اتخاذ القرار وحل المشكلات

اتخاذ القرار وحل المشكلات

اتّخاذ القرار

تعترض الإنسانَ الكثير من الأمور التي تحتاج منه اتّخاذ قرارٍ وإصدار حُكم نهائيّ فيها، ومن هذه القرارات ما يكون قويّاً وصائباً، فتُغيّر مجرى حياة صاحبها وتكون سبباً لنجاحاتٍ مُتواليةٍ، ومنها ما يكون ضعيفاً، لا تُحدِث أيّ تغييرٍ ملحوظٍ يتمنّاهُ مُتَّخذ القرار. وقد بيّن إبراهيم الفقي أنّ القرارات الضّعيفة هي القرارات التي يتّخذها الإنسان ولا يستطيع تنفيذَها، فما هو القرار، وكيف يُتَّخَذ؟ هذا ما سيتمّ التعرُّف عليه في هذه المقالة.

تعريف القرار واتّخاذ القرار

القرار هو (الاختيار القائم على أُسُس موضوعيّة لبديل واحد من بديلَين أو أكثر)؛ بناءً على معلومات وبيانات مدروسة اعتُمِد عليها في الاختيار، ولا يكون القرار بمعزلٍ عن الظّروف المُحيطة بالمُشكلة، أو البدائل المُتاحة. ويُعرَّف اتّخاذ القرار أو صنع القرار بأنَّه: اختيار الإنسان بديلاً من البدائل والخيارات المُتاحة؛ لتجاوُز عَقَبةٍ تعترضُ طريقهُ.

عمليّة اتّخاذ القرار

يرتبط اتّخاذ القرار ارتباطاً قويّاً بالمُشكلة؛ لأنَّ اتّخاذ القرار لا يتمّ في أغلب الأحيان إلّا بوجود مُشكلةٍ ما؛ فالمشاكل هي الباعث والمُحرِّك لاتّخاذ القرار، ويرى بعض علماء النّفس أنَّ هناك تشابُهاً وتطابُقاً بين حلّ المشكلات واتّخاذ القرارات؛ فكلاهما يتطلّبُ مهاراتٍ عاليةً في التفكيرِ، مثل: التّحليلِ، والاستقراء، والاستنباط.

حلّ المشكلات

تعريف المشكلة

يُطلَق مُصطلح المشكلة على وضعٍ مُعيَّن طرأ على الفرد؛ نتيجة تغيُّرٍ في الظّروف المُحيطة به، فيُصبح الفرد غير قادر على التكيُّف مع هذا التغير، وليست لديه القدرة على التوصُّل إلى الحلّ المنشود.

عمليّة حلّ المشكلات

يواجه الإنسان في حياته اليوميّة العديد من المُشكلات ، فقد يجدها في العمل، والبيت، وبين الأصدقاء، وتحتاج هذه المشكلات منه حلّاً واتّخاذ قرار بشأنها، وإلا فقد تكون مصدر إزعاجٍ له، يعترضُ نجاحهُ وتقدُّمه. وليحلّ الإنسان أيّ مُشكلةٍ يجب اتّباع عدّة خطواتٍ للتغلُّب عليها، ويكون ذلك بمعرفة مواطن المشكلة التي تواجهه، وتحديدها تحديداً دقيقاً، ثمّ اختيار التصرّف المناسب والحلّ الأمثل، وأوّل خطوةٍ في حلّ أيّ مشكلةٍ هي تحديد مواطن الانحراف الحاصل بين ما خطّط له الإنسان، والفعل المُنجَز أو المُحقَّق، وبعد التّحديد يتمّ التصرُّف بناءً على ذلك.

كيفيّة اتّخاذ القرار وحلّ المشكلات

يعتمد اتّخاذ القرار وحلّ المشكلات على العديد من العوامل الأساسيّة، منها:

  • الإحساس بوجود مشكلة ما، وتحديد نوع هذه المشكلة؛ وذلك بجمع معلوماتٍ دقيقةٍ عنها، مثل: زمن حدوثها، وأضرارها.
  • البحث والتقصّي عن الحلول المُتاحة؛ للتخلُّص من هذه المشكلة، وبيان المزايا والعيوب لكلّ حلٍّ أو بديلٍ مُقترَح؛ ولإنجاح هذه الخطوة على الإنسان الاستعانة بخبرات الآخرين وتجاربهم؛ لجمع أكبر قدر مُمكن من المعلومات التي يحتاجها في اتّخاذ قراره، والاستفادة من قصص نجاحهم، بالحديث عن المشاكل التي واجهوها واتّخذوا القرارات الصّائبة فيها، وانعكاس هذه القرارات على حيواتهم العمليّة، فكانت سبباً في نجاحهم في المجتمع.
  • اختيار أفضل البدائل الموجودة لدى مُتَّخذ القرار، بعد البحث والتقصّي الدّقيق.
  • وضع معيار ثابت وإطار مُحدَّد يرتكز عليه مُتّخذ القرار في قراراته، كأن يدرس الخيارات والبدائل الموضوعة أمامه، مُحدِّداً الإيجابيّات والسلبيّات لكلٍّ منها، وقبل إطلاق الحُكم النهائيّ واتّخاذ القرار ينظر في البديل الذي وقع عليه الاختيار، وهل يتوافق مع شخصه، وأفكاره، وطموحه، والأهداف التي يسعى إلى تحقيقها؟ فإن وجد أنّ هذا البديل يُحقّق جميع ما سبق، فليُقدِم على اتّخاذ القرار.
  • التأنّي والتروّي قبل اتّخاذ القرار ، وعدم التسرُّع في إصدار الحُكم؛ فسرعة اتّخاذ القرار طريقةٌ خاطئةٌ، تنمّ عن عدم التفكير الجليّ، وعدم وضوح الرّؤية لدى مُتّخذ القرار؛ لذلك عليه إعطاء الموضوع الأهميّة القصوى، والتفكير بعقلانيّة، بعيداً عن الانفعال، والتوتُّر ، والغضب ، وتجنّب اتّخاذ أيّ قرار وهو في مزاج سيِّئ؛ لأنّ القرارات في مثل هذه الأوقات غالباً ما تكون خاطئةً تفتقد الحكمة، والنّظرة المُستقبليّة الصّائبة.
  • عدم الخوف من الخطأ في اتّخاذ القرار ، وجعل هذا الخوف مُبرِّراً وسبباً لعدم اتّخاذ القرار، وإيجاد حلٍّ للمشكلات ؛ فالإنسان ليس معصوماً من الخطأ، وليس مطلوباً منه أن يكون كلّ ما يصدر عنه صحيحاً وصائباً دائماً، بل المطلوب منه أن يبذُل قصارى جهده، ويأخذ بالأسباب المُعينة على نجاحه في خطوته التي سيُقدم عليها.
  • الثّقة بالنفس؛ فعلى مُتّخذ القرار أن يكون واثقاً بقدراته وأفكاره، وأنّه شخصٌ متميّز، يستطيع أن يُصدر القرار المناسب، وأن يجد الحلول لأصعب المشكلات، وأنّه يستطيع القيام بأمور لا يستطيع غيره القيام بها، وإيجاد الحلّ المناسب لمُشكلته دون الاعتماد على الآخرين في اتّخاذ القرارات عنه.
  • إبحار مُتّخذ القرار في عالم اليَقَظة، وإطلاق العَنان للأفكار الجميلة التي تحمل في طيّاتها الهدوء والسّكينة والسّعادة؛ فينظر إلى المشكلة التي تواجهه على أنّها مرحلةٌ بسيطةٌ وستنتهي، أو أنّه انحرافٌ سهلٌ في مجريات الحياة، ويمكن اجتيازه بنجاح.

محظورات حلّ المشكلات

هناك محظورات يجب تجنُّبها والابتعاد عنها في حلّ المشكلات ، ومنها:

  • الخلط بين المشكلة الرّئيسة، وما يترتّب عليها من مشاكل فرعيّة.
  • التسرُّع وعدم التروّي في إصدار الحلّ للمشكلة، وعدم أخذ الوقت الكافي لدراسة المشكلة وأبعادها، وطُرق معالجتها.
  • النّظر إلى المشكلة من جانب واحد، والبُعد عن الشّمولية فيما يترتّب على الحلول المُتاحة؛ من إيجابيّات وسلبيّات.
  • الاكتفاء بأول بديلٍ مُتاح يجده الشّخص لحلّ المشكلة ، وترك البحث والتقصّي عن بدائل أخرى، قد يكون وجودُها أنسب وأنجح في حلّ المشكلة.
  • الهروب من المشكلة ، وعدم التّصدي لها ومواجهتها، أو اللجوء إلى الحلول المُسكِّنة لها.
مزيد من المشاركات
طريقة إزالة آثار الحبوب

طريقة إزالة آثار الحبوب

حب الشباب حب الشباب هو عبارة عن التهاب يظهر على الجلد، ويمكن أن يظهر في أي عمر ووقت، لكن هناك العديد من العوامل المسببة لحب الشباب منها انسداد الجلد ، فعندما تنسد المسام لا يستطيع الجلد إخراج الدهون فتتراكم أسفل الجلد، وتتراكم معها البكتيريا، وخلايا الجلد الميّتة فتسبب ظهور حب الشباب، من الأسباب أيضاً العامل الوراثي، فإذا كان في تاريخ العائلة شخص مصاب بحب الشباب سينقل حب الشباب بشكل وراثي، كما أن اضطراب الهرمونات أيضاً من العوامل المسبّبة لحب الشباب، بالإضافة إلى الإجهاد والتعب، وغيرها من
تطعيم النباتات

تطعيم النباتات

تعريف تطعيم النباتات يُعرّف تطعيم النباتات على أنّه الجمع بين أجزاء من النباتات، حيث يوضع جزء من نبات معين واسمه قلم التطعيم، في جذر، أو ساق، أو فرع نبات آخر، ويُسمّى بالحاضن، فيتّحد الجزءان، ويستمرّان في النمو كجزء واحد، ويُعتبر هذا النوع من التطعيم أحد أكثر أساليب التكاثر الخضري استخداماً، وغالباً ما تُستخدم هذه التقنية للحصول على نبات يجمع أفضل الخصائص من النباتين المُستخدمين. أسباب تطعيم النباتات يوجد العديد من الأسباب التي تدفع المزارعين إلى اللجوء لتقنية تطعيم النباتات، ومن أبرز هذه
طريقة داود باشا السورية

طريقة داود باشا السورية

داود باشا السوري يشتهر المطبخ السوري بوصفاتٍ كثيرة، ولكلٍّ منها مذاقها ونكهتها المميزة، ومن أهمّ الأطباق المشهورة طبق داوود باشا، وقد اعتاد السوريون على تحضيره وتقديمه مع الأرز الأبيض، ويعتبر طبقاً سهلاً وسريع التحضير، حيث لا يحتاج لوقتٍ وجهدٍ كبيرين وهو احد الخيارات التي يلجا إليها بعض الأشخاص لإعداد وجبةٍ مفيدة وترضي جميغ الأذواق، وسنذكر في هذا المقال طريقة إعداد هذا الطبق وطريقة إعداد الأرز الأبيض. طريقة الداود باشا المكوّنات نصف كيلوغرام من اللحم المفروم فرماً ناعماً. بصلتان متوسطتا الحجم
كيف يتغير الطقس في كل فصل

كيف يتغير الطقس في كل فصل

سبب تغيّر الطقس في كلّ فصل يسود اعتقاد خاطئ بأنّ تغيّر الطقس في كلّ فصل يعود إلى دوران الأرض حول الشمس في مدار إهليلجي ممّا يجعل الشمس قريبةً من الأرض في بعض الأوقات وبعيدةً في أوقاتٍ أخرى، بحيث يكون الفصل صيفاً عند اقتراب الأرض من الشمس بينما يكون الفصل شتاءً عند ابتعادها عن الشمس، لكن ذلك غير صحيح فالتغيّر في بُعد الأرض عن الشمس غير كافٍ لحدوث الفصول الأربعة. يعود السبب الرئيسي في حدوث الفصول الأربعة إلى ميلان محور دوران الأرض حول نفسها (بالإنجليزية: Earth's Axis) بمقدار 23.5 درجة، والذي
عمل خبز الشعير

عمل خبز الشعير

خبز الشعير يعد خبز الشعير نوعاً من أنواع الخبز التي اعتاد الإنسان على استخدامها منذ القدم، ويوصي الكثير من خبراء التغذية بإدراجه في النظام الغذائي اليوميّ، وتحديداً للمصابين بمرض السكري، ومن يخضعون لحميات غذائية، فهو يحتوي على نسبة قليلة من السعرات الحرارية، بالإضافة لاحتوائه على العديد من العناصر الغذائية المفيدة لجسم الإنسان، والتي أهمّها: الفيتامينات، والكالسيوم، والفسفور، والألياف، والبوتاسيوم وغيرها، وفي هذا المقال سنتعرّف على ثلاث طرق مختلفة لعمل خبز الشعير. طريقة عمل خبز الشعير
كلام عن الحب قصير

كلام عن الحب قصير

الحب الحب أطلس كبير فيه خرائط القلوب، ليبين أماكن السعادة والسرور، فهو أسطورة تناقلتها القلوب على مر العصور، وأريج رائع ينبعث من القلوب المزهرة، الحب يقرّب الأشخاص من بعضهم البعض وأين ما يوجد الحب توجد السعادة، كما أنّ أعظم شعور هو أنك تحب شخصاً وهو أيضا يبادلك نفس الشعور. كلام قصير عن الحب سيظلُّ الحب باقةَ الوردِ الوحيدة التي لا تذبلُ في هذا العالم، ويمكن وصف الحب في الكلمات الآتية: الحب بذرة تحتاج للرعاية والاهتمام لتنمو. الحب بسمة تمحو تجاعيد الوحدة عن القلب. الحب بوصلة موجودة في القلب،
تقنيات العصف الذهني

تقنيات العصف الذهني

تقنيات العصف الذهني يمتلك الجميع طرق مختلفة لتأدية العصف الذهني بشكل جيد، وتساعد التقنيات التالية على أداء كافة خطوات العصف الذهني على أكمل وجه، ومن هذه التقنيات ما يأتي: كتابة الأفكار تساعد هذه الطريقة عند القيام بعصف ذهني لفريق دون نقاش في البداية، يطلب من كل شخص كتابة 3 أفكار ترتبط بالهدف أو العنوان الرئيسي لجلسة العصف الذهني، وتتطلب هذه الخطوة الوقت، إذ يمكن إعطاء الفريق 4-6 دقائق للكتابة، ثم يقوم كل شخص بتمرير الورقة التي كتبها للشخص الجالس على يمينه ليضيف لها ملاحظات أو نقاط مهمة لتحسين
كيف أتخلص من عادة الكذب

كيف أتخلص من عادة الكذب

استشعار مراقبة الله يُعد استحضار رقابة الله -تعالى- للعبد من أشد الأسباب المعينة على ترك الكذب ، فحين يعلم مَن ابتُلي بهذا الخلق المذموم بأنّ الله -تعالى- لا يغيب عنه قول أو فعل، لقوله -تعالى-: ﴿مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾، ولا تخفى عليه النية الصادقة من الكاذبة، لقوله -تعالى-: ﴿وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى﴾. وحين يعلم العبد بأنّ الله -تعالى- مطّلع عليه ويعلم ما العبد عليه في السر والعلن، لقوله -تعالى-: ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ