معنى الاحترام
مفهوم الاحترام
يعتبر الاحترام من أركان منظومة القيم الإنسانية، ويعرّف بأنّه وجهة نظر إيجابية أو شعور بقيمة معينة أو تقديرتجاه شخص أو فكرة ما، يفضي في النهاية إلى إظهار الاهتمام بتلك الأشياء، ويعتمد الاحترام بشكلٍ أساسي على ما يبدُر من الطرف الآخر من تعامل وتصرفات سواء كانت خيّرة أم سيئة، ويندرج تحت هذا العنوان ثلاثة أقسام رئيسة للاحترام تبدأ من احترام الإنسان لذاته، ثمّ احترامه للآخر انتهاءً باحترام الآخر له.
التعريف بعلم الاحترام
يرى الأديبُ العربي عباس محمود العقاد في كتابه "خلاصة اليوميّة والشذور" أنّ الاحترام علمٌ قائمٌ بحدّ ذاته، يستند كغيره من العلوم على مبادئ وأصول، ويشتمل على حقائق وفروض، فعلم الاحترام هو ذلك العلم الذي يدرس أسس المفاضلة بين الناس وتفاوِت أقدارِهم، وهو أعظم العلوم وأجلّها، حيثُ يرى العقّاد أنّ العلوم الأخرى قد يَسهُل على الإنسان تحضيرها وجمعها، أما الاحترام فلا حصرَ له، ولا يمكن للمعَلم أن يُمْليه على الطلبة ويَختزل ما تفرّق منه في منهاجٍ صغير.
أهمية تبادل الاحترام في العمل
يسعى الإنسان دائماً للارتقاء بمكانته، وكسب احترام ومحبة الأشخاص في البيئة المحيطة له، حيث إنّ شعور الفرد بتقدير أفكاره ومشاعره يعطيه دافعاً أكبر للإبداع والإتقان في العمل، ما يعود بالنفع والتقدم على منظومة العمل ككلّ، فإذا توفرّت الظروف سالفة الذكر، فإنّ ذلك يؤدي إلى:
- تقليل الضغوط والتوتر: إنّ تبادل الاحترام بين الموظفين يخفف من التصادمات والمشاحنات، ويرفع مستوى التواصل ويعزز العمل بروح الفريق.
- زيادة الكفاءة والمعرفة: يُعْزى ذلك إلى توفر بيئة صحية لتبادل الأفكار والقدرة على الابتكار، ما يُحوّل الهدف من مصلحةِ الفرد إلى العمل لأجل مصلحة الفريق والمنظومة ككلّ.
كيفيّة احترام النفس والآخرين
إنّ احترام الذات يعني بالضرورة أنْ يحدد الفرد مكانته وقيمته كإنسان، فلا يمكن للذات التي تفتقد إلى الاحترام، أنْ تمنحه للآخرين. واحترام الذات يبدأ بالتحلي بالأخلاق الحميدة كالصدق والوفاء والضمير الحيّ، واختيار أهداف واضحة في الحياة والسعي بكل جهد لتحقيقها، والحرص على اختيار الصديق الذي يؤثر إيجابياً في تصرفاتك وعقليتك، واستمرار التعلم والمعرفة، أما احترام الآخرين فيكون بالاستماع لوجهات نظرهم وأخذها على محمل الجد، ولا يعني ذلك ضرورة الاعتقاد والإيمان بها لكن من الواجب منح الآخرين فرصة للتعبير عن أنفسهم وآرائهم، والاعتذار عند الخطأ، وإبداء الامتنان والشكر لمن يستحقه، والترحيب والابتسامة الصادقة، بالإضافة إلى مشاركة النّاس في مناسباتهم وإِشعارهم بمكانتهم وأهميتهم في حياتنا.