اكتشاف النفط في السعودية
اكتشاف النفط في السعودية
تم اكتشاف النفط في المملكة العربية السعودية على عدة مراحل، نذكرها فيما يلي:
الاكتشاف باستخدام ثقوب الألماس 1917
في صناعة التعدين، تم حفر ثقوب ضحلة لوضع الديناميت في سطح صخري، أو لتحديد سُمك طبقات الفحم، وتجنب وقت وتكلفة دفع الأنفاق الاستكشافية إلى الأرض، وفي عام 1917 أوصى جورج بيرتون مساعد مدير هيئة المسح الجيولوجي في أوكلاهوما، باستخدام مثاقب ألماس لتحديد مواقع الهياكل، ومع انتقال الممارسة إلى صناعة النفط ، تم إجراء الحفر الأساسي في أنماط منتظمة تصل عادةً إلى أعماق أقل من 180 مترًا من أجل إجراء تقييم دقيق للبنية التحتية وتحديد ما إذا كان يوجد نفط أم لا.
الطرق البدائية لاكتشاف النفط عام 1933
في عام 1933، حصلت شركة سوكال على امتياز نفطي لمحافظة الإحساء في المملكة العربية السعودية، حيث بدأ الاستكشاف في فصل الخريف، ولكن عندما قام علماء الجيولوجيا بمسح التضاريس بالسيارة والطائرة، كان مقدار المعلومات التي يمكنهم الحصول عليها حول البنية التحتية الجيولوجية محدود جدًا، فتقليديًا اعتمد الجيولوجيون على المؤشرات السطحية في البحث عن النفط، مثل الخطوط المنحنية والتكوينات الصخرية المكشوفة والتسربات، لكن هذه السمات كانت غائبة إلى حد كبير عن المناطق الصحراوية في السعودية.
بعد ذلك أدّت الأساليب الجديدة مثل المسوحات الزلزالية و الجاذبية والمغناطيسية إلى تعزيز الاستكشاف، ولكن إدخال الحفر الهيكلية كان هو الذي أحدث فرقًا كبيرًا في هذه المرحلة، حيث استلزم ذلك حفر ثقوب ضحلة من أجل تحديد البنية الجيولوجية الأساسية، وهي تقنية تم استخدامها في أماكن أخرى ولكن لم يسبق لها مثيل في المملكة العربية السعودية.
الاكتشاف جنوب غرب الدمام 1938
في عام 1938 كان الدافع للتنقيب هو اكتشاف النفط التجاري في مدينة الدمام، حيث وصلت مجموعة جديدة من الجيولوجيين من الولايات المتحدة الأمريكية إلى السعودية، وكان من بينهم عالم الجيولوجيا نيستور ساندر، وتضمنت واجباته قطع الأشجار ورسم خرائط تسلسل العصر الأيوسيني في مكان يُعرف باسم بقيق جنوب غرب الدمام.
الاكتشاف بطريقة الحفر الهيكلي 1951
في عام 1951، منحت الرابطة الأمريكية لجيولوجيي البترول ميدالية سيدني باور الذهبية لعالم الجيولوجيا ماكس ستينكي، وفي الاقتباس الذي قُرأ على أعضاء الجمعية في سانت لويس تبيّن أن ماكس ستينك اقترحَ طريقة الحفر الهيكلي التي تم تطبيقها على نطاق واسع في المملكة العربية السعودية لاحقًا، وأسفرت هذه الطريقة عن اكتشاف الكثير من النفط، ومن المحتمل أن الأساليب التي طورها في المنطقة أدت إلى اكتشاف احتياطات أكبر من عمل أي جيولوجي آخر، حيث أكدت شركة أرامكو أنه تم العثور على نفط في المملكة العربية السعودية عن طريق الحفر الهيكلية أكثر بكثير من الحفر التي عُثرَ عليها بواسطة طرق أخرى.
حقول النفط في السعودية
تقع معظم حقول النفط السعودية في الجزء الشرقي من البلاد، وفيما يلي أهم هذه الحقول:
- حقل الغوار للنفط: هو أكبر حقل نفط في العالم حيث يقدر الاحتياطي النفطي فيه بحوالي 60-70 مليار برميل من الاحتياطيات المتبقية التي تقدر بنحو 5.8 مليون برميل يوميًا، وهذه الكمية تمثل ما يصل إلى 60% من إنتاج النفط والغاز في المملكة العربية السعودية، ويستمر الحقل بالإنتاج منذ عام 1951م في جنوب غرب الدمام، ويبلغ طوله 160 ميلاً/ 257.5 كم، وعرضه 16 ميلاً/ 25.75 كم.
- حقل السفانية النفطي: هو أكبر حقل نفط بحري في العالم ويقع في شمال مدينة الدمام، ويقدر احتياطي هذا الحقل بـ 37 مليار برميل، والذي بدأ الإنتاج في عام 1951م.
- حقل الشيبة النفطي: يقع هذا الحقل النفطي في الطرف الجنوبي الشرقي من البلاد ويحتوي على احتياطي 14 مليار برميل من النفط، وهو حقل جديد نسبيًا حيث تم استكشافه وتطويره في التسعينيات.
- حقل خريص الضخم: تم تطوير هذا الحقل جزئيًا في الثمانينيات، وأعيد استكشافه لاحقًا، ويقدر الاحتياطي فيه بنحو 27 مليار برميل في حقل خريص وحده، لكن الجيولوجيا الأكثر تعقيدًا تجعل الاستخراج أكثر تكلفة، يُقدر إنتاجه حاليًا بـ 1.2 برميل يوميًا.
- حقل منيفة النفطي: هو حقل نفط بحري اكتُشفَ لأول مرة في خمسينيات القرن الماضي وتم تجديده مؤخرًا، ومن المتوقع أن يضيف 900 ألف برميل يوميًا إلى الإنتاج السعودي، حيث استثمرت شركة أرامكو السعودية حوالي 10 مليارات دولار في المشروع بما في ذلك نظام كبير من الجسور والجزر بالإضافة إلى المنصات وخطوط الأنابيب والتركيبات الأخرى الموجودة عادة في المشاريع البحرية.