الأنطولوجيا والإبستمولوجيا
الأنطولوجيا
الأنطولوجيا أو علم الوجود، هي الدراسة الفلسفية للوجود بشكل عام، أو لما ينطبق على كل ما هو حقيقي، أطلق عليها أرسطو اسم الفلسفة الأولى في الجزء الرابع من كتابه الميتافيزيقيا، وأطلق على هذا العلم المصطلح اللاتيني الأنطولوجيا (علم الوجود) الفيلسوف الألماني جاكوب لورهارد (لورهاردوس)، وظهر لأول مرة في أعماله عام 1606 م، ودخل هذا المصطلح في التداول العام بعد أن روج له العقلاني الألماني، فيلسوفكريستيان وولف في كتاباته اللاتينية، في عام 1730 م.
مميزات الأنطولوجيا
مفاهيم الأنطولوجيا المترابطة
تتمثل إحدى المميزات الرئيسية للأنطولوجيا، في أنه من خلال وجود العلاقات الأساسية بين المفاهيم المضمنة فيها، فإنها تتيح التفكير التلقائي حول البيانات، حيث من السهل تنفيذ مثل هذا التفكير في قواعد بيانات الرسم البياني الدلالية، والتي تستخدم علم الوجود كمخططات دلالية.
القدرة على تحديث الأنطولوجيا وتوسيعها
ميزة أخرى قيّمة هي سهولة توسيع علم الوجود، حيث من السهل إضافة العلاقات ومطابقة المفاهيم إلى الأنطولوجيا الموجودة، ونتيجة لذلك، تتطور الأنطولوجيا مع نمو البيانات دون التأثير على العمليات والأنظمة التابعة لها.
القدرة على تنسيق البيانات
توفر الأنطولوجيا أيضًا وسائل لتنسيق البيانات، بما في ذلك البيانات غير المهيكلة أو شبه المهيكلة أو المنظمة، مما يتيح تكاملًا أكثر سلاسة للبيانات، واستخراجًا أسهل للمفهوم والنصوص، والتحليلات المستندة إلى هذه البيانات.
استخدامات الأنطولوجيا
تعزيز المعرفة
نظرًا لأن الأنطولوجيا تحدد المصطلحات المستخدمة لوصف وتمثيل مجال المعرفة، يتم استخدامها في العديد من التطبيقات من أجل تعزيز إدارة المعرفة .
اختبار الفرضيات
تساعد الأنطولوجيا على اختبار الفرضيات، من خلال تصنيف العلاقات المحددة لعلاقة السببية، تثري الأنطولوجيا أيضًا التعدين الدلالي، وتعدين السجلات الصحية، واكتشاف الاحتيال والنشر الدلالي.
نمذجة البيانات
إن الأنطولوجيا هي أطار لتمثيل المعرفة القابلة للمشاركة والقابلة لإعادة الاستخدام، كما أن الأنطولوجيا لها القدرة على وصف العلاقات وترابطهم لنمذجة بيانات عالية الجودة ومترابطة ومتماسكة.
الإبستمولوجيا
الإبستمولوجيا أو نظرية المعرفة، هي دراسة طبيعة ونطاق المعرفة والاعتقاد المبرر وتحليل طبيعة المعرفة وكيفية ارتباطها بمفاهيم مماثلة مثل الحقيقة والاعتقاد والتبرير، كما تتعامل مع وسائل إنتاج المعرفة والتشكيك في ادعاءات المعرفة المختلفة، خاصة فيما يتعلق بالمسائل المتعلقة بإنشاء المعرفة ونشرها في مجالات بحث معينة، كما تطرح الإبستمولوجيا مجموعة من الأسئلة مثل: "ما هي المعرفة؟"، و"كيف يتم اكتساب المعرفة؟"، و"ماذا يعرف الناس؟"، و"ما هي الشروط الضرورية والكافية للمعرفة؟"، و"ما هي هيكلها، وما هي حدودها؟ "، و" ما الذي يجعل المعتقدات المبررة مبررة؟ "، و" كيف نفهم مفهوم التبرير؟ "، و" هل التبرير داخلي أم خارجي لعقل المرء"، وغيرها من الأسئلة المختلفة.
تصنيف الإبستمولوجيا
العقلانية
يعتقد العقلانيون أن هناك أفكارًا بديهية أو فطرية غير مشتقة من تجربة الحس، هذه الأفكار، يمكن تبريرها بالتجربة، وقد تكون هذه الأفكار مستمدة بطريقة ما من بنية العقل البشري، أو قد توجد بشكل مستقل عن العقل ، فإذا كانت موجودة بشكل مستقل، فقد يفهمها العقل البشري بمجرد أن يصل إلى درجة ضرورية من التطور.
التجريبية
يدعي التجريبيون أن المعرفة هي نتاج التجربة الإنسانية، كما تحتل بيانات الملاحظات مكانة بارزة في النظرية التجريبية، وتؤمن التجريبية ببساطة بأن أفكارنا ونظرياتنا بحاجة إلى اختبار مقابل الواقع، وقبولها أو رفضها على أساس مدى توافقها مع الحقائق المرصودة، وعادة ما يسمى هذا بنظرية المطابقة للحقيقة، وعندها تصبح المشكلة المركزية لنظرية المعرفة في تفسير هذه التطابق، كما أن التجريبية مرتبطة بالعلم، بينما قد يكون هناك القليل من الشك حول فعالية العلم، هناك الكثير من الجدل الفلسفي حول كيف ولماذا يعمل العلم، كما كان المنهج العلمي مفضلًا في يوم من الأيام كسبب للنجاح العلمي، ولكن الصعوبات التي واجهتها فلسفة العلم مؤخرًا أدت إلى زيادة التماسك نحو نظرية تماسك الحقيقة.
المثالية
ترى المثالية أن ما يشير إليه الناس ويتصورونه على أنه العالم الخارجي هو بطريقة ما حيلة العقل، وأن البيانات التحليلية، تعتبر صحيحة دون الرجوع إلى العالم الخارجي، كما تعتبر هذه بيانات معرفية نموذجية.
التمثيلية
تقترح الواقعية التمثيلية، أن الناس لا يمكنهم رؤية العالم الخارجي بشكل مباشر، ولكن فقط من خلال التمثيلات الإدراكية له، بعبارة أخرى، الأشياء والعالم الذي يمكن ملاحظته ليس العالم نفسه، بل هو مجرد نسخة طبق الأصل من الواقع الافتراضي الداخلي لذلك العالم.