التحفيز الذاتي في الإسلام
أنواع التحفيز
التحفيز هو مولد النشاط والفاعلية في العمل، وهو من الطرق النشطة للحصول على أفضل ما لدى الغير؛ سواء كان ذلك يتعلق بالأمور المادية أم المعنوية، وعندما نقرر ماذا نفعل وماذا نمتنع عن فعله يكون هنالك حافزان؛ داخلي وخارجي.
الحافز الخارجي
هو أن يكون لدينا قرار اتخذناه بناءً على شخص خارجي أو فكرة من شخص آخر، فيولد لدينا الطاقة والحماس ليأخذنا إلى إنجاز الفكرة التي تم طرحها علينا لنحصل على إطراء أو ثناء من المحيط، أو لنحصل على عائد مادي سواء كان نقود أو هدية عينية، وبالتالي المؤثر على الفرد خارجي عنه.
المحفز الداخلي
هو اتخاذ قرار بناءً على رغباتنا الخاصة وما نشعر به من داخلنا الصحيح، فنحن نكتسب المهارات والمعارف والخبرات حتى نصل إلى أهدافنا ونحقق الإنجاز الذي نحلم به من داخلنا، وبذلك نحن من داخلنا المحرك والمؤثر الأول على سلوكياتنا.
التحفيز الذاتي في الإسلام
التحفيز بنوعيه نراه في السنة النبوية الشريفة ، فنلحظ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يبرز ويسلط الضوء على الصفات الإيجابية عند أصحابه ليترك الحافز الداخلي يدفع صاحبه لإظهار أفضل ما لديه، مثل أبو بكر الصديق وخالد بن الوليد وغيرهما من الصحابة ليخدم الإسلام والمسلمين مخلصاً نيته لله -تعالى-.
أساليب التحفيز التي اتبعها الرسول -صلى الله عليه وسلم- مع أصحابه الكرام
من أساليب التحفيز التي اتبعها النبي -صلى الله عليه وسلم- ما يلي:
- نرى النبي -صلى الله عليه وسلم- أخذ التحفيز منهجاً في قيادة الصحابة الكرام -رضي الله عنهم- إلى ما فيه الخير والصلاح في دنياهم وآخرتهم، فاتبع أسلوب التحفيز بإظهار الحب والاهتمام لخادمه ربيعة بن كعب الأسلمي، عندما شجعه على الزواج، بسؤاله عن حاجته للزواج أكثر من مرة، وساعده على ذلك من حيث اختيار الزوجة ومهرها ووليمة الزواج.
- حفز عاطفة الأنصار عندما فتح حُنين، وقسَّم الغنائم للمؤلفة قلوبهم فبلغه -عليه الصلاة والسلام- رغبة الأنصار أن يأخذوا من الغنائم شيئاً لهم، فجمعهم وأثنى عليهم بعد الثناء على الله -عز وجل- وقال لهم قولاً ليناً يُرضي قلوبهم وعقولهم، وبذلك حفزهم تحفيزاً معنوياً، أما المؤلفة قلوبهم فاتبع معهم أسلوب التحفيز المادي بإعطائهم الغنائم لحاجتهم لها.
- حفز أصحابه -عليه الصلاة والسلام- فأطلق عليهم ألقاب مناسبة لدورهم في دعوته للإسلام وبناء الدولة، فلقَّب أبا بكرٍ بالصديق، ولقَّب خالد بن الوليد بسيف الله، ولقَّب أبا عبيدة بأمين الأمة ، وغيرهم كثر -رضي الله عنهم وأرضاهم-.
- كان يُحفز بجلساته -صلى الله عليه وسلم- مع أصحابه الكرام -رضوان الله عليهم-، فقد ثبت في سيرته العطرة استخدامه السؤال أكثر من مرة، ليستثير عقولهم -رضوان الله عليهم- ويحفزهم على التعلم والاستزادة من الخير مثل سؤاله عن المفلس، وعن الشهيد من أمته -صلى الله عليه وسلم-.