التنوع الثقافي في مكان العمل
التنوع الثقافي في مكان العمل
يستخدم مصطلح التنوع الثقافي (بالإنجليزية: Multiculturalism) للتعبير عن البيئة التي تضم مجموعة من الأفراد بصفات، وخبرات، ووجهات نظر مختلفة، الناتجة عن اختلاف القيم ، والمبادئ، والعادات، التي تحكم تصرفاتهم، وقد ينشأ التنوع الثقافي في بيئة العمل، ولا بد لذلك أن يُؤثر فيها، ويكون هذا التنوع نتيجة لاختلاف الموظفين في عدة جوانب مثل: العرق، والجنس، والدين، والمستوى التعليمي، وغيرها.
أهمية التنوع الثقافي في مكان العمل
ومن أبرز فوائد التنوع الثقافي في مكان وبيئة العمل:
تحفيز الإبداع والابتكار
عندما يشارك الأشخاص ذوي الشخصيات والخبرات المتنوعة ملخص تجاربهم، وخبراتهم، من أفكار وآراء مختلفة مع بقية أفراد فريق العمل؛ سيساعدهم ذلك على رؤية الأمور من منظور مختلف، والتفكير بطريقة أكثر ابتكارًا لإيجاد حلول جديدة فعالة للمشاكلات التقليدية، و الإبداع في تقديم الخدمات، وإنجاز المهمات.
زيادة الإنتاجية
يتيح تواجد الموظفين من خلفيات ثقافية متعددة ضمن فريق العمل في زيادة الإنتاجية ، نظرًا لإتقانهم للغاتهم الأصلية، وإلمامهم بثقافات بلدانهم، إضافةً إلى المعرفة الواسعة لأسواق بلادهم المحلية، وقوانين العمل فيها، وطبيعة الشركات المنافسة، مما يساهم تجاوز تحديات العمل المختلفة، والتركيز بشكل أكبر على الإنتاجية والإنجاز، مما يُعزز من تفوق بيئة العمل والتوسع في نطاق عملها.
بناء استراتيجيات عمل أكثر ذكاءً
قد تساهم هذه الاستراتيجيات في تجنب الوقوع في أخطاء قد تدّمر العلامات التجارية، أو تعريض سمعة الشركات لأي خطر، كالترجمة غير السليمة التي قد تُخطئ في الوصول إلى الهدف المرجو منها، أو قد تُسيء لأي فئة معينة دون قصد، فيأتي دور فريق العمل المتنوع ثقافيًا في توعية هذا الجانب، ويساهمون في بناء استراتيجيات فعالة تلامس كافة أنواع المجتمعات المختلفة، نظرًا لمعرفتهم التامة في الكيفية التي يحترمون فيها الأعراف، والمعتقدات المتنوعة.
التنوع في المواهب
إن الشركة التي تشجع على التنوع والتنافس بين العقليات والقدرات المتنوعة؛ تخلق وسطاً من التعاون والاحترام المتبادل بين الموظفين المنحدرين من الخلفيات الثقافية المختلفة، إذّ يساهم هذ الأمر دائماً في جذب الأفراد أصحاب المواهب والكفاءات العالية للانضمام إلى هذه البيئة المتنوعة ثقافيًا والمشجعة والمحفزة من قبل أفرادها؛ لأنهم سيشعرون أن مساهمتهم ستظل موضع تقدير من الجميع، إضافةً إلى المحافظة على وجودهم الفعال بفضل هذه البيئة الداعمة والمحتضنة لكافة التوجهات.
توفير منتجات وخدمات مناسبة للفئات المختلفة المستهدفة
تساهم الخبرات والمهارات التي يُضيفها الموظفون الوافدون والتي لم تكن متاحةً لدى الموظفين المحليين في كفاءة الخدمات المقدمة وتوسيع نطاقها، ورفع جودة السلع المقدمة، وتمكين فريق العمل من رصد أي فجوات، أو تغيرات في أنماط الاستهلاك ؛ من أجل وضع خطط فعالة لتحسين المنتجات، وتطوير طرق تقديم الخدمات، وتنفيذها بسرعة وكفاءة عالية؛ مما يضمن التكيف مع كافة متطلبات السوق وسد حاجياته.
تحسين أداء فريق العمل
بفضل تنوع أساليب العمل بالإضافة إلى الخبرات والتخصصات؛ سيتم ابتكار حلولًا للمشكلات بطريقة أسرع وأكثر سهولة، وخلق بيئة من التنافس الفعال الإيجابي بين أعضاء الفريق الواحد ، فيحسن ذلك من أدائهم ويزيد إنتاجيتهم.
خلق بيئة ملائمة للتطور
تجربة العمل ضمن فريق عالمي من التجارب الغنية التي تتركك موظفينها مشبعين بعادات مناطق مختلفة من العالم، منفتحين على مختلف الثقافات والتوجهات، وبالتالي ستجعلهم أقل تعصباً وأكثر تقبلاً للاختلاف، إضافةً إلى الاستفادة القصوى من مختلف الخبرات والمهارات التي تساهم في تكوين شبكة من المعارف تقوم بدورها في فتح العديد من الأبواب، وخلق الفرص التي تعزز من التطور الوظيفي على الصعيدين المحلي، والعالمي للموظفين.
تحديات التنوع الثقافي في مكان العمل
بالرغم من كافة الإيجابيات التي يضيفها وجود التنوع الثقافي على بيئة العمل، إلى أن عملية إدارة فريق العمل المتنوع ثقافياً ليست سهلة ويمكن أن يتخللها العديد من المشكلات والتحديات، نذكر بعضًا فيما يلي:
- الافتقار للبيئة الفعالة: قد تتحقق عملية دمج الموظفين المختلفين في ثقافاتهم ولكن دون أي فاعلية، لذلك قد لا تحدث أي نتائج إيجابية مرجوة على الصعيد المهني، فمن الضروري أثناء تهيئة البيئة المتنوعة ثقافيًا؛ تأهيل كافة أفراد فريق العمل لتقبل واحترام اختلاف الآخر، حتى يشعر كل فرد بالانتماء للفريق ويتمكن من أن يكون على طبيعته، فالدمج أمر ضروري بالتزامن مع تحقيق الفعالية، حتى لا تتكاتف مجموعة من الموظفين مع بعضهم البعض ضد البقية؛ ونتيجة شعورهم بأنهم أقلية مهملة سيتم استبعادهم وإقصائهم عن باقي الفريق.
- حاجز اللغة: ونظرًا لكونها الوسيلة الأولى في عملية التواصل مع أفراد فريق العمل، قد تكون عائقًا أمام التواصل الفعال في حالة انعدام أي لغات مشتركة بين أعضاء الفريق الواحد.
- صعوبة إصدار تصاريح العمل: وتتمثل بصعوبة إجراءات إصدار تصاريح العمل للعمال الأجانب، وتأمين احتياجاتهم، ودمجهم مع المجتمع المحلي، إضافةً إلى تكلفتها الباهظة.
- اختلاف الآداب والسلوكيات: فقد تتعارض بعض الأساليب المتبعة من قبل الأفراد المختلفين ثقافيًا أثناء انتقالهم من مكان العمل ضمن ثقافة معينة، إلى مكان آخر مختلف تمامًا في ثقافته.