التوابع في اللغة العربية
ما هي التوابع في اللغة العربية؟
سار النحو العربي على نظريتين في آن واحد، هما: نظرية المعنى ونظرية العامل، والتابع عند النحويين: هو الاسم الذي يتبع ما قبله من حيث الإعراب؛ فالتبعية عندهم هي تبعية للعامل، فبأثر من نظرية العامل ذهبوا إلى أن التابع إنما يرتفع، أو ينتصب، أو يُجر؛ لأنه يقع عليه أثر العامل.
فالتابع عندهم: هو كما يوضحه ابن السرَّاج: "فجميع هذه تجري على الثاني ما جرى على الأول من الرَّفع والنصب، والجر. وتطورت التعريفات والمفاهيم وتوضحت المصطلحات واستقرَّرت عند المتأخرين من النحوين، ومن هذه التعريفات ما ذكره ابن يعيش بقوله: "هي الثواني المساوية للأول في الإعراب، ومشاركتها له في العوامل".
وعلى هذا المفهوم سار جميع النحويين في فهمهم للتابع، دون أن يلتفتوا إلى الجوانب المعنوية عند تعريفهم للتوابع والتبعة، فإن العامل في هذه الأشياء لا يعمل من جهةٍ واحدة، وهو خمسة أضرب: تأكيد، وصفة، وبدل، وعطف بيان، وعطف بحرف، ولم نجد من النحويين القدماء، من خرج على هذا المفهوم وعلى نظرية العامل في دراستهم للتوابع والتبعية بشكل عام.
فدرسوا التوابع (النعت، والعطف، وعطف البيان، والبدل، والتوكيد).
أقسام التوابع في اللغة العربية
يمكننا بعد تتبع ما ذكره النحاة من أحكام للتوابع أن نخلص إلى أهم الصفات التي اشتركت فيها، وهي: المطابقة في العلامة الإعرابية التي تعد أهم عنصر تشترك فيه التوابع الأربعة.
الرتبة يمكن القول إن التوابع عناصر لغوية ذات نظام رتبي، إذ رتبة التابع التأخير عن المتبوع فلا يتقدمه، وهذا ما تخضع له التوابع جميعًا؛ لأن مبدأ الإعراب فيها يتوقف على فكرة التبعة التي تقتضي: أن يكون المتبوع تأثر بالعامل قبله ثم يأتي أثره فيها بعده.
النعت
وهو ما يذكر بعد اسمه ليصفه في أحد أوضاعه أو يصف ما يتعلق به، وتكمن فائدة النعت أنه يوضح إذا كان الموصوف معرفة نحو: مررت بعليٍّ الخياط، والتخصيص إذا كان الموصوف نكرة نحو: زرت رجلًا عالمًا، والمدح نحو: كنت عند صديقي الوفيِّ، والذم نحو: تصدوا للعدوِّ المجرمِ، الترحم نحو: اللهم ارحم عبدك المسكينَ، والتوكيد نحو قوله تعالى: ( تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ) .
يقسم النعت إلى قسمين هما النعت الحقيقي ، والنعت السببيّ، الذي يمكن التفرقة بينهما فيما يلي:
النعت الحقيقي
هو ينعت اسمًا سابقًا له ويتبعه في الإعراب ويأتي على ثلاث أوجه وهي: النعت الحقيقي المفرد نحو: هذا عالمٌ صادقٌ، النعت الحقيقي الجملة نحو: هذه أرضٌ، مراعيها خصبةٌ، والنعت الحقيقي شبه الجملة نحو: هذه طائرةٌ فوق السحاب.
النعت السببي
ينعت اسمً بعده يشمل: على ضمير يعود على المتبوع، ولكنه يتبع ما قبله في الإعراب، ويغلب عليه أن يكون وصفًا مشتقًا، مثل: اسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة وصيغة المبالغة نحو: هذا كتابٌ كثيرةٌ فوائده.
قد يقطع النعت، عن كونه تابعًا لما قبله في الإعراب، إلى كونه خبرًا لمبتدأ محذوف، أو مفعولًا به لفعل محذوف، والغالب أن يفعل ذلك بالنعت، الذي يؤتى به لمجرد المدح أو الذم أو الترحم نحو: (الحمد لله العظيمُ أو العظيمَ)، فالرفع على انه خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير هو العظيمُ، والنصب على أنه مفعول به لفعل محذوف والتقدير أمدح العظيمَ.
التوكيد
وهو تثبيت الشيء في النفس، وتقوية أمره، والغرض منه إزالة ما علق في نفس المخاطب من شكوك، وإماطة ما خالجه من شبهات، والتوكيد تابع يكمل معنى المتبوع متممًا له مؤكدًا لمعناه.
ويطلق التأكيد اصطلاحًا على معنيين: أحدهما التقرير أي جعل الشيء مقررًا في ذهن المخاطب، وثانيهما اللفظ الدال على التقرير أي اللفظ المؤكد الذي يقرر به وهو ما قصدوه بقولهم: "التأكيد لفظ يفيد تقوية معنى لفظ آخر، وهو أعم من أن يكون تابعًا له".
ينقسم التوكيد إلى نوعان الأول التوكيد اللفظي ويكون بتكرار اللفظ المراد توكيده إما بلفظه أو بنص آخر مرادف له نحو: جاء الليلُ الليلُ، والنوع الثاني التوكيد المعنوي.
ويقسم التوكيد المعنوي حسب الألفاظ إلى نوعين هما:
- ألفاظ أصلية في التوكيد المعنوي، وهي: نفس، عين، كلا، كلتا، كل، جميع، عامة، وكلها يشترط في توكيده أن تكون متصلة بضمير يعود على المؤكد ويطابقه، نحو: جاء الضيف نفسهُ، جاء الضيفان أنفسهما.
- ألفاظ ملحقة بألفاظ الأصلية، وهي: أجمع، وجمعاء، وأجمعون، جُمع، نحو: جاء الركبُ كله أجمعُ، وقد سميت ملحقة؛ لأن الكثير الفصيح في استعمالها أن تقع مسبوقة بلفظة كل فنقول: جاء الناس كلهم أجمعون.
فالتوكيد تابع مكمل لمعنى الجملة، ووظيفته الأساسية هي إزالة الشك والبس عند المخاطب، فاللفظ الأول (المؤكَّد) إذا اكتفى به المتكلم كان المعنى تامًا واضحًا إلى حدٍ ما، وكذلك يكون الكلام تامًا إذ اكتفى بالكلمة الثانية، إلا أنه عند ضم الكلمتين، يفيدان التوكيد، سواء أكان التوكيد لفظيًا أم معنويًا نحو: (جاء زيدٌ زيدٌ)، و(جاء زيدٌ نفسُهُ)، و(لقيتُ القومَ أكثرَهُم).
وهو تابع يتبع ما قبله، فالحكم على المؤكد أنه متحدَّث عنه (مسند إليه)، أو مضاف إليه، أو فضلة حكم على التوكيد أيضًا، إذ يتبع الاسم الذي قبله ذلك؛ لأنَّ معناهما واحد، فيتبعه: في الإعراب في الرفع والنصب والجر؛ لأنَّ الرفع علم الإسناد، والجر علم الإضافة، والنصب علم المفعولية.
البدل
عرف سيبويه البدل بقوله: "هذا باب من الفعل يستعمل في الاسم، ثم يبدل مكانه ذلك الاسم أخر، فيعمل فيه كما عمل في الأول وذلك نحو: رأيت قومك أكثرهم "، ثم عرفه ابن جني قائلًا: "اعلم أنّ البدل يجري مجرى التوكيد في التحقيق والتشديد، ومجرى الوصف في الإيضاح والتخصيص".
وقال ابن برهان العكبري: البدل أحد التوابع إلا أنه في تقدير جملتين في الأصل، إذا قلت: (ضربتُ زيدًا رأسه)، فالأصل ضربتُ زيدًا، ضربتُ رأسه فحذفت (ضربتُ) الثانية، وانتصب (رأسه) بـ "ضربتُ" الأولى "إلى أن عرفه ابن مالك أنه "التابع المقصود بالحكم بلا واسطة".
وللبدل عدة أنواع في اللغة العربية، ولا يخلو البدل أن يكون مثل المبدل منه أو نفسه، فيسمى بدل كلّ من كلّ، أو جزء منه فيكون بدل بعض من كلّ، أو يكون معنى فيه، فيكون بدل اشتمال، أو غير هذه الأقسام، فيسمى بدل الغلط.
يتبع البدل المبدل منه في الإعراب نحو: جاء أبوبكر خليفةُ المسلمين، فكلمة خليفة: بدل مطابق مما قبلها تتبعه في الإعراب.
العطف
العطف هو أحد التوابع، لكنه يختلف عن تلك الأنواع فتلك الأنواع، تتبع ما قبلها بغير واسطة، أما المعطوف فلا يُتبع إلا بواسطة حرف عطف، ويكون فيه الثاني غير الأول، ويأتي بعد أن يستوفي العامل عمله، فلم يتصل إلا بحرف، بخلاف التوكيد والبدل والصفة.
أطلق البصريون على هذا النوع من التوابع: مصطلح العطف، أما الكوفيون فقد أطلقوا عليه: مصطلح عطف النسق، ويظل مصطلح النسق غائبًا عن العقل، وقد يظنّ بعضهم أنّ عطف النسق، جزء آخر من العطف الذي يعرفه، وإنما هو العطف نفسه، والنسق هو الترتيب، وحروف النسق هي حروف العطف نفسها.
وللعطف ثلاثة أقسام هي: العطف على اللفظ، وهو الأصل، العطف على المحل، والعطف على التوهم، وشرط جوازه صحة دخول ذلك العامل المتوهم، وشرط حسنه كثرة دخوله هناك.
تقسم حروف العطف إلى قسمين هي: قسم يشارك بين المعطوف والمعطوف عليه في الحكم، والإعراب، ويشمل الواو، والفاء، وأم، وثم، وأو، وقسم يشارك بين المعطوف والمعطوف عليه في الإعراب، دون الحكم ويشمل: بل، لا، لكن.
و حروف العطف هي حروف معان تدل على معنى في غيره ، وتقتضي إشراك ما بعدها، ما قبلها في الحكم الإعرابي فمثلًا: إذا كان الأول مرفوعًا، يكون الثاني مرفوعًا، وإذا كان الأول منصوبًا فالثاني يكون منصوبًا وهكذا، ومن هنا يتبين لنا: أن حروف العطف تشرك الأول والثاني في الحكم الإعرابي.
أمثلة على التوابع
- أكلتُ الرغيفَ ثلثَهُ.
ثلثه: بدل بعض من كل (المبدل منه "الرغيف") منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني على الضم ، في محل جر بالإضافة.
- مررتُ بامرأةٍ حسنٍ أبوها.
حسن: نعت مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
- انتصر خالدٌ ويوسفُ.
ويوسف: الواو: حرف عطف، ويوسف: اسم معطوف على (خالد)، مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- الأمةُ العربيةُ واحدة.
العربية: نعت حقيقي مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- حضر المعلمان أنفسَهُما.
أنفسهما: توكيد معنوي مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني على الضم، في محل جر بالإضافة، والميم حرف عماد، والألف للتثنية.
- قوله تعالى: ( قالوا لَبِثنا يَومًا أَو بَعضَ يَومٍ).
أو: حرف عطف، بعض: معطوف على (يومًا) منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
- الأمةُ الأمةُ واحدةٌ.
الأمة: توكيد لفظي مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- قوله تعالى: ( إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا).
حدائق: بدل كل من كل للمبدل منه (مفازا) منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو ممنوع من الصرف ، لأنه جمع على صيغة منتهى الجموع على وزن مفاعل.
- رأيتُ تلميذًا محمودةً أخلاقه.
محمودة: نعت منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- نظرتُ إلى السفينةِ شراعِها.
شراع: بدل (بعض من كل) مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مضاف، الهاء: ضمير مبني في محل جر مضاف إليه.
- قوله تعالى: ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ)
قتال: بدل اشتمال للمبدل منه (الشهر) مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
- قوله تعالى: ( فَأَنجَيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ).
الواو: حرف عطف، من: اسم موصول معطوف على الضمير المتصل الهاء في (أنجيناه) اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
- جُرحَ الجنديُّ صدرُه.
صدَرُ: بدل (بعض من كل) مرفوع وعلامة رفعه الضم الظاهرة على آخره، وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل مبني في محل جر إليه.
تدريبات على التوابع
فيما نستعرض سويًا مجموعة من أهم التدريبات على التوابع:
صوب الخطأ في الجمل التالية:
- عملٌ يفيدَ المجتمع.
- حضر الصديقُ والضيفَ.
- جاءت الضيفةُ نفسهُ.
- أعجبني عليٌّ علمَه.
- قدم الحجاجُ حتى المشاةَ.
- حضرَ القائدُ أنفسهم إلى المنصة.
- سقط الشجرُ ثمرَهَ
- شاهدتُ الجنودَ أنفسُهم منتظمين.
- تمتعتُ بالبستانِ أريجُه.
- سافر زيدٌ ثم أحمدْ.
- رأيتُ التمساحَ التمساحُ.
- هؤلاء نسوةٌ مهضومات حقوقُهم.
اضبط الكلمات التي تحتها خط:
- قوله تعالى: ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ( 6) صِرَاط الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ)
- التلميذُ المجتهد يهتم بدروسه حتى السهل منها.
- تسلقتُ شجرةً عالية أغصانها.
- قال الشاعر مسكين الدرامي: أَخاكَ أَخاك إِنَّ من لا أَخاً لَه ** كساعٍ إلى الهيجا بغير سلاحِ.
- هذا منزلٌ ضيق.
- قوله تعالى: (كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكا)
- قوله تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلّها مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ)
- جاء الرجالُ الكريمة أمهم.
- هؤلاء مناضلاتٌ قديرات.
- هذا الكتاب مفيدٌ.
- كتبتُ الدرسَ نصفه.
املأ الفراغ:
- هززنا الشجرة........... سقط ثمرها.
- تلألأت السماءُ............
- قشرتُ التفاحَ و.............
- اشتريتُ الحصانين.........
- سلخ الجزار الشاة..........
- ما غرستُ نخلًا لكن...........
- أمضينا ساعة في حفلة..............
- بنى الهرم الأكبر الملك..............
- العقلاء............ يكرهون الشقاق.
- سنجلس......... تحت الشجرة.
- أعرف طالبًا......... خلقه.
- قدمتُ له الطعام........ أكله.
- أبوه وأخوه.......... يعطفان عليه.
- ضايقني الصيف...........
- الصديق.......... أول الخلفاء الراشدين.