الآثار الإيمانية لاسم الله الرزاق
وكلما زاد إيمان العبد شعر بتفضيل الله له بأن رزقه هذه المرتبة العظيمة من الإيمان، قال الله -تعالى-: (أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لاَّ يَشْعُرُونَ)، فالرزق إنما يجتنى بجنة الدنيا من نعيم الإيمان، فهو يقود للرزق الأعظم في جنة الخلد.
والرزق نوعان؛ عام وخاص كما يأتي:
- الرزق العام: وهو رزق الأبدان، وهو لكل من في الأرض، مؤمنون وكفار، وكل ما بسط الله به الرزق في الأرض.
- الرزق الخاص: وهو خاص بالمؤمنون وهو الإيمان و التوحيد والعلم بالله -عز وجل-، ونحوه
الآثار الإيمانية لاسم الله الرزاق
من الآثار الإيمانية لاسم الله الرزاق ما يلي:
طاعة الله وحده
إن الرازق الوحيد في الكون هو الله عز وجل، ولا يحصل الرزق إلا بأمره سبحانه، فالذي يطلب الرزق من أحد غير الله يذله الله بالحرمان، لذلك ازدهرت الدولة الإسلامية في أوائل عهد الإسلام، لأن راية التوحيد كانت تحلق في سمائها فهطلت الخيرات بعظمة التوحيد، قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّـهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ).
الله حاكم الرزق
إن الله متكفل بالرزق لكل ما في السماء والأرض، قال الله -تعالى-: (وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ)، قال ابن كثير: "أي لا تطيق جمعه ولا تحصيله، ولا تدخر شيئاً لغد، اللهُ يَرْزُقُهَا أي يقيض لها رزقها على ضعفها وييسره عليها، فيبعث إلى كل مخلوق من الزرق، ما يصلحه حتى الذر في قرار الأرض والطير في الهواء، والحيتان في الماء".
وهو المتحكم بالرزق يرزق من يشاء لحكمة، ويمنع من يشاء لحكمة هو يرتضيها، وكذلك بسط الرزق على الكفار لا يعني رضى الله عنهم، بل هذا من عدل الله أنه ينعمهم في الدنيا حتى لا يكون لهم شيئا في الآخرة.
الرزق للمؤمنين والكفار
من فضل رحمة الله وعدله أنه لا يحرم الكفار من الرزق بل يرزق الجميع، المؤمنين والكافرين، كما قال الله -تعالى-: (اللهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ القَوِيُّ العَزِيز)، وعن أبي موسى الأشعري قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ليسَ أحَدٌ -أوْ ليسَ شَيءٌ- أصْبَرَ علَى أذًى سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ؛ إنَّهُمْ لَيَدْعُونَ له ولَدًا، وإنَّه لَيُعافيهم ويَرْزُقُهُمْ).
زيادة التقوى والإيمان
الرزق إنما يزيد ب تقوى الله ، والطاعة وعمل الصالحات، قال الله -تعالى-: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ القُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ)، وقال الله -تعالى-: (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ).
وكما أنه ينقص بالمعصية، فالمعاصي تمحق البركة، قال الله -تعالى-: (ظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَرِّ وَالبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ).
التوكل والرزق
يبارك الله عزوجل برزق العبد إذا كان متوكلاً على ربه حق التوكل، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لو أنَّكم كنتُم توَكلونَ علَى اللهِ حقَّ توَكلِه لرزقتُم كما يرزقُ الطَّيرُ تغدو خماصًا وتروحُ بطانًا).
إخراج صدقات الأموال
إن من أسباب زيادة الرزق الصدقة وإخراج زكاة المال، فلا ينقص المال بالصدقة بل يثمر المال ويزداد.
الجنة أعظم رزق
أعظم رزق هو جنة الخلد، فهي ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، قال الله -تعالى-: (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللهُ لَهُ رِزْقًا).