ابيات في الحب

ابيات في الحب

حُبٌ استثنائي لامرأةٍ استثنائية

يقول نزار قباني :

أكثرُ ما يعذّبني في حُبِّكِ
أنّني لا أستطيع أن أحبّكِ أكثرْ
وأكثرُ ما يضايقني في حواسّي الخمسْ
أنّها بقيتْ خمساً لا أكثَرْ
إنَّ امرأةً استثنائيةً مثلكِ
تحتاجُ إلى أحاسيسَ استثنائية
وأشواقٍ استثنائية
ودموعٍ استثنائية
وديانةٍ رابعَة
لها تعاليمُها، وطقوسُها، وجنَّتُها، ونارُها
إنَّ امرأةً استثنائيَّةً مثلكِ
تحتاجُ إلى كُتُبٍ تُكْتَبُ لها وحدَها
وحزنٍ خاصٍ بها وحدَها
وموتٍ خاصٍ بها وحدَها
وزَمَنٍ بملايين الغُرف
تسكنُ فيه وحدها
لكنّني واأسفاهْ
لا أستطيع أن أعجنَ الثواني
على شكل خواتمَ أضعُها في أصابعكْ
فالسنةُ محكومةٌ بشهورها
والشهورُ محكومةٌ بأسابيعها
والأسابيعُ محكومةٌ بأيامِها
وأيّامي محكومةٌ بتعاقب الليل والنهارْ
في عينيكِ البَنَفسجيتيْنْ
أكثرُ ما يعذِّبني في اللغة أنّها لا تكفيكِ
وأكثرُ ما يضايقني في الكتابة أنّها لا تكتُبُكِ
أنتِ امرأةٌ صعبة
كلماتي تلهثُ كالخيول على مرتفعاتكْ
ومفرداتي لا تكفي لاجتياز مسافاتك الضوئيَّة
معكِ لا توجدُ مشكلة
إنَّ مشكلتي هي مع الأبجديَّة
مع ثمانية وعشرين حرفاً، لا تكفيني لتغطية بوصة
واحدةٍ من مساحات أنوثتكْ
ولا تكفيني لإقامة صلاة شكرٍ واحدةٍ لوجهك الجميلْ
إنَّ ما يحزنني في علاقتي معكِ
أنّكِ امرأةٌ متعدِّدة
واللغةُ واحِدة
فماذا تقترحين أن أفعلْ؟
كي أتصالح مع لغتي
وأُزيلَ هذه الغُربَة
بين الخَزَفِ، وبين الأصابعْ
بين سطوحكِ المصقولة
وعَرَباتي المدفونةِ في الثلجْ
بين محيط خصركِ
وطُموحِ مراكبي
لاكتشاف كرويّة الأرضْ
ربما كنتِ راضيةً عنِّي
لأنني جعلتكِ كالأميرات في كُتُب الأطفالْ
ورسمتُكِ كالملائكة على سقوف الكنائس
ولكني لستُ راضياً عن نفسي
فقد كان بإمكاني أن أرسمكِ بطريقة أفضلْ
وأوزّعَ الوردَ والذَهَبَ حول إليتيْكِ بشكلٍ أفضلْ
ولكنَّ الوقت فاجأني
وأنا معلَّقٌ بين النحاس وبين الحليبْ
بين النعاس وبين البحرْ
بين أظافر الشهوة ولحم المرايا
بين الخطوط المنحنية والخطوط المستقيمة
ربما كنتِ قانعةً، مثل كلّ النساءْ
بأيّة قصيدة حبٍ تُقال لكِ
أما أنا فغير قانعٍ بقناعاتكْ
فهناك مئاتٌ من الكلمات تطلب مقابلتي
ولا أقابلها
وهناك مئاتٌ من القصائدْ
تجلس ساعاتٍ في غرفة الانتظار
فأعتذر لها
إنّني لا أبحث عن قصيدةٍ ما
لامرأةٍ ما
ولكنني أبحث عن "قصيدتكِ" أنتِ
إنني عاتبٌ على جسدي
لأنه لم يستطع ارتداءكِ بشكل أفضلْ
وعاتبٌ على مسامات جلدي
لأنّها لم تستطع أن تمتصَّكِ بشكل أفضلْ
وعاتبٌ على فمي
لأنه لم يلتقط حبّات اللؤلؤ المتناثرة على امتداد
شواطئكِ بشكلٍ أفضلْ
وعاتبٌ على خيالي
لأنه لم يتخيَّل كيف يمكن أن تنفجر البروق
وأقواسُ قُزَحْ
من نهدين لم يحتفلا بعيد ميلادهما الثامنِ عشر
بصورة رسميَّهْ
ولكن ماذا ينفع العتب الآنْ
بعد أن أصبحتْ علاقتنا كبرتقالةٍ شاحبة
سقطت في البحرْ
لقد كان جسدُكِ مليئاً باحتمالات المطرْ
وكان ميزانُ الزلازلْ
تحت سُرّتِكِ المستديرةِ كفم طفلْ
يتنبأ باهتزاز الأرضْ
ويعطي علامات يوم القيامة
ولكنني لم أكن ذكياً بما فيه الكفاية
لألتقط إشاراتكْ
ولم أكن مثقفاً بما فيه الكفاية
لأقرأ أفكار الموج والزَبَدْ
وأسمعَ إيقاعَ دورتكِ الدموية
أكثر ما يعذِّبني في تاريخي معكِ
أنني عاملتُكِ على طريقة بيدبا الفيلسوفْ
ولم أعاملكِ على طريقة رامبو وزوربا
وفان كوخ وديكِ الجنّ وسائر المجانينْ
عاملتُك كأستاذ جامعيّْ
يخاف أن يُحبَّ طالبته الجميلة
حتى لا يخسَر شرَفَه الأكاديمي
لهذا أشعر برغبةٍ طاغية في الاعتذار إليكِ
عن جميع أشعار التصوُّف التي أسمعتكِ إياها
يوم كنتِ تأتينَ إليَّ
مليئةً كالسنبُلة
وطازجةً كالسمكة الخارجة من البحرْ
أعتذر إليكِ
بالنيابة عن ابن الفارض، وجلال الدين الروميّ
ومحي الدين بن عربي
عن كلَّ التنظيرات والتهويمات والرموز
والأقنعة التي كنتُ أضعها على وجهي، في
غرفة الحُبّْ
يوم كان المطلوبُ منِّي
أن أكونَ قاطعاً كالشفرة
وهجومياً كفهدٍ إفريقيّْ
أشعرُ برغبة في الاعتذار إليكِ
عن غبائي الذي لا مثيلَ له
وجبني الذي لا مثيل له
وعن كل الحكم المأثورة
التي كنتُ أحفظها عن ظهر قلبْ
وتلوتُها على نهديكِ الصغيريْْنْ
فبكيا كطفلينِ معاقبينِ وناما دون عشاءْ
أعترفُ لكِ يا سيّدتي
أنّكِ كنتِ امرأةً استثنائيَّة
وأنَّ غبائي كان استثنائياً
فاسمحي لي أن أتلو أمامكِ فِعْلَ الندامَة
عن كلِّ مواقف الحكمة التي صدرتْ عنِّي
فقد تأكّد لي
بعدما خسرتُ السباقْ
وخسرتُ نقودي
وخيولي
أن الحكمةَ هي أسوأُ طَبَقٍ نقدِّمهُ
لامرأةٍ نحبُّها.

كلُّ قصيدة كلُّ حبّ

يقول أُنسي الحاج:

كلُّ قصيدةٍ هي بدايةُ الشعر
كلُّ حبٍّ هو بدايةُ السماء
تَجذري فيّ أنا الريح
اجعليني تراباً
سأعذبكِ كما تُعذب الريحُ الشجَرَ
وتمتصّينني كما يمتصُّ الشجر التراب
وأنتِ الصغيرة
كلُّ ما تريدينه
يُهدى إليكِ الى الأبد
مربوطاً إليكِ بألم الفرق بيننا
أنتَزعُكِ من نفسكِ
وتنتزعينني
نتخاطف الى سكرة الجوهريّ
نتجدّد حتى نضيع
نتكرّر حتى نتلاشى
نغيبُ في الجنوح
في الفَقْد السعيد
ونَلِجُ العَدَم الورديّ خالصَين من كلّ شائبة
ليس أنتِ ما أُمسك
بل روح النشوة
وما إن توهّمتُ معرفةَ حدودي حتى حَمَلَتني أجنحةُ التأديب إلى الضياع.
لمنْ يدّعي التُخمةَ، الجوعُ
ولمن يعلن السأمَ، لدغةُ الهُيام
ولمن يصيح لا لا ظهورٌ موجع لا يُرَدّ
في صحراء اليقين المظفَّر
ظهورٌ فجأةً كدُعابة
كمسيحةٍ عابثة
كدُرّاقةٍ مثلَّجة في صحراء اليقين
ظهوركِ يَحني الرأسَ بوزن البديهة المتجاهَلَة
فأقول له: نعم نعم
وإلى الأمام من الشرفة الأعلى
كلّما ارتميتُ مسافة حبّ
حرقتُ مسافةً من عمر موتكَ
كائناً من كنتَ
ترتفعُ
ترتفع جذوركِ في العودة
تمضي
واصلةً إلى الشجرةِ الأولى
أيّتها الأمُّ الأولى
أيتها الحبيبةُ الأخيرة
يا حَريقَ القلب
يا ذَهَبَ السطوح وشمسَ النوافذ
يا خيّالةَ البَرق المُبْصر وجهي
يا غزالتي وغابتي
يا غابةَ أشباح غَيرتي
يا غزالتي المتلفّتة وسط الفَرير لتقول لي: اقتربْ
فأقترب
أجتاز غابَ الوَعْر كالنظرة
تتحوّل الصحراء مفاجرَ مياه
وتصبحين غزالةَ أعماري كلّها
أفرّ منكِ فتنبتين في قلبي
وتفرّين منّي
فتعيدكِ إليّ مرآتكِ المخبأة تحت عتبة ذاكرتي
يداكِ غصونُ الحرب
يداكِ يدا الثأر اللذيذ مني
يدا عينيكِ
يدا طفلةٍ تَرتكب
يداكِ ليلُ الرأس
تُسكتينني كي لا يسمعونا
ويملأُ الخوفُ عينيكِ
مُدَلّهاً مختلجاً بالرعب
كطفلٍ وُلد الآن.
تنسحب الكلمات عن جسدكِ
كغطاءٍ ورديّ
يَظهر عُريكِ في الغرفة
ظهورَ الكلمة الأوحد
بلا نهائيّةِ السراب في قبضة اليد
مَن يحميني غابَ النهار
مَن يحميني ذَهَبَ الليل
ليس أيَّ شوقٍ بل شوقُ العبور
ليس أيَّ أملٍ بل أملُ الهارب الى نعيم التلاشي
فليبتعد شَبَحُ الخطأ
ولا يقتحْمنا باكراً
فيخطف ويطفئ
ويَقتل ما لا يموت
لكي يعيش بعد ذلك قتيلاً
الحبّ هو خلاصي أيّها القمر
الحبّ هو شقائي
الحبّ هو موتي أيّها القمر
لا أخرج من الظلمة إلاّ لأحتمي بعريكِ ولا من النور إلاّ لأسكر بظلمتك
تربح عيناكِ في لعبة النهار وتربحان في لعبة الليل
تربحان تحت كلّ الأبراج وتربحان ضدّ كل الأمواج
تربحان كما يربح الدِين عندما يربح وعندما يَخْسر
وآخذ معي وراءَ الجمر تذكارَ جمالكِ أبديّاً كالذاكرة المنسيّة
يحتلّ كلَّ مكان وتستغربين
كيف يكبر الجميع ولا تكبرين
ذَهَبُ عينيكِ يسري في عروقي.
لم يعد يعرفني إلاَّ العميان
لأنّهم يرون الحبّ
ما أملكه فيكِ ليس جسدكِ
بل روحُ الإرادة الأولى
ليس جسدك
بل نواةُ الجَسد الأول
ليس روحكِ
بل روحُ الحقيقة قبل أن يغمرها ضباب العالم
الشمس تشرق في جسدكِ
وأنتِ بردانة
لأن الشمس تَحرق
وكلّ ما يَحرق هو بارد من فرط القوّة.
كلّ قصيدةٍ هي قَلْبُ الحبّ
كلّ حبٍّ هو قلبُ الموت يخفق بأقصى الحياة
كلّ قصيدةٍ هي آخرُ قصيدة
كلّ حبٍّ هو آخرُ الصراخ
كلّ حبٍّ، يا خيّالةَ السقوط في الأعماق، كلّ حبٍّ هو الموت حتى آخره
وما أُمسكه فيكِ ليس جسدكِ
بل قَلْبُ الله
أعصره وأعصره
ليُخدّر قليلاً صراخُ نشوتِهِ الخاطفة
آلامَ مذبحتي الأبديّة.

حنين

يقول علاء عبد المولى:

جسدُ الربيع نما، وأنتِ عصيَّةٌ
لكِ يا حديقة وحشةٌ‏
عودي إلى جدَل الطَّبيعة والرِّياح‏
إلى زواج الأرض بالذِّكرى‏
إلى وادٍ به طوفان أصنافٍ ستغرقُ‏
واصنعي فُلْكاً بأعيننا لمن تاهوا
أنادي كنزك الأغلى أعيدي‏
للزَّمان طراوةً وحلاوةً ونداوةً ولتستعيدي‏
يا قوتَ ذاكرتي اسكبيه في يديك‏
لأسترد الرّوحَ في خَلْقٍ جديدِ
إلى كائن الغياب‏
فتنتظرْ أن تهبط الأقمارُ من كتب السّماءْ‏
هذي حقائبُ نومكَ انتشرتْ، تعبّئها الدموعْ‏
سرقتكَ ساحرة المراثي نحو عالمها
متى كان الرّجوعْ؟‏
الحلمُ في يدكَ استدارَ‏
وطار من شفتيكَ مجهولُ الكلامْ‏
صمتٌ كأنّ القبرَ يدخلُ بين نافذةٍ‏
ومهدٍ مقفرٍ مدَّدتَهُ‏
فطواك مثل الدَّفتر المنسيِّ في دُرج الصّغارْ
أغلقتَ بابك وانسفحتَ كنعشِ حزنٍ من ضفافِ مشيّعيكْ‏
ورموكَ، ما قرأوا وما سمّوا عليكْ‏
وبقيتَ وحدكَ مثل صومعةٍ على جبلٍ بعيدْ‏
لم تستطع أن تملأ الأقداحَ من نهرٍ جرى‏
بين الأغاني والخريفْ‏
والشّعرُ لعبة عاشقَيْن توارثا لغةَ الشِّجارْ‏
الشعرُ إتلافٌ وإيلافٌ‏
وإنعامٌ وآلامٌ
وجَمْع وافتراقْ‏
فخُذِ القصيدةَ من نهايتها
وضعْ قمراً على شرفاتها‏
لتضاء أوقات الوداعْ‏
دقّت طبولُ النَّار في وادي الضَّياعْ‏
فقصائدٌ رقصَتْ‏
وأخيلةٌ رمَتْ زنَّارها‏
ومضَتْ تفتّشُ عن جذورْ‏
منسوجةٌ كفّي بخيطان الدّموعْ‏
وأصابعي هشَمَتْ قناديلَ الذّرى‏
وركعتُ للّغة التي أقدامُها تمشي على جِسْرٍ يُرى‏
أو لا يُرى
لا بدّ منك
لا بدّ منكِ ليستديرَ الصَّوتُ فاكهةً تزيّن سهرةَ الأشباحِ‏
في كهف الزّمانْ‏
لا بدّ منكِ لأستعيدَ الَّليلَ من نسيان نجمتِه إلى هذا المكانْ‏
لا بدّ من أشيائكِ الصّغرى‏
ليكتسب النَّهارُ حرائق الأحلام فيَّ‏
ومن يديكِ إلى يديَّ رسالةٌ في الريحِ‏
لا خطايَ قربَ خطاكِ بيدَرُ صبوةٍ يعلو‏
ويجلسُ حوله فجرُ المناجلِ بعد أن تعبَتْ
ولا
لا بدّ من عينيكِ تتَّخذان شرقَ الوقتِ‏
تختبئان في جرس الحياءْ‏
أصغي إليه، يشقّ صدري بالشّعاع الفاطميّ المزدهي‏
بسلالةِ الأنوار‏
لا، لا بد منكِ صديقةً تحلو‏
وتبدأُ حين فيها انتهى
مغفرة الضحى والليل
للحبّ مغفرةُ الضُّحى والَّليل‏
ما ودَّعتُ روحكِ عندما ودَّعتُ أجنحةَ الرَّسائلِ‏
ما اندفعتُ سوى إلى حجرٍ يشقّ الصّمت فيما بيننا‏
للحبّ صورتُه البعيدةُ‏
لا أرى جسدي تراجَعَ عن بنفسجه ونرجسه‏
خذيه كما يقول الفجرُ
هذي الأرض كرسيٌّ ستُجلِسُ فوقها‏
أيامُنا أيامَها‏
وتعدّ أوراق الخريف‏
تنظّفُ الذكرى من الأمواتِ‏
تكسو لحمها وعظامَها
بالحبّ أُطوى فيكِ ثانيةً وتنتشرين كالشَّمس القديمةِ،‏
كم دفعتُكِ باتّجاهِ الحلْم حتَّى‏
صرتِ أنثى أقتفي أحلامها‏
وأنا أطيّر من يديَّ حمامةً بيضاء‏
تخطئُ في الهديلِ لتغفري آثامها

قصائد عن حب قديم

يقول محمود درويش :

على الأنقاض وردتُنا
ووجهانا على الرملِ
إذا مرّتْ رياحُ الصيفِ
أشرعنا المناديلا
على مهل.. على مهلِ
وغبنا طيَّ أغنيتين، كالأسرى
نراوغ قطرة الطّل
تعالي مرة في البال
يا أُختاه!
إن أواخر الليلِ
تعرّيني من الألوان والظلّ
وتحميني من الذل!
وفي عينيك، يا قمري القديم
يشدُّني أصلي
إلى إغفاءةٍ زرقاء
تحت الشمس.. والنخلِ
بعيداً عن دجى المنفى..
قريبا من حمى أهلي
تشهّيتُ الطفولة فيكِ.
مذ طارت عصافيرُ الربيعِ
تجرّدَ الشجرُ
وصوتك كان، يا ما كان،
يأتيني
من الآبار أحياناً
وأحياناً ينقِّطه لي المطُر
نقيا هكذا كالنارِ
كالأشجار.. كالأشعار ينهمرُ
تعالي
كان في عينيك شيء أشتهيهِ
وكنتُ أنتظرُ
وشدّيني إلى زنديكِ
شديني أسيراً
منك يغتفُر
تشهّيت الطفولة فيك
مذ طارت
عصافير الربيع
تجرّد الشجرُّ!
..ونعبر في الطريق
مكبَّلين..
كأننا أسرى
يدي، لم أدر، أم يدُكِ
احتست وجعاً
من الأخرى؟
ولم تطلق، كعادتها
بصدري أو بصدرك..
سروة الذكرى
كأنّا عابرا دربٍ
ككلّ الناس
إن نظرا
فلا شوقاً
ولا ندماً
ولا شزرا
ونغطس في الزحام
لنشتري أشياءنا الصغرى
ولم نترك لليلتنا
رماداً.. يذكر الجمرا
وشيء في شراييني
يناديني
لأشرب من يدك
ترمّد الذكرى
ترجّلَ، مرةً، كوكب
وسار على أناملنا
ولم يتعبْ
وحين رشفتُ عن شفتيك
ماء التوت
أقبل، عندها، يشربْ
وحين كتبتُ عن عينيك
نقّط كل ما أكتب
وشاركنا وسادتنا..
وقهوتنا
وحين ذهبتِ
لم يذهب
لعلي صرت منسياً
لديك
كغيمة في الريح
نازلة إلى المغربْ..
ولكني إذا حاولتُ
أن أنساك..
حطّ على يدي كوكبْ
لك المجدُ
تجنّحَ في خيالي
من صداك..
السجنُ، والقيد
أراك ،استندتُ
إلى وسادٍ
مهرةً.. تعدو
أحسكِ في ليالي البرد
شمساً
في دمي تشدو
أسميك الطفولة
يشرئبّ أمامي النهدُ
أسميكِ الربيع
فتشمخ الأعشاب والوردُ
أسميك السماء
فتشمت الأمطار والرعدُ
لك المجدُ
فليس لفرحتي بتحيُّري
حدُّ
وليس لموعدي وعدُ
لك.. المجدُ
وأدركَنا المساءُ..
وكانت الشمسُ
تسرّح شعرها في البحرْ
وآخر قبلة ترسو
على عينيّ مثل الجمرْ
خذي مني الرياح
وقّبليني
لآخر مرة في العمر
..وأدركها الصباحُ
وكانت الشمسُ
تمشط شعرها في الشرقْ
لها الحنّاء والعرسُ
وتذكرة لقصر الرق
خذي مني الأغاني
واذكريني..
كلمحْ البرقْ
وأدركني المساء
وكانت الأجراسْ
تدق لموكب المسبية الحسناءْ
وقلبي بارد كالماسْ
وأحلامي صناديقٌ على الميناء
خذي مني الربيع
وودّعيني..

وَقائِلَةٍ ماذا لَقيتَ مِنَ الحُبِّ

يقول إيليا أبو ماضي :

وَقائِلَةٍ ماذا لَقيتَ مِنَ الحُبِّ

فَقُلتُ الرَدى وَالخَوفَ في البُعد وَالقُربِ

فَقالَت عَهَدتُ الحُبَّ يَكسَبُ رَبَّهُ

شَمائِلَ غُرّاً لا تُنالُ بِلا حُبِّ

فَقُلتُ لَها قَد كانَ حُبّاً فَزادَهُ

نُفورُ المَهى راءً فَأَمسَيتُ في حَربِ

وَقَد كانَ لي قَلب وَكُنتُ بِلا هَوىً

فَلَمّا عَرَفتُ الحُبَّ صُرتُ بِلا قَلبِ
4الآداب
مزيد من المشاركات
نبذة عن تاريخ مصر القديم وتطورها الحضاري

نبذة عن تاريخ مصر القديم وتطورها الحضاري

تاريخ جمهوريّة مصر العربيّة جمهوريّة مصر العربيّة من الدول التي تعاقبت عليها الكثير من الحضارات مما ترك فيها بصماتٍ مختلفة ظهرت في الآثار والأحافير التي وجدها الباحثون، وقد قسم علماء التاريخ الفترات التي مرت على مصر إلى تاريخ مصر القديم، وتاريخ مصر الحديث، فقد كانت مصر هي الدولة الوحيدة في العالم القديم التي توصلت إلى مفهوم الكتابة، وابتدعت الحروف والعلامات الهيموغلوفيّة، كما كان المصريون يمتازون بتسجيلهم لكل أحداث حياتهم وتاريخهم، وبذلك أصبحت مصر هي الدولة الأولى التي لها تاريخٌ مكتوبٌ مسجل.
طرق فتح الشهية للكبار

طرق فتح الشهية للكبار

فتح الشهية فقدان الشهية أو ضعفها من الأمور التي يصاب بها بعض الأشخاص، الأمر الذي يجعلهم يرفضون تناول الطعام، مما يؤدي إلى نقصان وزنهم وفقدان حيويتهم ونشاطهم؛ لأنّ الطعام هو المصدر الرئيسي الذي يمد جسم الإنسان بالعناصر الغذائية الضرورية التي تمكنه من القيام بوظائفه على أكمل وجه، ويسبب فقدان الشهية الإصابة بمرض فقر الدم (الأنيميا)، وينتج هذا الخلل لعدة عوامل أبرزها: تناول بعض الأدوية، أو الإصابة بالأمراض أو لأسباب نفسية، وهناك طرق عديدة لفتح الشهية والإقبال على تناول الطعام والتي سنذكرها في هذا
ما هو مجلس الشيوخ

ما هو مجلس الشيوخ

الكثير منّا يسمع في قنوات الأخبار وفي البرامج التلفزيونيّة المختلفة عن مجلس الشيوخ، ولهذا يُسعدنا أعزائي القرّاء أن نتعرّف معاً في هذا المقال على مجلس الشيوخ، وإنجازاته، وأبرز الأمثلة عليه حول العالم. مجلس الشيوخ هو عبارة عن هيئة سياسيّة تتنمي إلى السلطة التشريعية، وهو غالباً ما يُمثّل مجلس الأعيان في البرلمان؛ أي الأشخاص الذين يتمّ تعيينهم من قبل المسؤول في الدولة سواء كان ملكاً أو رئيساً، وقد يكون المجلس منتخباً من الشعب مثل مجلس النواب الّذي يتكوّن من نواب يُمثلون الشعب، ويتم انتخابهم من
عفة الرجل

عفة الرجل

معنى العفة معنى العفة لغةً العفة من مصدر عفَّ، أي الكفُّ عما لا يَحِلُّ ويَجْمُل، والاستِعفافُ طلب العفاف. معنى العفة اصطلاحاً وتعني ضبط النفس عن الشهوات ، واكتفائها بما يقيم أودَ الجسد ويحفظ صحته فقط، وتجنب الإسراف في الملذات وطلب الاعتدال، وتعني أيضاً ضبط النفس عن ملذات الحياة، وهي حالةٌ متوسِّطةٌ بين إفراط الشهوة وجمودها، وعُرِّفت كذلك بأنّها "هيئة القوة الشهوانية التي تكون بين الفجور؛ وهو إفراط هذه القوة، والخمود الذي هو تفريطها، فالعفيف من يمشي وفق الشرع والمروءة"، وهي خلقٌ واجبٌ على
أين تقع تمبكتو

أين تقع تمبكتو

موقع تمبكتو تقع مدينة تمبكتو التابعة لفرنسا في دولة مالي غرب أفريقيا، في الجزء الجنوبي للصحراء، وتبعد عن نهر النيجر 8 أميال تقريباً؛ أي ما يُعادل 13 كيلومتراً، ولقد أنشأ المدينة البدو الطوارق واستخدموها كمعسكر موسمي لهم في عام 1100م، وتاريخياً كانت تمبكتو تتمتع بأهمية كبيرة؛ لأنّها كانت مركزاً للثقافة الإسلامية، ومركزاً تجارياً على طريق القوافل في الصحراء، وأما في الوقت الراهن فإنّ تمبكتو تُعدّ المركز الإداري لمالي، وهي موطن لـ 54453 نسمة وذلك وفقاً لتقديرات عام 2009م. تاريخ تمبكتو كانت مدينة
أسرع طريقة لتطويل الشعر وكثافته

أسرع طريقة لتطويل الشعر وكثافته

البيض يمتاز البيض بخصائصه العلاجية التي تعمل على نمو الشعر وتطويله وتكثيفه، حيثُ يتكون من عناصر متعددة مثل الفسفور، والحديد، والزنك، والبروتين وغيرهم من العناصر التي تُساهم في ذلك، ويُمكن الاستفادة من البيض في تطويل الشعر وتكثيفه وتحفيز نموه من خلال خفق بيضة، ثمّ إضافة كوب من الحليب وعصير الليمون، وملعقتين كبيرتين من زيت الزيتون البكر لها، ثمّ يتم تدليك فروة الرأس بالمزيج الناتج، وتركه على الشعر لمدّة من 20-30 دقيقة، ثمّ غسل الشعر بالماء والشامبو. الحنّاء يُمكن الاستفادة من الحناء في عملية
أهمية حماية البيئة والهواء من التلوث

أهمية حماية البيئة والهواء من التلوث

إن تلوث البيئة والهواء يعد واحدة من الآفات في عصرنا الحالي وتسعى المنظمات العالمية على الحد من التلوث وذلك لتأثيره السلبي على الإنسان. إذ أن الإنسان يعيش بتكامل مع البيئة المحيطة سواء الأرض أو الهواء أو الماء وجميعها تتأثر بعوامل التلوث فتنعكس سلبا على صحة الإنسان فتؤثر بنقاء الهواء الذي يدخل لجسمه ويسبب له أمراض جمة كما يؤثر التلوث على طبقة الأوزون التي تعمل على حماية كوكب الأرض وما عليه من الأشعة فوق البنفسجية الضارة والمسببة للسرطانات. وفي ما يلي نذكر الأهمية وراء حماية البيئة والهواء من
أجمل أشعار العرب في الحكمة

أجمل أشعار العرب في الحكمة

أجمل أشعار الإمام الشافعي في الحكمة يقول الإمام الشافعي : دعِ الأَيّامَ تَفعَلُ ما تَشاءُ وَطِب نَفساً إِذا حَكَمَ القَضاءُ وَلا تَجزَع لِحادِثَةِ اللَيالي فَما لِحَوادِثِ الدُنيا بَقاءُ وَكُن رَجُلاً عَلى الأَهوالِ جَلداً وَشيمَتُكَ السَماحَةُ وَ الوَفاءُ وَإِن كَثُرَت عُيوبُكَ في البَرايا وَسَرَّكَ أَن يَكونَ لَها غِطاءُ تَسَتَّر بِ السَخاءِ فَكُلُّ عَيبٍ يُغَطّيهِ كَما قيلَ السَخاءُ وَلا تُرِ لِلأَعادي قَطُّ ذُلّاً فَإِنَّ شَماتَةَ الأَعداء بَلاءُ وَلا تَرجُ السَماحَةَ مِن بَخيلٍ فَما في