التهاب الأذن الوسطى
التهاب الأذن الوسطى
يُعرف التهاب الأذن الوسطى (بالإنجليزية: Otitis media) على أنّه عدوى تصيب الجزء الذي يقع خلف طبلة الأذن، إذ تعرف طبلة الأذن على أنّها غشاء رقيق يفصل الأذن الوسطى عن العالم الخارجي، وتمثل الأذن الوسطى حجرة مجوّفة تقع في عظام الجمجمة، يبطنها غشاء مخاطي من النوع نفسه الذي يبطن كل من الأنف والفم، وتتصل بالمنطقة الخلفية للأنف من خلال ممر ضيّق يُعرف باسم قناة استاكيوس (بالإنجليزية: Eustachian tube)، ويبقى هذا الممر مغلقًا لحين سحبه أثناء حركة البلع، إذ إنّ هذه الحركة تفتح هذا الممر وتسمح للهواء النقي بالدخول إلى الأذن الوسطى، ويمكن أن يسمع بعض الأشخاص دخول دفعة من الهواء النقي على شكل نقرة أو فرقعة، ويعتبر دخول الهواء النقي حاجة ضرورية لتعويض الأكسجين الذي تمتصه بطانة الأذن الوسطى، كما أنّ هذا الهواء يساوي بين الضغط في الأذن الوسطى وبين ضغط الهواء الموجود خارج الرأس.
ويقع داخل الأذن الوسطى ما يُسمّى بالعظيمات الثلاث أو عظيمات السمع (بالإنجليزية: Ossicles)، وهي سلسة من العظام الصغيرة، تُوصل الاهتزازات الصوتية من طبلة الأذن إلى الأذن الداخلية المملوءة بالسائل عبر الأذن الوسطى، ومن ثم تحوّل هذه الاهتزازات إلى إشارات عصبية داخل الأذن الداخلية، لتنتقل إلى الدماغ من خلال العصب السمعي، وفي الحقيقة نشرت مجلة Epidemiol Infect في شهر آب من عام 2014 دراسة أفادت أنّ التهاب الأذن الوسطى الحاد أكثر أنواع العدوى البكتيرية شيوعًا لدى الأطفال، إذ يؤثر في ما يقارب 75% من الأطفال في وقتٍ ما قبل بلوغهم عمر 5 سنوات.
أعراض التهاب الأذن الوسطى
تبدأ أعراض التهاب الأذن الوسطى بالظهور عادةً بعد يومين إلى سبعة أيام من بدء ظهور أعراض نزلة البرد أو غيرها من عدوى الجهاز التنفسي العلوي، ومن الجدير بالذكر إنّ بعض الأطفال لا تظهر عليهم أية أعراض، وتتضمن أعراض وعلامات التهاب الأذن الوسطى لدى الأطفال ما يأتي:
- البكاء أثناء الليل.
- الشعور بألم في الأذن .
- سيلان الأنف، أو التهاب الحلق، أو السعال.
- الحمّى أو ارتفاع درجة الحرارة لأكثر من 38 درجة مئوية.
- شدّ الأذن وسحبها أو فركها.
- تسرّب الدم أو السائل من الأذن، وهذه علامة تدل على تمزق أو انفجار طبلة الأذن.
- ضعف حاسة السمع.
- التهيّج.
- التقيؤ.
- فقدان الشهية .
وأما أعراض وعلامات التهاب الأذن الوسطى لدى البالغين فهي مختلفة، وتتضمن الأعراض الشائعة لديهم ما يأتي:
- ظهور السوائل من الأذن.
- الشعور بألم في الأذن.
- حدوث مشاكل في السمع .
ولمعرفة المزيد عن أعراض التهاب الأذن الوسطى يمكن قراءة المقال الآتي: ( ما هي أعراض التهاب الأذن الوسطى ).
أسباب وعوامل خطر الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى
يبدأ التهاب الأذن الوسطى عادةً بالتزامن مع الإصابة بنزلة برد أو التهاب في الحلق تسببه الفيروسات أو البكتيريا، ومن ثم تنتشر هذه العدوى لتصل إلى الأذن الوسطى عبر المنطقة الخلفية للحلق، إذ ترتبط هذه المنطقة بالأذن الوسطى من خلال قناة استاكيوس-كما ذكر سابقاً-، وتسبب هذه العدوى الانتفاخ وتراكم السوائل، مما يؤدي إلى الضغط على طبلة الأذن ، ومن الجدير بالذكر أنّه على الرغم من إمكانية إصابة أي طفل بالتهاب الأذن الوسطى، إلا أنّ هناك بعض العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر إصابة الطفل بهذا الالتهاب، ومن هذه العوامل نذكر ما يأتي:
- غياب الرضاعة الطبيعية.
- وجود الطفل في مكان حول أشخاص مدخنين.
- ضعف الجهاز المناعي .
- الإصابة بنزلات البرد.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بالتهاب الأذن الوسطى.
- قضاء الوقت في الحضانات أو مراكز الرعاية النهارية.
- رضاعة الطفل من الزجاجة وهو مستلقٍ على ظهره.
ولمعرفة المزيد عن أسباب التهاب الأذن الوسطى يمكن قراءة المقال الآتي: ( ما هي أسباب التهاب الأذن الوسطى ).
تشخيص التهاب الأذن الوسطى
يستخدم الطبيب غالبًا لتشخيص التهاب الأذن الوسطى منظار الأذن (بالإنجليزية: Otoscope)؛ وهو جهاز مضاء لفحص كل من الأذنين، والحلق، والممرات الأنفية، كما من المحتمل أن يستمع إلى نفس الطفل من خلال استخدام السماعة الطبية (بالإنجليزية: Stethoscope)، وذلك لأنه يشخّص عدوى الأذن أو أية حالة مرضية أخرى عادةً اعتمادًا على الفحص البدني والأعراض التي يعاني منها المريض.
منظار الأذن الهوائي
يسمح منظار الأذن الهوائي للطبيب برؤية الأذن، وتحديد فيما إذا كان هناك سوائل خلف طبلة الأذن، إذ ينفخ من خلاله الهواء بلطف على طبلة الأذن، ويتسبب هذا الهواء في حركة طبلة الأذن في الوضع الطبيعي، أما في حال كانت الأذن الوسطى مملوءة بالسائل فيلاحظ الطبيب عدم تحرك طبلة الأذن أو تحركها حركة بسيطة، ويُعدّ منظار الأذن الهوائي عادةً الأداة المتخصصة الوحيدة التي يحتاجها الطبيب لتشخيص عدوى الأذن.
فحوصات إضافية
قد يلجأ الطبيب إلى إجراء فحوصات أخرى في حال لم تستجب الحالة الصحية للعلاجات السابقة، أو في حال وجود أي شك تجاه التشخيص، أو في حال وجود حالات أخرى طويلة الأمد أو مشاكل خطيرة، وتتضمن هذه الفحوصات ما يأتي:
- قياس الطبل: يستخدم قياس الطبل (بالإنجليزية: Tympanometry) في فحص حركة طبلة الأذن، فهو يقيس مدى جودة حركة طبلة الأذن، وذلك من خلال سد القناة السمعية، وضبط ضغط الهواء فيها، إذ إنّ هذا الهواء يتسبب في حركة طبلة الأذن، كما أنّه يزوّد الطبيب بقياس للضغط داخل الأذن الوسطى بشكلٍ غير مباشر.
- بزل الطبلة: يعدّ بزل الطبلة (بالإنجليزية: Tympanocentesis) مفيدًا في حال وجود العدوى التي لم تستجب للعلاجات السابقة، إذ يفحص الطبيب السائل الخارج من الأذن الوسطى للكشف عن وجود البكتيريا والفيروسات، وقد يستخدم خلال هذا الفحص أنبوب رفيع لثقب طبلة الأذن، الأمر الذي يؤدي إلى تسرب السائل من الأذن الوسطى، إلا أنّ هذا الإجراء يُعدّ نادر الحدوث.
- الانعكاس السمعي: يقيس هذا الفحص مقدار الصوت المنعكس عن طبلة الأذن، ففي الوضع الطبيعي تمتص طبلة الأذن معظم الصوت، أما في حال وجود السائل فإنّه كلما زاد الضغط الناجم عن السائل في الأذن الوسطى، كان مقدار الصوت المنعكس عن طبلة الأذن أكثر، ويعدّ هذا الفحص مقياسًا غير مباشر لوجود السوائل في الأذن الوسطى.
- فحوصات أخرى: من الممكن أن يطلب الطبيب تحويل الطفل إلى أخصائي السمع، أو اختصاصي معالجة النطق ، أو اختصاصي معالجة النمو، وذلك في حال إصابة الطفل بشكل متكرر بعدوى الأذن أو تراكم السوائل في الأذن الوسطى، وذلك لفحص السمع، ومهارات النطق وفهم اللغة، وقدرات النمو والتطوّر.
معنى التشخيص
يدل تشخيص عدوى الأذن على ما يأتي:
- التهاب الأذن الوسطى الحاد: إنّ تشخيص عدوى الأذن يدل بشكلٍ عام ومختصر على التهاب الأذن الوسطى الحاد، ويلجأ الطبيب إلى إجراء هذا التشخيص في حال ملاحظته لوجود علامات أو أعراض تدل على وجود عدوى، أو في حال ملاحظته لعلامات وجود سائل في الأذن الوسطى، أو في حال بدء ظهور الأعراض بشكلٍ مفاجئ نسبيًا.
- التهاب الأذن الوسطى الإفرازي: إذا كان تشخيص الطبيب الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى الإفرازي، فيكون الطبيب قد وجد دليلًا على وجود السائل في الأذن الوسطى، بالرغم من غياب أعراض وعلامات العدوى في الوقت الحاضر.
- التهاب الأذن الوسطى القيحي المزمن: إذا كان تشخيص الطبيب هو التهاب الأذن القيحي المزمن فيكون الطبيب وجد عدوى في الأذن طويلة الأمد أدّت إلى تمزق طبلة الأذن، ويرافق ذلك عادةً تسرّب القيح من الأذن.
علاج التهاب الأذن الوسطى
من الممكن أن يوصي مقدم الرعاية الصحية باستخدام الأدوية للتخفيف من الألم والحمّى المرافقة لعدوى التهاب الأذن، ويجدر العلم أنّ علاج عدوى الأذن يعتمد على عمر المريض، وشدة خطورة العدوى، وطبيعة العدوى؛ أي إذا كانت العدوى تحدث لأول مرة، أو أنّها مستمرة، أو متكررة، بالإضافة إلى كون السوائل تبقى داخل الأذن الوسطى لمدة زمنية طويلة، ففي حال كانت العدوى بسيطة وخفيفة فقد يختار مقدم الرعاية الصحية الانتظار لبضعة أيام لمعرفة ما إذا كانت العدوى ستزول من تلقاء نفسها قبل وصف المضادات الحيوية ، ويعتمد ذلك على عمر الطفل، وتجدر الإشارة إلى أنّ العديد من الأطباء يوصون باستخدام المضادات الحيوية التي تقتل البكتيريا في حال وجود التهاب نشط في الأذن الوسطى، وإنّ معظم الأطباء يطلبون عودة الطفل لمتابعة حالته، وإجراء الفحص اللازم للتأكد من زوال العدوى، وينبغي التنبيه إلى ضرورة اتباع تعليمات الطبيب، وأخذ المضاد الحيوي كاملًا عند البدء باستخدامه، ويمكن القول أنّ أعراض العدوى تتحسّن خلال يومين إلى ثلاثة أيام.
ولمعرفة المزيد عن علاج التهاب الأذن الوسطى يمكن قراءة المقال الآتي: ( علاج التهاب الأذن الوسطى - فيديو ).