خصائص الإنترنت الآمن للأطفال ومدى أهميته
مفهوم الإنترنت الآمن للأطفال
يشير مفهوم الإنترنت الآمن للأطفال إلى الحفاظ على أمان الطفل عند استخدام الإنترنت، وتمتّعه بتصفّح يضمن حمايته من الآخرين، ومن الأضرار والمخاطر الموجودة على الشبكة العنكبوتية، المتمثلة في التعرف على معلوماته الشخصية، أو الاحتيال عليه، أو غيرها.
تفرض الحكومة الفيدرالية قانونًا خاصًا بأمان الأطفال عبر الإنترنت وحماية خصوصيتهم، وذلك للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 13 عامًا عندما يكونون على اتصال بالإنترنت، وذلك من ثلاثة أوجه؛ الأول: هو منع أي شخص من الحصول على أية معلومات شخصية عن الطفل دون معرفة أحد والديه أولًا وأخذ موافقته، والثاني: هو إلزام مواقع الويب المختلفة بتوضيح سياسات الخصوصية الخاصة بها، والحصول على موافقة والديْ الطفل قبل جمع أي معلومات شخصية عنه؛ مثل: الاسم، أو العنوان، أو رقم الهاتف، وما إلى ذلك، والثالث: هو فرض الحظر على أي موقع يطلب الكثير من المعلومات الشخصية حتى لو كان هذا الموقع يقدّم الألعاب أو المسابقات.
أمّا الإنترنت الآمن للأطفال من ناحية تقنية، فيشمل توفير الشركة المزوّدة للإنترنت مجموعة من أدوات الحماية عبر الإنترنت للمستخدم؛ أهمها خيارات تحكم الوالدين، والهدف منها تحكم الآباء في وصول أطفالهم إلى محتوى يخص البالغين، وحمايتهم من المحتالين عبر الإنترنت، يمكن للمستخدم كذلك استخدام برامج خاصّة تمنع الأطفال من الوصول إلى المواقع المحظورة، وتقيد إرسال المعلومات الشخصية عبر الإنترنت، وهناك برامج أخرى وظيفتها الأساسية مراقبة نشاط الطفل عبر الإنترنت وتتبعه.
أهمية تعامل الأطفال مع إنترنت آمن
تكمن أهمية تعامل الأطفال مع إنترنت آمن في حمايتهم من العديد من المخاطر، والتي تتمثل فيما يأتي:
- مخاطر المحتوى: تشمل هذه المخاطر جميع المواد التي قد يجدها الطفل وتسبب له الإزعاج، أو الاشمئزاز، أو غير ذلك، مثل ظهور محتوى جنسي في الألعاب، أو ظهور بعض المقاطع التي تحتوي على مشاهد إباحية، أو حتى ظهور محتوى يشير إلى العنف بشكل أو آخر؛ مثل العنف مع الحيوانات، أو العنف الجسدي، أو العنف اللفظي.
- مخاطر الاتصال: الخوف من هذا النوع من المخاطر يكمن في اتصال الأطفال بأشخاص لا يعرفونهم على أرض الواقع، أو مع أشخاص بالغين يدّعون أنهم أطفال عبر الإنترنت، ويكون الهدف من هذا الاتصال إقناع الأطفال بمشاركة معلوماتهم الشخصية، أو ظهور رسائل منبثقة تطلب من الطفل بعض التفاصيل عنه، والخطورة الأكبر تكمن في طلب الشخص الآخر الالتقاء شخصيًا بالأطفال بعد إقناعهم بأنّهم أصدقاء.
- مخاطر السلوك: تشمل هذه المخاطر تعلم الأطفال إيذاء الآخرين، مما يؤثر على سلوكهم الطبيعي مع الأطفال من حولهم، أو قد يكون الطفل ضحية لهذا النوع من السلوك.
- مخاطر العقود: تشمل هذه المخاطر موافقة الأطفال على تسجيل عقود أو شروط لا يعلمون طبيعتها أو لا يفهمونها؛ مثلًا قد تظهر للطفل رسالة منبثقة لا يعرف مضمونها، وينقر زر السماح، وبناءً عليها تُرسل رسائل تسويقية غير ملائمة للأطفال أو يُصبح ممكنًا جمع بعض البيانات الشخصية أو العائلية عنه، وقد يتعرض الطفل إلى لعبة أو تطبيقًا غير آمن، مما يعرّضه لسرقة الهوية والاحتيال.
إضافةً إلى ذلك، واستنادًا إلى استطلاع أجرته منظمة اليونيسف عام 2019م، خلص إلى أنّ 57% من الأطفال يقلّدون الأشخاص الذين يشاهدونهم على الإنترنت في وسائل التواصل الاجتماعي -سواء آمنًا أم لا-، من إعلاميين، أو ممثلين، أو صناع محتوى، دون أية قيود أو شروط تحكمهم.
وفي دراسة أجراها المعهد الوطني للصحة (NIH) عام 2018م لبيان تأثير الإنترنت -سواء آمنًا أم لا- على دماغ الطفل وعلاقة الإنترنت بتراجع التحصيل الأكاديمي للطفل، وأشارت الدراسة إلى أنّ الأطفال الذين يمضون أكثر من ساعتين من يومهم أمام الإنترنت تنخفض لديهم مستويات التفكير النقدي والإبداعي واللغوي، وتنخفض كذلك مهاراتهم الاجتماعية مع من حولهم، إضافة إلى ذلك أشارت نفس الدراسة التي أجريت على الأطفال الذين يمضون على الإنترنت أكثر من سبع ساعات يوميًا إلى إصابة الأطفال بترقق في قشرة الدماغ، وهي منطقة في الدماغ مرتبطة بالتفكير النقدي والاستدلال.
وتكمن أهمية تعامل الأطفال مع إنترنت آمن في حمايتهم من مخاطر المحتوى التي تعرض بعض المواد التي تسبب الإزعاج أو الاشمئزاز أو غيرها، وكذلك مخاطر الاتصال بالغرباء، ومخاطر السلوك المنطوية على إيذاء الآخرين، بسبب رؤية مشاهد عنف مثلًا، ومخاطر الاشتراك في عقود على الإنترنت دون قصد.
خطوات لتحويل المتصفح العادي إلى متصفح آمن للأطفال
يستطيع الأهل إجراء بعض التعديلات على إعدادات متصفح الويب الذي يمنح الطفل إمكانية الوصول إلى الإنترنت، ولكن هذه الطريقة خاصة بجوجل كروم فقط، وذلك كما يأتي:
- يجب أولًا تفعيل أدوات الرقابة الأبوية من خلال الانتقال إلى: www.google.com/preferences.
- تحديد مربع تفعيل البحث الآمن (SafeSearch)، وذلك بهدف تصفية محتوى البالغين من نتائج البحث، هذا المربع موجود في الجزء العلوي من الشاشة.
- النقر فوق حفظ (Save) في أسفل الصفحة.
ويمكن إنشاء حساب مستخدم للإشراف، والهدف منه معرفة صفحات الويب التي يصل إليها الطفل، وذلك وفقًا لما يأتي:
- النقر فوق قائمة (Menu).
- النقر فوق إضافة شخص (Add Person).
- إعداد ملف التعريف للحساب عن طريق إضافة الاسم والصورة.
- تحديد المربع الظاهر على الشاشة بهدف التحكم في صفحات الويب التي يمكن للطفل الوصول إليها ومشاهدتها.
- النقر فوق إضافة (Add).
كما يمكن إضافة بعض المواقع المسموح بها أو حظر بعض المواقع غير المسموح بها للأطفال، وذلك بالطريقة الآتية:
- الانتقال إلى لوحة التحكم الخاصة بحساب الإشراف.
- النقر فوق أذونات (Permissions).
- النقر فوق إدارة (Manage).
- تحديد مواقع محددة للطفل في قسم السماح.
- لحظر موقع يُمكن وضع الرابط الخاص به (URL) في المكان السابق مع إشارة *.
ومن أهم المتصفحات الآمنة الخاصة بالأطفال، التي يمكن للآباء اعتمادها بدلًا من تحويل المتصفح الرئيسي لمتصفح آمن ما يأتي:
- متصفح كيدل (Google Kiddle): الذي يعد أحد أكثر متصفحات ويب الأطفال شيوعًا.
- متصفح كيدوز (Kidoz): الذي يمنع الشراء داخل التطبيق، ويتميز بخلوه من أي إعلانات.
- متصفح زاك (ZAC): هذا المتصفح خاص بالأطفال المصابين بمرض التوحد.
- متصفح كيدركس (KidRex): الذي يقتصر على تقديم المحتوى الملائم للأطفال، فلا توجد خيارات للصورة، أو الموسيقى، أو الفيديو.
نصائح لتحقيق الرقابة الذاتية عند الطفل عند تصفحه للإنترنت
هناك بعض النصائح المفيدة لتحقيق الرقابة الذاتية عند الطفل خلال تصفحه للإنترنت، ندرجها فيما يأتي:
- متابعة الأنشطة التي يقوم بها الأطفال بين الحين والآخر عبر الإنترنت والانخراط معهم في مشاهدة نشاطاتهم.
- التنبيه على الأطفال بين الحين والآخر بعدم نشر أي صور شخصية لهم.
- التكرار على مسامع الأطفال بعدم الكشف عن أي معلومات شخصية خاصة بهم؛ كالعنوان، أو رقم الهاتف، أو اسم المدرسة، التي يدرس بها أو موقعها.
- التأكيد على الأطفال بعدم مشاركة كلمات المرور مع أي أحد آخر بخلاف الوالدين.
- التنبيه على الأطفال بعدم الموافقة على الالتقاء وجهًا لوجه مع أي شخص قابله عبر الإنترنت دون أخذ موافقة من أحد الوالدين.
- تعليم الأطفال عدم الرد أبدًا على أي بريد إلكتروني، أو رسالة، أو منشور، أو رسالة تهديد، قد تصل إليهم.
- التنبيه على الأطفال بضرورة إخبار أحد الوالدين عن أي اتصال أو محادثة كانت مخيفة أو مؤذية بالنسبة لهم.
- لا بد على الآباء من التعامل بحزم مع الأطفال في حال كان هناك أي تبادل للمعلومات غير مريح عبر الإنترنت، مما يؤكّد للطفل جدية الموضوع، وبالتالي تعزيز الرقابة الذاتية لديه.
أسئلة شائعة عن تصفح الأطفال الآمن للإنترنت
هل يمكن تفعيل مأمونية التصفح من مزود الخدمة في الدولة نفسها؟
تستخدم كثير من شركات الاتصال شبكة خاصة افتراضية آمنة تعُرف بـ(VPN)، والتي يمكن من خلالها الحصول على إنترنت أكثر خصوصية، إذ تضمن الشركات المزودة للخدمة خصوصية الأشخاص عبر الإنترنت، وتوفر سياسات خصوصية على مستوى عالٍ من الشفافية، الغرض الأساسي من استخدام VPN هو إخفاء العنوان الخاص بالمستخدم، وإخفاء أي معلومات شخصية خاصة به كالعمر، أو الحالة الاجتماعية، أو مكان السكن، وما إلى ذلك، مما يوفر حماية أكبر للمستخدم.
كيف يتصرف الأهل لو شاهد الطفل محتوى غير مناسب على الإنترنت؟
في معظم الأوقات، تؤدي مشاهدة الطفل لمحتوى غير لائق لسنه إلى شعوره بالارتباك، والخوف، وعدم القدرة على فهم ما رأى، والأهم من ذلك عدم قدرة الطفل على معالجة ما شاهده، وهنا يأتي دور الأهل في التدخل والتصرف بشكل إيجابي وصحيح، ويكون ذلك باتباع الاستراتيجيات الآتية:
- الحفاظ على الهدوء: شعور الأهل بالغضب سيجعل الطفل قلقًا وسيشعر بأنّه في ورطة، لذا يجب على الأهل الحفاظ على الهدوء، والابتعاد عن أي عقاب.
- الاستماع للطفل: يجب على الأهل إعطاء فرصة للطفل لتوضيح الطريقة التي عثر بها على المحتوى غير المناسب، ومعرفة هل تم ذلك عن طريق الصدفة أم بحث الطفل عنه، هذه الخطوة ستمكن الأهل من تحسين إجراءات الأمان على المتصفح.
- تفهّم الطفل وطمأنته: بعد الاستماع لمشاعر الطفل كاملة حيال ما رآه، سواء الخوف، أو الاشمئزاز، أو الفضول، أو الخجل، أو المفاجأة والصدمة، يجب تفهّم مشاعره التي صرّح بها وطمأنته، والانتظار قليلًا قبل البدء بالحديث عن الموقف، وفي حال عدم رغبة الطفل في التحدّث يجب تشجيعه باستمرار على ذلك، أو الاستعانة بمختص.
- الحديث عن المحتوى غير المناسب: يتوجب على الأهل الحديث مع الطفل حول المحتوى غير المناسب بالاعتماد على ماهيته؛ فمثلًا إذا كان المحتوى جنسيًا يُمكن توضيح مفهوم الجنس له بما يتناسب مع عمره، وتوضيح سبب ممارسته وإخباره بما هو صحيح وجيّد، وما هو خاطئ وسيئ، وفي حال مشاهدة محتوى عنيف خيالي، يُمكن إخباره بأنّ هذا المحتوى غير حقيقيّ ولا يُمكن حدوثه إطلاقًا، أمّا إذا كان المشهد العنيف حقيقيًا لهجوم إرهابي مثلًا فيُمكن إخباره أنّه يعيش في بيئة آمنة ووطن آمن خالٍ من هذه الأحداث.
- الوصول إلى حل: من واجب الأهل تعليم أطفالهم طريقة استخدام الإنترنت بشكل آمن، وتوجيههم للابتعاد عن استخدام الكلمات الأساسية التي تؤدي إلى هذا النوع من المواد غير المرغوبة، إضافة إلى تجنب الأصدقاء والأقارب والجيران الذين يشاهدون مثل هذه المواد غير الملائمة، والتحدث مع الطفل بشكل منتظم حول ما يشاهده.
كيف يمكن التحكم في محتوى الإعلانات التي تظهر على الشاشة؟
في حال اكتشف الأهل أنّ ما شاهده الطفل من محتوى غير لائق كان بسبب الإعلانات الظاهرة على متصفحات الإنترنت في كل مكان، يمكنهم الحد من تتبع الإعلانات على النحو الآتي:
- التوجه إلى حساب (Google) الخاص بالمستخدم.
- النقر فوق البيانات والخصوصية (Data & privacy).
- النقر على لوحة إعدادات الإعلان (Ad settings panel) الموجودة في أسفل الصفحة.
- النقر فوق تخصيص الإعلان (Ad personalization).
- تفعيل خيار تخصيص الإعلانات (Ad Personalization).
- تحديد المعلومات الشخصية أو الاهتمامات ضمن خيار كيفية تخصيص إعلاناتك (How your ads are personalized).
- إذا كان المستخدم لا يريد أي إعلانات مخصصة، يجب إيقاف تشغيل (Turn off) تخصيص الإعلانات.
رغم أهمية الإنترنت الكبيرة في العصر الحالي؛ فإنّه يحتوي على كم هائل من المواد غير اللائقة أيضًا، التي يمكن للطفل التعرّض لها نتيجة انتشارها غير المحدود، ومن هنا جاءت أهمية الإنترنت الآمن للأطفال، والذي يهدف إلى حماية الطفل من التعرّض لمحتويات غير مناسبة قد تُلحق الضرر به بأشكال مختلفة، ويُمكن تفعيل خيار التصفح الآمن للإنترنت، عن طريق تعديل إعدادات المتصفّح الرئيسيّ، أو تنزيل متصفحات أخرى خاصّة بالأطفال.