إذا الفجائية
تعريف إذا الفجائية
جاء في لسان العرب الفجأة والمفاجأة: وهي مجيء الشيء من غير تقدم سبب، وكذلك كل ما هجم عليك من أمر لم تحتسبه.، والمفاجأة أحد الوجوه التي تستعمل فيها (إذا)، وتوصف بالفجائية، كأن يُقال: خرجت فإذا الأسد بالباب، ومنه قول الله تعالى: "فألقاها فإذا هي حيةٌ تسعى"
قال ابن مالك في ألفيته:
وَتَخْلُفُ الْفَاءُ إِذَا المُفاجأَه
- كـــ"إنْ تَجُدْ إِذًا لَنَــــا مُكافَأَه "
والمقصود ههنا أن الجواب إذا كان جملة اسمية وجب اقترانه بالفاء، كما يجوز إقامة إذا الفجائية مُقام الفاء، فهي رابطة لجواب الشرط بأداته وفعله إذا ما كان الجواب جملة اسمية غير طلبية لم يدخل عليها أداة نفي ولم تدخل عليها إنْ، ومنه قول الله تعالى: "وإنْ تُصبهُم سيئةٌ بما قدَّمت أيديهم إذا هُم يَقنطون"، ونحو قوله تعالى:" فإذا أصاب به من يشاءُ من عبادِه إذا هُم يستبشرون"
آراء النحويين في (إذا) الفجائية
اختلف النحاة في تصنيف إذا الفجائية، وكان اختلافهم في كونها اسمية أو حرفية، فذهب الأخفش الأوسط (ت 215هـ) إلى حرفيتها، أما المُبرد (ت 285هـ) فقد ذهب إلى أنها ظرف مكان بمعنى (من)، وقال: "ولــ (إذا) موضعٌ آخر وهي التي يُقال لها حرف الفجأة"، وذلك في قولنا: خرجتُ فإذا زيدٌ.
وقال عنها في موضع آخر:" فأما إذا التي تقع للمفاجأة فهي التي تسد مسدَّ الخبر والاسم بعدها مبتدأ"، وذلك قولك: جئتك فإذا زيدٌ والمقصود جئتك ففاجأني زيدٌ، ونحو قولك أيضاً: كلمتك فإذا أخوك والمقصود كلمتك ففاجأني أخوك.
أما الزجاج (ت311 هـ) فقال عنها: "إن إذا على كل حال للزمان"، أي بمعنى (في).
خصائص إذا الفجائية
وتختص إذا الفجائية بالجمل الاسمية على النقيض من (إذا) الشرطية التي تختص بالجمل الفعلية، ومن أبرز خصائصها:
- لا تحتاج إذا الفجائية إلى جواب، فهي حرف جواب.
- لا تقع في صدر الكلام: بمعنى أنها لا تتصدر بداية الجملة فهي من الحروف التي ليس لها حق الصدارة في الكلام.
- تدل على الحال والاستقبال.
- يليها جملة اسمية وغالباً ما يكون بعدها مبتدأً.
- ليس لها محل من الإعراب.
أوجه إعرابها
تأتي إذا الفجائية حرف جواب نحو: إذا ها أنت قد وصلتَ سالماً، وقد تكون ظرفاً للمستقبل نحو: (إذا اجتهدت نجحت) فإذا هنا ظرف للمستقبل يتضمن معنى الشرط؛ فالنجاح مشروط بالاجتهاد، كما تُعرب على أنها ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب مفعول فيه.
وإما أن تُعرب على أنها حرف مبني على السكون لا محل له في الإعراب، وتلزمها الفاء الزائدة أو الاستئنافية فالاسم المرفوع بعدها يُعرب على أنه مبتدأ كما في قوله تعالى: "فألقاها فإذا هي حيةٌ تسعى" وعليه يكون الخبر مذكوراً في سياق الآية الكريمة (تسعى)، وإما أن يُحذف الخبر ويُقَدَّرُ من سياق الجملة نحو: دخلتُ قاعة المحاضرةِ فإذا الأستاذ، فالخبر هنا محذوف تقديره (موجود).