الأدب في العصر الحديث
الأدب في العصر الحديث
الأدب بشكل عام شكل يستخدم للتعبير عن مشاعر الإنسان وعواطفه وإفراغ الأفكار والخواطر والتعبير عنها، وهو مجموعة من النصوص الشعرية أو النثرية التي تكتب بلغة من اللغات، ويشمل الأدب أشكالًا وأنواعاً عديدة تختلف حسب ميول الأديب وأدواته التي يستخدمها، وقد تطور الأدب عبر الالعصور منذ العصر الجاهلي مرورًا بالعصر الإسلامي والعصر الأموي والعباسي وصولًا إلى العصر الحديث.
حدثت نهضة أدبية واسعة في العصر الحديث بعد حالة طويلة من الركود وتحديدًا في القرن التاسع عشر الميلادي نتيجة عوامل عديدة، فارتفعت مكانة الأدب حول العرب والعالم بشكل واضح، وتطور النقد للنصوص الأدبية أيضًا، وتنوع الأدب في هذا العصر ما بين امتداد متطور للفنون الأدبية القديمة وظهور أنواع أدبية جديدة مثل الرواية وأدب الأطفال وشعر التفعيلة والمسرح وغيرها.
عوامل نهضة الأدب في العصر الحديث
وجدت عوامل وأسباب عدة للنهضة الأدبية في العصر الحديث، أهم هذه الأسباب الآتي:
- المدارس
إذا إن كثرة المدارس وانتشارها ساهم في نهضة الأدب الحديث بشكل كبير، لأن المدارس أدت لتوسع العلم ووصوله لعدد كبير من الفئات والقرّاء مما ساهم في اكتشاف المواهب الأدبية اللي انتشرت من خلال المدارس التي اهتمت بها وبالآداب المختلفة.
- الطباعة
وهي وسيلة هامّة لانتشار المعرفة والآداب والعلوم المختلفة، فهي تساعد على إتاحة الأعمال الأدبية بين القراء والمهتمين بالأدب العربي الحديث، وقد أنشئت أول مطبعة عربية في لبنان عام 1610م.
- الصحافة
ساهمت الصحافة بشكل كبير في انتشار الأعمال الأدبية بسبب فتح الصحف والمجلات وانتشارها في الدول العربية، فالصحافة اهتمت بنشر الأخبار الأدبية حول العالم، وكانت مصر سباقة في مجال الصحافة، فأول جريدة عربية ظهرت في مصر عام 1828م في عهد محمد علي.
- الجمعيات العلمية والأدبية
تأسست العديد من الجمعيات العلمية والأدبية التي ساهمت في نشر الأدب وإحيائه وتجميع الأدباء في الحوار، ومن أهم هذه الجمعيات: المجمع العلمي العربي في دمشق، والمجمع الملكي الخاص باللغة العربية.
- المكتبات
ساعدت المكتبات على نشر الأدب من خلال تداول أعمال الأدباء عربيًا وعالميًا، فظهرت الترجمة بسبب الهجرات بين البلدان وتعلم اللغات المختلفة وترجمة الأعمال الأدبية للغة العربية، وكذلك ترجمة الأعمال العربية للغات الأخرى من خلال المكتبات.
أهم الفنون الأدبية في العصر الحديث
تعددت الأجناس الأدبية في العصر الحديث وتطورت، وأهمها الآتي:
- الشعر
ظهر الشعر ونهض من خلال مرحلة الإحياء للشعر العمودي القديم من شعراء مثل محمود سامي البارودي وأحمد شوقي، ثم تطور وظهرت فنون شعرية جديدة مثل الشعر المسرحي والشعر القصصي والشعر الملحمي والشعر الغنائي والشعر التجديدي وشعر التفعيلة وقصيدة النثر.
- المقالة
ظهر فن المقالة في أحضان الصحافة، وتقسم المقالة إلى: سياسية واجتماعية وأدبية حسب مضمونها، وكذلك المقالة الفكرية والنفسية والدينية والسياسية، وتقسم كذلك إلى المقالة الذاتية التي يطرح فيها الكاتب موضوعًا يعكس انطباعه عنه وتظهر فيه العواطف والانفعالات والآراء الشخصية للكاتب، والمقالة الموضوعية التي تطرح موضوعًا من خلال المنطق والعقل والمنهجية المحددة، ومن أشهر كتاب المقالات في العصر الحديث مصطفى لطفي المنفلوطي .
- الخطابة
تتنوع موضوعات وأساليب الخطابة، ومن أشهر الخطباء: أديب إسحاق ومصطفى كامل ومي زيادة، وانتشرت في المناسبات السياسية كالانتخابات والأحزاب والمؤتمرات من خلال التلفاز والمذياع، وبسبب الجمعيات والنوادي والمنابر الأخرى، وأصبحت الخطابة حديثًا تتمحور حول السياسة، بحيث أن الجانب الأدبي شبه يختفي منها ويبقى السياسي، ومن الخطباء السياسيين: الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس حافظ الأسد.
- القصة والرواية
ظهرت القصة منذ القدم على أشكال مختلفة منها الحكايات والمقامات، وهناك القصص القرآني أيضًا، ولكن القصة في العصر الحديث اشتهرت بسبب الاطلاع على آداب الغرب من خلال ترجمة القصص ونشرها في المجلات مع التصرف فيها بما يناسب عقل العربي، ومن ذلك المنفلوطي الذي ترجم رواية ماجدولين من الأدب الفرنسي، وحافظ إبراهيم الذي ترجم البؤساء لفكتور هوجو.
- المسرحية
وقد تطورت بشكل كبير من خلال حركة الترجمة، ومن أشهر كتاب المسرحية عند العرب توفيق الحكيم الأكثر شهرة وإنتاج وتنوع في الاتجاهات، مثل المسرح الاجتماعي مثل مجموعته "مسرح المجتمع"، والمسرح الذهني مثل "أهل الكهف" و" شهرزاد "، وكذلك محمود تيمور وسعد الدين وهبة وغيرهم الكثير.
- السيرة
وتقسم إلى السيرة الموضوعية الغيرية والسيرة الذاتية، وظهرت من خلال الاتصال بالآداب الغربية بشكل كبير رغم وجودها قديمًا، وأول سيرة موضوعية في الأدب الحديث سيرة جبران خليل جبران لميخائيل نعيمة عام 1934م، ومن السير الحديثة أيضًا سيرة حياة الرافعي لسعيد العريان، ومن الأمثلة على السير الذاتية: كتاب "الساق على الساق" لأحمد فارس الشدياق، و"سارة" لعباس محمود العقاد.