صفات اليهود في سورة الحشر
صفات اليهود في سورة الحشر
أوردت سورة الحشر ضمن آياتها الكريمات جملةً من الصفات التي اتّصف بها اليهود، قال الله تعالى في وصفهم: (لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّـهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ* لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ* كَمَثَلِ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَرِيبًا ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)، وفيما يأتي بيانٌ لأبرز صفات اليهود التي أشارت لها الآيات الكريمة.
الجُبن والرعب
فاليهود دائمو التملّص والهرب من أيّ مواجهةٍ مباشرةٍ، حيث كانوا يُؤمّنون على أنفسهم في قُراهم المُحصّنة، ويختبئون خلفها؛ لشدّة جبنهم وخوفهم، وإذا ما أجبروا على المواجهة فإنّهم لا محالةَ سيجبنون ويفرّون هاربين.
العداوة الشديدة فيما بينهم
فقد وصفهم الله تعالى بأنّ بأسهم بينهم شديدٌ؛ أي تزداد قوّتهم وتشتدّ إذا ما اقتتلوا وتحابوا فيما بينهم، سواءً أكانوا يهوداً ضدّ بعضهم، أو ضدّ منافقين، أمّا حين يُواجهون المؤمنين الحقّ، فإنّهم جُبناء ضُعفاء؛ لأنّ الله تعالى قد قذف في قلوبهم الرعب والخوف.
الاتحاد الظاهري بين اليهود والمنافقين
إنّ الاتحاد والائتلاف الذي يبدو بين اليهود أنفسهم أو بين اليهود والمنافقين ما هو إلّا أمرٌ صوريٌّ ظاهريٌّ؛ فهم على الحقيقة مُتفرّقون ليس بينهم أُلفة، ولا تعاضد صادق، ويعود سبب ذلك، إلى أنّ قلوبهم واهنة، ليس فيها ذرّة إيمان حقّ.
صفات أخرى لليهود في القرآن الكريم
بيّن الله -سبحانه وتعالى- في كتابه العزيز أنّ اليهود أكثرُ الناس عداوةً وإشعالاً للفتن ضدّ المسلمين، فلم يسلم منهم أحد، حتى أنّهم تكلّموا في حقّ الله تعالى بكلامٍ لا يليق؛ فقالوا نحن أغنياء والله فقير، كما جاء في قوله تعالى عنهم: (لَّقَدْ سَمِعَ اللَّـهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّـهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ)، ومن الصفات الأخرى التي وصفهم القرآن الكريم بها ما يأتي:
- الكذبُ على الله تعالى والصدّ عن سبيله.
- الاعتداءُ، وعدم نهي أنفسهم عن المُنكر.
- نشرُ الفساد والفاحشة في الأرض، ودليل ذلك قول الله تعالى فيهم: (وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّـهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ).
- أكثرُ النّاس حرصاً على الحياة، فقد قال الله تعالى واصفًا إياهم بقوله: (وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ).
- الغدرُ، والخيانة، ونقض العهود، قال الله تعالى فيهم: (فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً).
- أكلُ مال النّاس بالباطل، ووصفه القرآن الكريم بالسحت، وذلك في قوله تعالى: (وَتَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
- قتلُ الأنبياء، حيث عُرف اليهود عبر تاريخ الأمم بقتلهم لأنبياء أرسلهم الله تعالى لهدايتهم، وفي ذلك يقول الله تعالى: (فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بِآيَاتِ اللَّـهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّـهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا).
- كتمانُ العلم؛ إذ إنّهم لم يبلّغوا ما آتاهم الله تعالى من علمٍ في كتابهم كما أمرهم الله تعالى، وقد جاء ذمّهم لفعلهم هذا في قوله تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّـهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ).