إذاعة مدرسية عن استقلال الجزائر
استقلال الجزائر إرادة شعب
الجزائر بلد الرجال الأشاوس والأبطال الأحرار، وبلد المليون شهيد، واستقلال الجزائر جاء بعد نضالٍ طويل ضد الاحتلال الفرنسي الغاشم الذي مارس أقسى صنوف التعذيب ضدّ أبناء الشعب الجزائري الذي كان يدافع عن وطنه بشراسة لأنه لا يقبل الضيم أبدًا.
في الخامس من تموز من عام 1962م حصلت الجزائر على استقلالها بعد مئة واثنين وثلاثين عامًا من الاستعمار الفرنسي الذي نهب ثروات الجزائر ونكل بالشعب وحاول طمس هويته وسلب عروبته منه والسطو على مقدراته، وأخذ حقوق الشعب الجزائري منه، لكن الشعب الذي يؤمن بالحرية لا يمكن أن يُغلب أبدًا، ولا بدّ أن يكسر قيده مهما طال الزمن.
على الرغم من التفوق العسكري للجيش الفرنسي، لكن إصرار وإرادة الشعب الجزائري انتصرت على العدوان ونال الجزائريون حريتهم المستحقة واستعادوا سيادة نفسهم في وطنهم، ومهما طال ظلام الليل لا بدّ أن ياتي النهار، وهذا ما حصل مع الشعب الجزائري الذي لم ييأس أبدًا رغم مرور أكثر من مئة وثلاثين عامًا على الاحتلال الفرنسي.
قدمت الجزائر خلال هذا التاريخ الطويل أكثر من مليون شهيد وقيادات كثيرة أبت الاستسلام لظلم الاحتلال ونزعت عنها قيود الشيطان لتحقق النصر المؤزر والحرية التي ظلّ الشعب الجزائري يسعى إليها، فالشعب الجزائري لم يبخل بالشهداء أبدًا، وافتدى تراب وطنه بدمائهم الزكية الطاهرة.
استقلال الجزائر نضالٌ مشرّف
استقلال الجزائر لم يكن صدفة أبدًا، ولم يكن إلا بالعزيمة والإصرار والفخر، لهذا فإنّ عظمة هذا التاريخ المشرف الذي نال فيه الجزائر استقلاله سيظلّ بمثابة الوسام الذي يُعلّق على الصدور.
فالفرح والبهجة لا يكفيان لأجل التعبير عن روعة هذا اليوم الذي جاء بعد نضالٍ طويل ودعاء الأمهات والآباء، وتوجيهات الأجداد، فاستقلال الجزائر ليس حدثًا عاديًا، بل حدثًا تاريخيًا ستفتخر به الأجيال كلها إلى الأبد لأنه لم يأتِ إلا بعد إصرار كبير وتحدٍ لكلّ الظروف.
مرت الجزائر عبر تاريخها الطويل مع الاحتلال الفرنسي بالكثير من المعارك والتحديات والثورات الشعبية التي خاضها الجزائريون بقيادة الكثير من أبناء الشعب الجزائري الأشاوس أمثال جميلة بوحيرد ومصطفى بن بولعيد ومحمود بن عكشة وغيرهم الكثير ممن واجهوا الاحتلال الجزائري بشراسة؛ كي يحصلوا على استقلال وطنهم الذي طال ظلام الاحتلال عليه، خاصة بعد أن بدأت فرنسا تضيق على الجزائريين أكثر وأكثر وتشدد على اعتقالهم.
استقلال الجزائر هو الوردة التي فاح عبيرها في قلب كل جزائري حر وشريف، فالجزائريون أبطالٌ حقيقيون دافعوا عن كرامة وطنهم حتى آخر لحظة، ولم يرتاحوا إلا بعد أن كان الاستقلال أمرًا واقعًا، لهذا فالمجد للجزائر العربي الذي لم ينحنِ لظالم، ولم يتذلل لأي احتلال، بل بقي على عهد الآباء والأجداد، حتى ارتوت الجزائر بالدماء الطاهرة الزكية، فالجزائر محمية بأرواح أبنائها الشهداء الذي لم يصل إلى قلوبهم الملل أبدًا وهم يدافعون عن بلادهم.
استقلال الجزائر محفوف بالشهداء
في الختام، سيظلّ استقلال الجزائر إنجازٌ للتاريخ يحكي عنه الأبناء والأحفاد بكلّ ما يملكون من فخرٍ وعز، فالاستقلال بالنسبة للجزائريين هو المكافأة الحقيقية بعد الصبر الطويل الذي عانوه وبعد كل التضحيات المكتوبة في كتب التاريخ.
لن ينسى العالم أبدًا ما قدمه الجزائريون فداءً لوطنهم، لأنهم شعبٌ حر أصيل يأبى إلا أن يكون مميزًا حتى في طريقة نيله لاستقلال بلاده الذي انتزعه انتزاعًا من أيدي الفرنسيين، فالجزائر وطنٌ حرٌ أبيّ لا يرضى بالظلم ولا الاستبداد ولا يقبل إلا أن يكون وطنًا حرًا مقاومًا لكلّ غاصب؛ لتبقى الجزائر درة العرب وبلاد الحب والخير و العطاء .
الجزائر بلدٌ له وزنٌ تاريخي كبير، وتضحياته أضافت إليه الكثير من الرفعة والسمو، والشعب الجزائري الذي يقسم بالساحقات الماحقات أخذ عهدًا على نفسه أن يظلّ شعبًا وفيًا لوطنه وعروبته، واليوم فإنّ الشعب الجزائري يناصرالقضايا العربية بكلّ ما يملك من سمو و عزة نفس ، لهذا فإنّ استقلال الجزائر بمثابة يوم عيد لكلّ العرب وليس فقط للجزائريين.
سيظلّ ذلك اليوم الذي ارتفع فيه علم الجزائر وحلق عاليًا في السماء يومًا تاريخيًا يشهد له القاصي والداني بأنّ الجزائر ستظلّ رمزًا للتضحية والفداء ويكفي أنها بلاد الشهداء الذين أناروا طريق النصر بدمائهم الطاهرة، إنهم حقًا خير الناس وقناديل الأمة التي تعلي من شأنها دومًا.