اتحبني بعد الذي كان
كلمات قصيدة أتحبني بعد الذي كانا لنزار قباني
أتحبني بعد الذي كانا؛ قصيدة من تأليف الشاعر السوري نزار قباني ، حيث وردت في ديوان "الرسم بالكلمات"، وكتب هذه القصيدة عام 1966م، ويبلغ عدد أبياتها 21 بيتًا، اشتهرت هذه القصيدة بين الناس باسم "أتحبني بعد الذي كانا" ولكن اسمها الحقيقي هو "بعد العاصفة"، ونظمت على البحر الكامل، وفيما يأتي كلمات القصيدة:
- أتحبني بعد الذي كانا؟
يتساءل الشاعر في هذا الشطر على لسان حبيبته التي لا تدري إنْ كان يُحبها بعد كل ما حدث في الماضي.
- إني أحبك رغم ما كانا
يُجيب الشاعر هنا محبوبته ويُخبرها أنّه يُحبها بالرغم من كل الماضي الذي كان لها فهو لا يُبالي به.
- ماضيك. لا أنوي إثارته
يُخبرها أيضًا أنّه لا ينوي إثارة ماضيها وبعثرته ومحاسبتها عليه ولا يُفكر في ذلك إطلاقًا.
- حسبي بأنك ها هنا الآنا
يُخبر الشاعر محبوبته في هذا الشطر أنّه يكفيه منها وجودها هنا معه وبين يديه لذا فالماضي لا يهمه أبدًا مهما كان.
- تتبسمين.. وتمسكين يدي
يكتفي الشاعر بابتسامة محبوبته وبإمساكها ليده وملامستها له.
- فيعود شكي فيك إيمانا..
عندما يرى الشاعر ابتسامة حبيبته ويلمس يديها يتحول الشك عنده لإيمان ويقين.
- عن أمس. لا تتكلمي أبداً
يدعو الشاعر محبوبته في هذا الشطر إلى عدم التكلم عن الأمس وأنْ لا تأتي على ذكره أبدًا.
- وتألقي شعراً.. وأجفانا
يطلب الشاعر من محبوبته أنْ تعتني بتألقها وبجمال شعرها وأجفانها.
- أخطاؤك الصغرى.. أمر بها
يُخبر الشاعر محبوبته بأنّ أخطاءها صغيرة لذا فهي لا تعني شيئًا له، بل ويُشجعها على نسيان الماضي بإخباره لها أنّ له أخطاءً أيضًا يمر بها.
- وأحول الأشواك ريحانا..
يطمئن الشاعر هنا محبوبته بأنّه لا يُبالي بالأشواك والأخطاء الصغيرة، وأنّه قادرٌ على تحويلها إلى ريحان ونسيانها.
- لولا المحبة في جوانحه
يُخبر الشاعر محبوبته أنّ الإنسان يمتلك في قلبه محبة تجعله يتسامح مع الآخرين.
- ما أصبح الإنسان إنسانا..
أنّ الإنسان بلا هذه المحبة لن يكون إنسانًا؛ فالإنسان معروف بإنسانيته وتُسامحه مع الآخرين.
- عامٌ مضى. وبقيت غاليةً
بالرغم من مرور عام كامل انقضى في البعد والفراق لكنها بقيت الحبيبة الغالية على قلب الشاعر.
- لا هنت أنت ولا الهوى هانا
أيّ لم يقل شأن المحبوبة عند الشاعر المُحب ولا حتى هواه لها.
- إني أحبك. كيف يمكنني؟
يُخبر الشاعر الحبيبة بأنّه يحبها ويتساءل عما إنْ كان بإمكانه فعل شيء ما.
- أن أشعل التاريخ نيرانا
يتساءل الشاعر عما يفعله ويُخبر حبيبته أنّه لا يستطيع إشعال التاريخ بالنيران؛ أيّ نيران الذكرى والمعاتبة على الماضي.
- وبه معابدنا، جرائدنا،
خاصةً وأنّ ذلك التاريخ يحتوي على المعابد والجرائد التي لطالما كانت لهما ذكرى معًا فيها.
- أقداح قهوتنا، زوايانا
كما يذكر أنّ أقداح القهوة التي لطالما تناولاها معًا، والزوايا التي لطالما جلسا معًا فيها كانت في ذلك التاريخ الذي لا يستطيع إحراقه مهما حصل.
- طفلين كنا.. في تصرفنا
يذكر الشاعر أنّه كان ومحبوبته كالأطفال الصغار في تصرفاتهما معًا.
- وغرورنا، وضلال دعوانا
كانا أيضًا يلفهما الغرورو والدعوات الضالة التي لا تعي ماذا تقول.
- كلماتنا الرعناء.. مضحكةٌ
يصف الشاعر كلماته ومحبوبته بأنّها رعناء تافهة يضحك كلما تذكرها.
- ما كان أغباها.. وأغبانا
يصف الشاعر تلك الكلمات الرعناء بأنّها كانت غبيةً وناجمةً عن طفليين نعتهما بالغباوة.
- فلكم ذهبت وأنت غاضبةٌ
يتحدث الشاعر هُنا عن غضب محبوبته من تلك الكلمات ويذكر أنّها لطالما تركته بسببها وذهبت غاضبةً منه.
- ولكم قسوت عليك أحيانا..
يذكر الشاعر هُنا قسوته على محبوبته التي كانت بين فينة وأخرى.
- ولربما انقطعت رسائلنا
يذكر الشاعر أنّ نتيجًة لذلك الغضب حصل انقطاع للرسائل بينهما.
- ولربما انقطعت هدايانا..
كما يقول الشاعر أنّ الهدايا كانت تنقطع أحيانًا بينهما.
- مهما غلونا في عداوتنا
يُخبر الشاعر محبوبته بأنّه مهما كَبُر الأمر وزاد الغضب والعداوة، فالمحبة تظل راسخة لا تتغير.
- فالحب أكبر من خطايانا..
يقول الشاعر هُنا أنّ حبه لها وحُبها له أكبر من تلك الخطايا التي اقترفاها تجاه بعضهما البعض.
- عيناك نيسانان.. كيف أنا
يقول الشاعر لحبيبته أنّ عينيها كأنّهما شهران من نيسان ويتساءل كيف له أنْ يفعل شيئًا لعينيها.
- أغتال في عينيك نيسانا؟
يتساءل الشاعر هُنا عن عيني حبيبته اللتان تشبهان نيسان وكيف له أنْ يقتلهما.
- قدر علينا أن نكون معاً
يُخبر الشاعر هنا محبوبته أنّها من أجمل الأقدار وأنّه مقدرٌ لهما أنْ يظلا معًا طول الدهر.
- يا حلوتي. رغم الذي كانا..
يقول الشاعر لحبيبته أنّه رغم الذي جرى وحصل بينهما ورغم البعد والفراق فإنّه ليس أمامهما إلا أنْ يظلا معًا.
- إن الحديقة لا خيار لها
فالحديقة لا تملك أمر الأشجار فيها فيما كانت تُنتج.
- إن أطلعت ورقاً وأغصانا..
فالحديقة لا تملك القرار فيما سينمو فيها من أوراق أو أغصان.
- هذا الهوى ضوءٌ بداخلنا
يُخبر الشاعر محبوبته أنّ هواهما وحُبهما هو نور يُشعُ بداخلهما.
- ورفيقنا.. ورفيق نجوانا
كما أنّ هذا الهوى يُرافقهما ويرافق نجواهما وكلام الحب بينهما.
- طفلٌ نداريه ونعبده
يُعد الشاعر الحب الذي يجمعه وحبيبته كالطفل الصغير الذي تعتني أمه به وتداريه وتُحبه حدّ العبادة.
- مهما بكى معنا.. وأبكانا..
يقول الشاعر في هذا الشطر أنّهما يُحبان هذا الطفل ويُداريانه حتى بالرغم من بكائه وبالرغم من جعلهما يبكيان.
- أحزاننا منه.. ونسأله
يُخبر الشاعر هنا أنّ كل أحزانه وأحزان محبوبته؛ بسبب ذلك الطفل ولكنه في ذات الوقت يتساءل ويسأله.
- لو زادنا دمعاً.. وأحزانا..
يطلب الشاعر هُنا من ذلك الطفل وهو -الحب الذي بينه وحبيبته-، بأنْ يكبر حتى إنْ زادوا دموعًا وأحزانًا.
- هاتي يديك.. فأنت زنبقتي
يطلب الشاعر في هذا الشطر من محبوبته أنْ تمد يديها فهي الزنبقة البرية التي لا يستغني عنها ويُحبها مهما حصل بينهما.
- وحبيبتي. رغم الذي كانا..
يُخبر الشاعر محبوبته الغالية بأنّها حبيبته رغمًا عن كل ما حصل في عام الفراق الذي مر بهما وباعد بينهما.
معاني مفردات القصيدة
بالرغم من سهولة ألفاظ قصيدة نزار قباني "بعد العاصفة" إلّا أنّه ربما يصعب على القارئ بعض الكلمات، نذكر بعضها في الجدول الآتي:المفردة | معنى المفردة |
إثارته | مصدر أثار؛ وتعني تعمد الرغبة والاهتمام بمعرفة شيء ما. |
الريحان | نوع من النباتات طيبة الرائحة وهي من الفصيلة الشفوية. |
جوانحه | أضلاع الإنسان القصيرة التي تلي الصدر. |
الهوى | الميلُ والحنين. |
التاريخ | مجموعة الأحوال والأحداث التي يجتازها كائن ما. |
معابد | جمع معبد، وهي مكان العبادة وأداء الصلوات. |
أقداح | جمع قَدَح؛ وهو الإناء الذي يُشرب به النبيذ. |
ضلال | وهو الباطل والعدل عن الطريق المستقيم إمّا عمدًا أو بغير قصد. |
الرعناء | جمعها رعنٌ؛ وتعني النزق والطيش. |
غلونا | من غلو وهو المبالغة. |
اغتال | من اغتيال؛ وهو القتل على غفلة. |
نيسان | هو شهر أبريل، الشهر الرابع من شهور السنة الرومية. |
نجوانا | من النجوى؛ وهو تبادل المشاعر والأسرار وخص شخص ما بالحديث. |
زنبقتي | الزنبق؛ وهو نبات من فصيلة الزنبقيات له زهرة جميلة الرائحة. |
الصور الفنية في القصيدة
تحتوي القصيدة على العديد من الصور الفنية الجميلة والتي سنُوضح بعضها فيما يأتي:
- عيناكِ نيسانان
شبه الشاعر عينا محبوبته بشهر نيسان، وهو شهر أبريل من الأشهر الميلادية، وهو تشبيه بليغ حذف منه وجه الشبه والأداة وبقي المشبه (عيناكِ) والمشبه به (نيسانان).
- هذا الهوى ضوءٌ بداخلنا
شبه الشاعر الحب والعشق داخلهما بالضوء الذي يُنير العتمة، وهو تشبيه بليغ حذف منه وجه الشبه والأداة وبقي المشبه (الهوى) والمشبه به (ضوء).
- طفلٌ نداريه ونعبده
شبه الشاعر هواه تجاه المحبوبة بالطفل الصغير الذي يقوم ومحبوبته بمداراته والعناية به، وهو استعارة تصريحية فحذف المشبه (الهوى) وصرح بالمشبه به (طفل).
- هاتي يديك فأنت زنبقتي
قال الشاعر أنّ حبيبته زنبقة، والسبب هو جمال زهرة الزنبق، وهو كناية عن شدة جمالها ورائحتها الزكية.
الأفكار الرئيسة في القصيدة
تحتوي القصيدة على مجموعة من الأفكار الرئيسة والتي يُمكن توضيحها بالنقاط الآتية:
- تساؤل الحبيبة عن كون الشاعر ما زال يُحبها بالرغم من ماضيها وما جرى بينهما من فراق.
- تأكيد الشاعر على حبه لحبيبته بالرغم من كل ما حصل بينهما.
- طلب الشاعر من حبيبته أنْ لا تُثير الماضي.
- تأكيد الشاعر على أنّ الذكريات الجميلة التي جمعتهما معًا لا يُمكن نسيانها وحرقها مع الماضي.
- تذكر الشاعر كيف كان حبه لحبيبته وكيف كانا كالطفلين الصغيرين.
- تأكيد الشاعر على أنّ حُبهما من الأقدار المحتومة، إذ لا يُمكن التخلي عنه.
- ذكر الشاعر في نهاية القصيدة أنّ حبيبته هي مثل زنبقة برية لا يُمكنه نسيانها ولا يُهمه ما سَلَفَ بينهما فهو مفتون بجمالها.