوَّجت أمّه، علماً بأنّه استطاع العودة إلى والدته بعد أن تُوفِّي زوجها، وكان يبلغ من العمر آنذاك 14 عاماً، وممّا ينبغي التطرُّق إليه، أنّ نيوتن ترك الفلاحة التي أرادت أمّه أن يعمل فيها، وتوجّه نحو الاهتمام بالقراءة ، والمشغولات الخشبيّة، كما أنّه بدأ بتحضير نفسه؛ للدراسة في جامعة كامبريدج .
دراسة إسحاق نيوتن وحياته الأكاديميّة
التحقَ نيوتن بكُلّية ترينيتي في عُمر الثامنة عشر، حيث أصبح مُغرَماً بالرياضيّات بعد أن تأثَّر بأستاذه إسحاق بارو الذي أدرك مدى عبقريّة نيوتن، وفي عام 1665م، حصل نيوتن على درجة البكالوريوس، وتابع دراسته بنفسه لكلٍّ من الفيزياء، والرياضيّات ، والفَلَك، والبصريّات، كما أنّه أكمل دراسته حتى حصل على درجة الماجستير ، وفي السادسة والعشرين من عُمره، أصبح نيوتن أستاذاً بدلاً من أستاذه إسحاق بارو الذي استقالَ من عمله.
وعلى الرغم من أنّ نيوتن قد تخرَّج من الجامعة بتقدير لم يصل إلى درجة الامتياز، ولم يتمّ تكريمه، إلّا أنّ جهوده، واكتشافاته جعلت منه عالِماً في مختلف العلوم ، وبسبب أعماله، وسُمعته الجيّدة، انتُخِب عام 1689م كمُمثِّل لجامعة كامبريدج في البرلمان، وممّا يجدرُ ذِكره أنّه في أثناء وجوده في لندن تعرَّف على مجموعة من المُثقَّفين، وأصبح على صِلةٍ بالفيلسوف جون لوك (بالإنجليزيّة: John Locke)، وعلى الرغم ممّا حقَّقه نيوتن، إلّا أنّه لم يجرِ تعيينه في منصب أعلى ممّا هو عليه، وهذا ما جَعَلَه يشعرُ بخيبة أملٍ أدَّت إلى تعرُّضه لانهيارٍ عصبيٍّ في عام 1693م.
أمّا في عام 1696م، فقد ابتعد نيوتن عن الحياة العِلميّة الأكاديميّة، وشَغَل منصب المُحافِظ في دار سَكِّ النقود ، ومن ثمّ أصبح المدير فيها، ولم ينسَ العالَم ما حقَّقه نيوتن من اكتشافات، وإنجازات عظيمة؛ حيث ظلَّ التكريم ينهالُ عليه حتى بَعد ابتعاده عن الحياة العِلميّة، فحصلَ في عام 1705م على لَقَب (فارس)، علماً بأنّه قد تعرَّض لبعض النَّقد في هذه الفترة؛ لأنّه لم يُقدِّم إضافات مُهمّة في رُبع القرن الأخير من حياته؛ حيث ذكر البعض أنّ عبقريّته قد احترقت، وتحدَّث البعض الآخر عن أنّه لم يستطع إضافة أيّ شيء جديد بَعد الذي قدَّمه للبشريّة من إنجازات في عِلم البصريّات، و اختراعه لحساب التكامُل، والتفاضُل.
قوانين إسحاق نيوتن الثلاثة
ارتبطَ اسم نيوتن بقانون الجاذبيّة، والقصّة التي يذكرها الناس في كيفيّة اكتشافه لهذا القانون أنّه في الفترة الواقعة ما بين عامَي 1665م، و1667م، جلس نيوتن أسفل شجرة في بيته خلال العطلة التي حصل عليها لدى إغلاق المدرسة ، وفي أثناء جلوسه، سقطَت تفّاحة على رأسه، حيث كانت هذه التفّاحة سبباً في اكتشافه لقانون الجاذبيّة، وعلى الرغم من أنّ البعض قد شكَّك في صحّة هذه القصّة، إلّا أنّ هناك قوانين مُهمّة في الطبيعة ظهرَت من بَعدها، علماً بأنّ إسحاق نيوتن حدَّد ثلاثة قوانين للحركة في الكون، وهي على النحو الآتي:
- قانون (القُوّة هي التي تُؤثِّر في حركة الأجسام؛ أي تحرُّكها، أو تغيُّر حركتها).
- قانون (كيفيّة حساب القُوى).
- قانون (لكلِّ فِعل رَدُّ فِعل مُساوٍ له في المِقدار، ومُعاكِس له في الاتِّجاه).
إنجازات إسحاق نيوتن
بالإضافة إلى قوانين نيوتن الثلاثة في الحركة، فقد كان لنيوتن العديد من الإنجازات، وفي ما يأتي ذِكرٌ للبعض منها:
- يُعتبَر نيوتن أوّل من تحدَّث عن الجاذبيّة بوصفها قُوّة تأثير مُتبادَلة بين مختلف الأجسام.
- يُعتبَر كتاب نيوتن (PhilosophiæNaturalis Principia Mathematica) من أهمّ الكُتُب العِلميّة في التاريخ، علماً بأنّه تمّ نَشْره في عام 1687م .
- اكتشفَ نيوتن نظريّة ذات الحدين المُعمّمة عام 1665م.
- اكتشف نيوتن نظريّة الحساب التفاضُليّ على الرغم من وجود بعض الآراء التي تنسبُ هذه النظريّة إلى غوتفريد لايبنتس.
- اخترعَ نيوتن تلسكوباً عاكساً، وهو الأوّل من نوعه، حيث يستخدم المرايا بدلاً من العَدسات، كما أنّ هذا التلسكوب يختلفُ عن غيره من حيث: حَجمه الصغير، وفعاليّته، ومن الجدير بالذكر أنّ الجمعيّة الملكيّة طلبت من نيوتن عام 1671م عَرضاً لتلسكوبه، الأمر الذي شجَّعه على نَشر ملاحظاته المُتعلِّقة باللون، والضوء ، والبصريّات جميعها عام 1672م.
- اكتشفَ نيوتن أنّ الضوء الأبيض هو: خليطٌ من الألوان التي يمكن فَصْلها، وإعادة تجميعها، علماً بأنّ هذا الاكتشاف أحدَثَ ثورةً في عِلم البصريّات.
- اعتمدَ نيوتن على تجاربه المَبنيّة على المنشور في تطوير نظريّة اللون، والتي تتحدَّث عن أنّ اللون ناتجٌ عن تفاعُلٍ بين الضوء، والأجسام.
- استنتجَ نيوتن أنّ شكل الأرض ليس كُرويّاً، بل هو مُنبسِط.
وفاة إسحاق نيوتن
عاش إسحاق نيوتن نهاية حياته برفقة ابنة أخته في إنجلترا، في منطقة كرانبيري بارك (بالإنجليزيّة: Cranbury Park)، بالقُرب من وينشستر (بالإنجليزيّة: Winchester)، وقد كان نيوتن -بفَضل اكتشافاته- رجلاً ثريّاً، كما أنّه كان من أشهر الرجال في أوروبّا، وممّا يجدر ذِكره أنّه لم يبخل على الأعمال الخيريّة، بل كان يُقدِّم الدعم لها، وعندما أصبح نيوتن في الثمانين من عُمره، أصبح يشكو من اضطرابات في الهَضم ، فعَمِد إلى تغيير نظامه الصحّي، وفي عام 1727م، أُصِيب نيوتن بألم في بطنه أدّى إلى فُقدانه للوَعي، وتُوفِّي في اليوم التالي لمَرضه، حيث كان يبلغ من العُمر 84 عاماً، وبالنظر إلى ما خَلَّفه نيوتن من ثروة عِلميّة كبيرة جعلته من العُظماء في عَصْره، فقد وضعه الكثيرون في مُقارنة مع كُلٍّ من أرسطو طاليس، وأفلاطون ، وغاليليو.